الذهب الأسود ينتشر في سورية .. مهندس زراعي لـ"المشهد" : هدفنا الاستغناء عن الأسمدة والمبيدات والتوعية لمخاطرها

الذهب الأسود ينتشر في سورية .. مهندس زراعي لـ"المشهد" : هدفنا الاستغناء عن الأسمدة والمبيدات والتوعية لمخاطرها

كريم حسن | المشهد

انتشرت في سورية مؤخراً مشاريع زراعية واعدة استقطبت اهتمام الكثير من العاملين في المجال الزراعي كونها تحقق عائد اقتصادي جيد واكتفاء ذاتي للمزارعين، كان أبرزها تربية دودة الأرض بهدف انتاج السماد العضوي الفعال بدلاً من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية .

الفيرمي كومبوست ( سماد الديدان ) أو كما يسميه البعض ( الذهب الأسود ) يعتبر من أجود أنواع الأسمدة العضوية، لونه بني غامق أو مائل للإسوداد، ليس له اي رائحة، ونسبة رطوبته لا تتجاوز 20%، يتم خلطه مع التربة بهدف تخصيبها وتزويدها بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو البنات .

كان الهدف في البداية زيادة الخبرة العلمية والعملية وإنتاج السماد بكميات قليلة، باستخدام أحواض صغيرة

المهندس الزراعي "طارق عبد الحق" خريج جامعة تشرين في اللاذقية، يروي لـ"المشهد" تفاصيل إنطلاق مشروعه الخاص لإنتاج "الفيرمي كومبوست"، قائلاً : "في البداية حصلت على فكرة المشروع عن طريق الانترنت وأعجبتني ثم قمت بالتواصل مع مدير المشروع الأول في سورية الأستاذ "محمد حفار" الذي قدم لي المعلومات اللازمة بخصوصه وتابعت إجراء الدراسات، ثم اشتريت منه 500 دودة وبدأت بتربيتها" .

وتابع "عبد الحق" : "انطلقت بالمشروع في الشهر السادس عام 2020 في منزلي بحي الرمل الجنوبي برأسمال بسيط وقدره 100 ألف ليرة سورية، وكان الهدف في البداية زيادة الخبرة العلمية والعملية وإنتاج السماد بكميات قليلة، باستخدام أحواض صغيرة وبعد مرور حوالي سنة ونصف على التربية أصبح لدي 10 آلاف دوده برأسمال يزيد عن 2 مليون ليرة سورية، وأصبحت انتج كميات أكبر من السماد" .

وعن طريقة إنتاج هذا النوع من السماد، قال "عبد الحق" : "انتاج الفيرمي كومبوست يتم عن طريق تغذية الديدان الأرضية مثل ( ريد ويجلر والتايجر وورم ) وهي الأنواع المستخدمة حالياً، حيث يتم تربية الديدان ضمن صناديق أو أحواض أو مساكب وتغذيتها بروث المواشي أو بقايا الخضار والفواكه المتحللة على فترة زمنية معينة لينتج بعدها السماد المطلوب" .

وأضاف "عبد الحق" : "بعد نجاح التجربة الأولى، أصبح هناك شريك في المشروع زميلتي المهندسة "بتول شعبان"، قمنا سوياً بالتواصل مع أحد المراكز التابعة لمنظمة المعهد الأوروبي ولاقت الفكرة اقبالاً وتم تقديم الدعم المالي لنا، لنقوم بعدها بشراء 20 ألف دودة، وحالياً نحن أكبر فرع للإنتاج ضمن مدينة اللاذقية، حيث نملك 5 صناديق تربية وأحواض صغيرة و 40 ألف دودة برأسمال 8 مليون ليرة سورية بعد مرور سنتين على التجربة الأولى" .

السماد العادي فقير بالعناصر الصغرى والكبرى ولا يكفي وحده لتغذية النبات ويوجد فيه مسببات للأمراض المجهرية

وتحدث المهندس الزراعي لـ"المشهد" عن مزايا السماد المنتج، مبيناً أنه "من أفخر انواع السماد العضوي في العالم حالياً، فهو يزيد من خصوبة التربة ويحقق التوازن بين الهواء والماء في التربة بالإضافة إلى احتفاظه بالمعادن بشكل أكبر، كما يقلل من كمية الري ويرفع درجة حرارة التربة" .

واستطرد "عبد الحق" قائلاً : "كما أنه يمد التربة بمصانع لتصنيع وخلق المغذيات ومنظمات النمو ومواد لمقاومة آفات التربة بالإضافة إلى أنه يحتوي على مضاد حيوي وفطري مثل الاكتينومايسيز الذي يرفع مستويات المقاومة الحيوية في النبات ضد الحشرات والأمراض ويقلل الحاجة بشكل كبير لاستخدام المبيدات" .

وبالنسبة للفرق بينه وبين الأسمدة العضوية العادية، أوضح "عبد الحق" أن "السماد العادي فقير بالعناصر الصغرى والكبرى ولا يكفي وحده لتغذية النبات ويوجد فيه مسببات للأمراض المجهرية، أما الفيرمي فهو كافٍ لسد احتياجات النبات من تلك العناصر نظراً لقدرته على تفكيك العناصر الصلبة في التربة مما يسهل امتصاصها والاستفادة منها، كما يزيل الآثار الضارة للمبيدات الكيميائية ويزيد المناعة ضد الأمراض ويزيد مقاومة التربة للآفات والإجهادات والظروف المناخية" .

وأردف "عبد الحق" : "تأثير الفيرمي كومبوست يظهر خلال فترة قصيرة جداً خلال ( 7 - 10 ) أيام، أما الأسمدة العضوية الأخرى فيظهر بعد فترة أطول بكثير من ذلك"، مضيفاً : "كما أن سماد الفيرمي يحتوي على 5 أضعاف من النيتروجين و 7 أضعاف من الفوسفور و 11 ضعف من البوتاسيوم" .

الاستغناء بشكل كامل مع مرور الوقت عن الأسمدة الكيميائية والمبيدات التي تسبب الأمراض السرطانية للإنسان والتوعية لمخاطرها

وفيما يتعلق بالناحية التسويقية للمنتج، بين "عبد الحق" أن هناك "إقبال كبير على شراء السماد، خاصة المزارعين الذين استخدموه حيث لاحظوا الفرق من ناحية المردود والإنتاج والنوعية مقارنة مع الأسمدة الكيميائية بالإضافة للعائد الاقتصادي لناحية التوفير الكبير والتقليل من استخدام المبيدات"، مشيراً إلى أن "الطلب عليه يفوق الانتاج بـ 5 اضعاف تقريباً ولا يوجد كساد" .

ونوه "عبد الحق" إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو "الاستغناء بشكل كامل مع مرور الوقت عن الأسمدة الكيميائية والمبيدات التي تسبب الأمراض السرطانية للإنسان والتوعية لمخاطرها، بالإضافة إلى تحقيق العائد الاقتصادي للمربين والمزارعين وتقليل استيراد الأسمدة الكيميائية والاستعاضة عنها بالأسمدة العضوية المنتجة محلياً" .

وفي ختام حديثه لـ"المشهد"، ابدى المهندس "طارق عبد الحق" استعداده لتقديم الدعم اللازم والمساعدة لكل الاشخاص الراغبين بالدخول في هذا المشروع .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني