يومية المتسول 150 ألف ليرة (ومو عاجبو)!

يومية المتسول 150 ألف ليرة (ومو عاجبو)!

ميساء رزق | المشهد

تملكتني الدهشة والاستغراب والمفاجأة وكثير من المشاعر التي استحضرها سماع ما سمعت من حديث تناهى إلى إذنيّ بين متسولَين على الكورنيش الجنوبي في اللاذقية، حيث سأل أحدهما الآخر: كيف الحركة والغلة اليوم؟ ليرد بتأفف: والله ناشفة يا دوب ١٥٠ ألف ليرة!

إذاً ١٥٠ ألف ليرة يا دوب وناشفة في جردة حساب لأحد المتسولين في منطقة تُعتبر راقية من أحياء اللاذقية، ولأتساءل أنا الموظفة من الفئة الأولى بوظيفة في بلاط السلطة الرابعة أحتاج ٣٠ ألف ليرة من غلة هذا المتسول لأجاري يومه براتب شهري.

تابعت سيري رجوعاً مغادرة الكورنيش الذي قصدته للترويح عن نفسي ورمي همومي لموج البحر لتزداد دهشتي بما سمعت ولأراقب أسراب المتسولين المنتشرين كيف وأنّا اتجهت في جميع شوارع وأحياء وأسواق المدينة بكل تصنيفاتها ونجومها ليفترشوا الأرصفة ويدوروا بين السيارات والمارة ملتمسين من الشهر الفضيل حجة جديدة ومشرعة لطلب الصدقة المبطنة ب(الشحادة).

التسول هذه الظاهرة المتفشية كالنار في الهشيم، بات لها ناسها ومتعهديها لمناطق محددة ممنوع التعدي على قطاعها، باستثمار رابح لحاجة البعض واستغلال الآخرين.

مهنة من لا يخاف مد يده ويتفنن بالاستجداء وصدقوني صاحب الحاجة الحقيقية عفيف النفس عن مد اليد.

ولطالما تحدثنا عن هذه الظاهرة وناقشناها مع ذوي الأمر الذين باتوا عاجزين عن قمعها وكبح انتشارها، لتخرج الشؤون الاجتماعية من دائرة الاهتمام وتتولى القيادات الشرطية في المحافظات هذا الملف، بحسب مصدر صرّح للمشهد من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل الذي سألناه عن هذا الأمر، حيث أصدرت مديرية الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل القرار رقم ب/٦٦/١ تاريخ ٩-٣-٢٠٢١ القاضي بخطوات العمل والأدوار الجديدة المعتمدة لمعالجة ظاهرة التسول والتشرد بتكليف قيادات الشرطة في كل محافظة بضبط المتسولين والمتشردين بالتعاون بين الشرطة والشرطة السياحية وتخصيص خطوط ساخنة للتواصل مع الشرطة (غرف العمليات) للإبلاغ عن أي حالة تسول أو تشرد ومكان وجودها مع اتباع الإجراءات التالية:الرصد والإبلاغ، الضبط، الإحالة والمعالجة القضائية، وأن يقوم مكتب مكافحة التسول بإجراءات عرض الحالات على المحامين العامين ليقوموا بدورهم بالإجراءات اللازمة لإحالتهم إلى دور الرعاية المعتمدة، مع اتخاذ العقوبات اللازمة.

إذاً إجراءات متعددة ومعقدة للحد من هذه الظاهرة التي باتت خارج حدود الضبط، وما عليك عزيزي المواطن سوى أن تعطي برضاك أو غصباً عنك، أو تمنع إن استطعت تحمل(النق) وتفلت من شد الملابس، وفي أحيان كثيرة تلقي الدعاء عليك والشتائم التي تُسمع ولا تُسمع.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر