خالد العبود يشرح استراتيجيات العدوان على سورية من "تهجير الترهيب" إلى "تهجير الترغيب"

خالد العبود يشرح استراتيجيات العدوان على سورية من "تهجير الترهيب" إلى "تهجير الترغيب"

المشهد | متابعات

تحت عنوان "استراتيجيات العدوان .. من تهجير الترهيب إلى تهجير الترغيب .. السوريون إلى أين؟؟" .

كتب عضو مجلس الشعب السوري "خالد العبود" تدوينة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، قال فيها : "في مطلع العدوان على سوريّة، في سياق ما سمّي "ربيعاً عربيّاً"، تمّ التركيز على تهجير أكبر نسبة من السوريّين، خاصة في المناطق الحدودية، وتحديداُ مع الأردن ولبنان وتركيا" .

وأضاف : "ثمّ تمّ التركيز على عنوان التهجير الترهيبيّ، بحقّ ملايين السوريّين، وهو التهجير الذي رافق سيطرة مجموعات مسلحة، تحت عناوين متعدّدة ومتنوعة، على مناطق واسعة من أراضي الدولة السوريّة، يومها تم التركيز على واحدة هامة جدّاً" .

مبيناً أنّ "هذا التهجير القسريّ الذي مارسته أجهزة استخبارات عربية وإقليمية، بحقّ كثيرٍ من السوريّين، كانت تعمل على استعمالهم كورقة في السياسة للضغط على النظام السياسيّ في سوريّة" .

وأردف : "اليوم نريد أن نظيف واحدة، نعتقد أنّها هامة، ومطلوبٌ منّا أن نطلع أهلنا السوريّين عليها، وهي أنّ هذا التهجير، وفي جذر حقيقته، كان أكثر خطورة ممّا بدا عليه في مرحلته الأولى، هذه الواحدة الهامة تتلخّص بأنّ العدوان، كان يرمي أيضاً من وراء هذا "التهجير القسريّ"، إلى التركيز على ضرب طاقة استقرار السوريّين" .

وبين "العبود" في تدوينته أن "العدوان ركز في مرحلته الأولى، على ضرب طاقة استقرار الشعب السوريّ، هذه الطاقة التي يمكن أن يستعملها السوريّون في وجه الفوضى التي كان العدوان يدفع باتجاهها، حتّى بعد سقوط النظام السياسيّ، خاصة وأنّ سقوط النظام كان هدفاً من أهداف العدوان الرئيسيّ!!" .

وتابع العبود : "إنّ فعل التهجير القسريّ، ضمن ظروف الخوف والقلق والرعب، سوف يؤدي بالسوريّين للبحث عن ألف باء النجاة، أمّا بالنسبة للأهداف والأولويات الوطنيّة الكبرى، فهي في حسابات أطراف العدوان، سوف تغيب وتتراجع" .

وبحسب العبود "كان العدوان يعتقد، أنّ سقوط النظام السياسيّ في سوريّة، سوف يؤدّي إلى تفكيك الدولة تماماً، وبالتالي فهناك هدفٌ أعمق لهذا العدوان، وهو، أنّه كان مطلوباً أن يعيش السوريّون حالة من الضياع المطلق، بغية عدم قدرتهم على إعادة إنتاج الدولة، بالقوّة والأولويات التي كانت عليها قبل العدوان!!" .

مضيفاً : "كانت تدرك أطراف العدوان تماماً، أنّ لدى السوريّين طاقات كبيرة وهامّة، وهم قادرون على استعادة دولتهم وأولوياتهم، حتّى بعد سقوط النظام، لذلك كان مطلوباً النيل من هذه الطاقات التي يمكن أن تفيد في استعادة الدولة!!"  

واستطرد عضو مجلس الشعب قائلاً : "لهذا فإنّ "التهجير القسريّ" كان رئيسيّاً للوصول إلى تلك الأهداف، لكنّ الدولة لم تسقط، بمعنى أنّ الأولويات بقيت مصونة بفضل طاقة الاستقرار التي أمّنتها الدولة ببقائها، ولو أنّ ظروف استقرارها قد تبدّلت وقد تمّ النيل منها كثيراً" .

مشيراً إلى أن "أطراف العدوان انتبهت إلى هذه الواحدة الهامة، حين يئست من إسقاط النظام، وبالتالي من تفكيك الدولة، فعمدت إلى خطوة جديدة، تتلخّص في التهجير الترغيبيّ من جديد، وهو تهجيرٌ ممنهج جدّاً، ومدروسٌ جدّاً، يقوم على اثنتين هامّتين : (استغلال الوضع الاقتصادي للدولة) و (استغلال التقارب العربيّ مع الدولة)" .

وذكر العبود إنّ "الوضع الاقتصاديّ للدولة، نتيجة العدوان عليها، انعكس سلباً على حياة السوريّين، فتمّ استغلال كثيرٍ من السوريّين، ودفعهم دفعاً ترغيبيّاً للهجرة خارج سوريّة، وتحت عناوين جديدة، وسمات مختلفة، وصولاً إلى ذات الأهداف التي هُجّر من أجلها السوريّون، منذ الأيّام الأولى للعدوان عليهم، في عام 2011م" .

وطرح "العبود" سؤالاً هاماً وخطير جدّاً حسب تعبيره، قائلاً : ماذا تريد أطراف العدوان، من تشجيعها السوريّين على الهجرة، بهذه الطريقة "الترغيبيّة"، علماً أنّ الحكومات التي تدفع بهذا الاتجاه، كان يمكن لها أن تمارس دوراً آخر لدعم السوريّين، والوقوف إلى جانبهم، وتحديداً في محنتهم التي كانت هذه الحكومات رئيسيّة وأساسيّة فيها" .

وكشف "العبود" في تدوينته أهداف هذا التهجير، مبيناً أنها "تتجلّى بسحب أكبر نسبة من المواطنين السوريّين اؤثّرين في مجتمعهم السوريّ، خاصة على المستوى العاطفيّ والاجتماعيّ، لزجّهم في مجتمعاتٍ جديدة، أولوياتها وتفاصيل علاقاتها مختلفة، وهي أولوياتٌ متناقضةٌ مع أولويات مجتمع السوريّين في ظلّ دولتهم المستقرّة!!" .

وختم "خالد العبود" قائلاً : "لا تستغربوا هذا الكلام، أو هذه القراءة، لأنّه لو نظرتم حولكم وبعين بسيطة، تجدون أن نسق الإعلام العربيّ التطبيعيّ، الذي يملأ الفضاء الإعلاميّ، في ممالك الكاز والغاز، أساسُه أنساقٌ اجتماعيّة، تمّ سحبها ترغيباً، ضمن ظروف سمحت لهم بذلك، وعادوا اليوم كي يكونوا رأس الحربة الرئيسيّة، في العدوان المعنويّ، على أولويات الأمّة وحقوقها!!!" .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني