بوصلة المواطن تائهة في الأسواق ومؤشرات التضخم تضرب أرقاماً قياسية

بوصلة المواطن تائهة في الأسواق ومؤشرات التضخم تضرب أرقاماً قياسية

يفاجأ المواطن السوري يوماً بعد يوم بالأسعار اللامنطقية في الأسواق، وإن كان قد غض الطرف عن العديد من السلع الأساسية والضرورية التي اعتاد عليها في غابر الأيام، إلا أن القائمة بدأت تطول، وبات عدد السلع المسموح بشرائها لاستكمال أيام الشهر حتى انقضائه لا تتجاوز بضع أنواع من الخضار الموسمية، أما الفواكه فقد أصبحت من الكماليات بالنسبة له، فهل سيطول الانتظار؟ ومؤشرات الاقتصاد ترفع معدلات التضخم بشكلٍ مضطرد..

 

صور من الأسواق

جولة واحدة في الأسواق كافية لمعرفة حجم المأساة التي بات يعيشها المواطن في ظل نوم الحكومة على تصريحاتٍ نارية، واستيقاظها على وعودٍ لا تسمن ولا تغني من جوع.. بينما المواطن يتقلب على جمر النار بانتظار الفرج..

أم أحمد سيدة أربعينية.. وضعت قطعة من الليمون مع نصف كيلو من الخيار ومثلها من البندورة، وعندما سألتها عن السبب ابتسمت وقالت " اليوم استطعت شراء هذه القطع.. ولا أعرف إن كنت سأستطيع شراءها بعد أيام، فالحال أصبحت صعبة" 

فيما كان رجل آخر يَعد ابنه الصغير بشراء الموز له في المرة القادمة عند نزولهم إلى السوق وهو يتحسر ويقول "فرجك يا رب"..   

هذا السيناريو يتكرر يومياً في الأسواق.. لكن بمشاهد وزوايا أخرى مختلفة.. فهل من حلول؟

 

شماعة الحرب

الحكومة بأكملها تعلق أسباب الوضع الاقتصادي المتردي للمواطن على شماعة الحرب، نحن نعلم ونعي ما خلفته الحرب من تدميرٍ ممنهج أدى إلى تراجع الناتج المحلي.. ونعي حجم الضرر الكبير الذي لحق بالقطاع الإنتاجي، لكن أن يصل بنا الحال أن نحسب عدد اللقيمات التي نتناولها نحن وأبناؤنا في اليوم، فهذا فوق الاحتمال، فحتى في سنوات الحرب لم نصل إلى هذا التردي في لأحوال المعيشية، وإن بقي المعنيون يتغنون بأن الأسعار في بلادنا أرخص من بلاد الجوار فعليهم أن يتذكروا أن رواتبنا لا تساوي 10% من قيمة الرواتب التي يتقاضونها..

 

مؤشرات اقتصادية

المؤشرات الاقتصادية تشير إلى ارتفاع معدلات التضخم للسلع الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فارتفع مؤشر متوسط أسعار الغذاء والمشروبات الرئيسية بنسبة وسطية وصلت إلى 10% خلال الشهر الماضي، وارتفع مؤشر الخضار والفواكه بنسبة 0,8%، فيما ارتفع مؤشر السمون والزيوت بنسبة وسطية وصلت إلى 11% في الأسواق.

 

نقطة نظام

هذا ولا يزال المواطن السوري يعيش في دوامة الأسعار، ويسير في نفقٍ مظلم لا يعلم متى يرى بصيص ضوءٍ لنهايته.. فيما يسمع عن مبادرةٍ هنا، وتدخلٍ هناك دون أن يلمس شيئاً على أرض الواقع.. وهو يأمل بفرجٍ قريب.. حتى بات يخشى سماع الحكومة وهي تعد بإيصال الدعم لمستحقيه، لأن بعد كل تصريح من هذا النوع بات المواطن يعلم أن هناك زيادة على أسعار السلع والمواد في الأسواق..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني