ارتفاع الأسعار يطال حتى الأوكسجين الذي نتنفسه.. فماذا بعد؟

ارتفاع الأسعار يطال حتى الأوكسجين الذي نتنفسه.. فماذا بعد؟

على ما يبدو أن ارتفاع الأسعار لا سقف له على المدى القريب، ويبقى المواطن حبيساً بين فكي كماشة القرارات الحكومية من جهة وجشع التجار من جهة أخرى، وإن كان المعنيون قد صرّحوا عقب ارتفاع أسعار حوامل الطاقة من أن ذلك لن يؤثر على أسعار السلع، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، فلم تبقَ سلعة في الأسواق لم يرتفع سعرها بنسبٍ تجاوزت الـ 25% أحياناً، حتى وصل ارتفاع الأسعار إلى أسطوانات الأوكسجين التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم لمواجهة وباء كورونا..

من قلب الأسواق 

البداية من قلب الأسواق، ولنستعرض بعض السلع التي طرأ عليها ارتفاع أسعار بعد القرارات الحكومية برفع أسعار وأجور مصادر الطاقة، ولننطلق من الأكلات الشعبية، ولتكن البداية أيضاً من الأكلة الأكثر شعبية في سورية، الفلافل.. حيث ارتفع سعر قرص الفلافل من 90 ل.س إلى 125 ل.س عقب رفع أسعار حوامل الطاقة (الغاز ، الكهرباء) فوراً، وارتفع سعر سندويشة الفلافل إلى 1500 ل.س بعد أن كانت تباع ب 1200 ل.س..

وارتفع سعر كيلو الفول من 2300 ل.س إلى 2800 ل.س أي بنسبة زيادة 26% تقريباً.. أما اللحوم البيضاء وما يتعلق بها فقد كانت الحكومة أول من رفع أسعارها، فبعد أن كان سعر فروج البروستد على سبيل المثال لا الحصر 16500ل.س ارتفع سعره 1700 ل.س، وذلك حسب نشرة أسعار التموين الصادرة بتاريخ 11/11/2021، ويباع حقيقة في الأسواق بـ21 ألف ليرة، بعد أن كان يباع بـ 18 ألف ليرة، فيما يباع كيلو الشاورما بـ 30 ألف ليرة في بعض المحال، ومن يبيعه على تسعيرة التموين يحتال على المواطن بوزن الصحن وقطعة خبز مع اللحم، أما السندويشة فسعرها 3500 ل.س..

وفي المقابل رفعت مديرية الأسعار أسعار الحليب ومشتقاته حتى وصل سعر كيلو الحليب إلى 2000 ل.س، واللبن الرائب إلى 2200 ل.س، قبل أن تتراجع عن قرارها بعد كتاب وزير التموين المتضمن عدم منطقية هذه الأسعار، ليستقر سعر كيلو الحليب عند 1600 ل.س، واللبن 1800 ل.س. إلا أنه في واقع الأمر يياع كيلو الحليب بـ 1800 ل.س، واللبن بـ 2000 ل.س، وأعذار البائعين هو ارتفاع تكاليف الانتاج بسبب ارتفاع أسعار مصادر الطاقة..

 

الحكومة ترفع أسعار الأوكسجين

ارتفاع الأسعار لم يتوقف عند السلع الغذائية أو الصناعية فحسب، بل امتد إلى الصناعات الدوائية ومستلزمات العلاج الطبي، وبغض النظر عن اختلاف أسعار الدواء بين صيدلية وأخرى إلا أن موجة الغلاء لطمت معامل الأدوية أيضاً بعد قرار رفع أسعار حوامل الطاقة، وكذلك ارتفعت أسعار المنظفات. والمعقمات، وكل ما ذكر بكفة وارتفاع أسعار أسطوانات الأوكسجين بكفة ثانية، حيث أثار قرار رفع أسعار اسطوانات الأوكسجين استهجاناً كبيراً لدى المواطنين من استغلال حاجتهم ونحن في ذروة وباء كورونا.. حيث كان سعر تبديل أسطوانة الأوكسجين 10 آلاف ليرة خارج المعمل عدا أجور نقلها، واليوم ارتفع سعرها إلى 14800 ل.س حسب تقارير إعلامية، في حين صرح مصدر للمشهد من مديرية حماية المستهلك أن سعر أسطوانة الأوكسجين الكبيرة قد ارتفع إلى 11 ألف ليرة بأرض المعمل، وتباع خارجه ب 12100 ل.س بعد أن كان سعرها 8000 بأرض المعمل.. أما الأسطوانة الصغيرة فسعرها بأرض المعمل 7704 ل.س، بعد أن كان سعرها 3500 ل.س، وهذه الأسعار لا تتضمن أجور النقل، حيث يصل سعر أسطوانة الأوكسجين مع أجور إيصالها حسب مواطنين إلى 40 ألف ليرة لباب المنزل قبل ارتفاع أسعارها..

 

ختاماً 

بقي لنا أن نذكّر الحكومة بأقوالها على لسان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عندما قال أن ارتفاع أسعار حوامل الطاقة سيكون بشكل جزئي، ولن يؤثر على على أسعار السلع.. لكن في الواقع ارتفعت أسعار حوامل الطاقة أكثر من 100%، ولحقها ارتفاع أسعار السلع دون استثناء، ما زاد الهوة بين التصريحات الحكومية وبين ثقة المواطنين بها.. هذا إن لم نقول قد انعدمت عن آخرها...

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر