"التهريب الناعم".. مواقع التواصل الاجتماعي وشروط الاستيراد الصارمة تنعش تجارة الشنطة مجدداً

"التهريب الناعم".. مواقع التواصل الاجتماعي وشروط الاستيراد الصارمة تنعش تجارة الشنطة مجدداً

المشهد | ريم ربيع

تستعيد اليوم تجارة الشنطة من الدول المجاورة ودول الخليج انتعاشها وتحقيقها مكتسبات عديدة، مستفيدة من الارتفاع الكبير في الأسعار، وتضييق مجال الاستيراد ورفع الرسوم الجمركية على المستوردات، حيث اتجهت فئة لا بأس بها من التجار للاستغناء عن تجارتهم التقليدية والتوجه لتجارة الشنطة لمكاسبها الكبيرة، ولم يقتصر الأمر على التجار فحسب، بل أصبح هذا النمط في البيع فرصة عمل للشباب وحتى الطلاب بتكاليف بسيطة وربح كبير، ومخاطر محدودة إن صح التعبير.

زبائن معروفين

لم تختفِ تجارة الشنطة يوماً من سورية، حيث كان زبائنها معروفون للتجار الباحثين عن "اللقطات" لإرضاء ذوق الزبائن المميزين، إلا أنها كانت محدودة بفئات معينة، وما شجع إعادة انتعاشها مؤخراً هو مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت معرضاً لمولات تركيا والخليج، إضافة إلى الارتفاعات "الخيالية" بالأسعار محلياً والتي فاقت ارتفاع سعر الصرف بكثير -إن كان هو المعيار-، فالكثير من السلع التي يتم التوصية عليها تبقى أقل سعراً من مثيلاتها الموجودة في السوق المحلية، رغم أرباح الباعة المضافة إليها.!

مكاسب إضافية

تدير هند -إحدى الشابات العاملات في تجارة الشنطة- مجموعة على موقع فيسبوك، تنشر من خلالها صور ملابس ومكياجات وعطور معروضة في مولات ومتاجر الإمارات، وتفتح باب التواصي لمدة ثلاثة أيام، لتشتري القطع التي تم التوصية عليها تحديداً، والتي لا تتجاوز 20 قطعة في كل زيارة، ثم تعود لسورية لتتفق مع المشتريات على مكان التسليم، إذ لا تملك متجراً خاصاً بها، وهو ما تعتبره هند مكسباً إضافياً للتهرب من الضرائب.

بلا جمركة

أما عماد فقد استثمر فرق السعر في الموبايلات واكسسواراتها بين سورية والخارج، لاسيما بعد رفع الرسوم الجمركية التي أصبحت بنفس ثمن الهاتف الذكي تقريباً، فاتجه لتجارة الهواتف الذكية التي ازدهرت بشكل كبير مؤخراً، حيث يتقصّد الشراء في أوقات العروض والتخفيضات المعلنة في أسواق مصر والخليج ليعود ويبيع المنتجات في سورية، موضحاً أنه بمجرد إزالة الغلاف "الكرتونة" الخارجية للجهاز يسهل عبورها عبر الحدود والجمارك.

يشير عماد الى التزايد الكبير في الطلب للتهرب من رسوم الجمركة، والتوجه للأسواق الخارجية في تأمين اكسسوارات الموبايلات بعد منع استيرادها محلياً، موضحاً أن البعض يشتري المنتجات من الأسواق المجاورة ليبيعها محلياً وفق سعر الصرف في السوق الموازية، فيما يتجه البعض الآخر لتأمين التوصيات من المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية وغالباً ما يكون مصدرها تركي.

أرباح مجزية

بدورها تعاقدت راما مع وكلاء الماركات العالمية من مستحضرات التجميل في مصر والأردن، لتشتري منهم المنتجات بسعر الجملة، موضحةً أنها تودع البضائع في منزل قريبتها بمصر لتدخلها إلى سورية بالتقسيط وحسب التوصية، حتى لا تلفت الانتباه إليها، حيث تعود إلى البلاد إما جواً من مصر مباشرةً ، أو براً عبر معبر نصيب من الأردن، وذلك بعد أن شكّل السماح بعبور السيارات الخاصة منفذاً جديداً لإيصال السلع، ووصفت راما أرباحها بالمجزية جداً إذ تغطي تكاليف السفر و"السياحة"، دون أن يشعر الزبون بأن ما يشتريه غالي الثمن قياساً للسوق المحلية.

تهريب ناعم.!

وفيما يصف خبراء تجارة الشنطة بالـ"تهريب الناعم" الأقل ضرراً من التهريب الفعلي الذي يتم بكميات كبيرة وينهك الاقتصاد الوطني، إلا أنها كانت ولا تزال توفر فرص عمل للمئات من توسّع بعضهم في العمل ليبدؤوا مشاريعهم الخاصة والمرخصة، وتحقق لهم عائد مادي ممتاز، مما يستلزم إيجاد حلول تحد من الضرر الاقتصادي، وتضمن في الوقت ذاته انسياب السلع، وتبسيط إجراءات المشاريع الصغيرة التي تسببت تعقيداتها الحالية بتطفيش أصحاب رؤوس الأموال البسيطة لهذا النوع من التجارة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر