تطبيق للمراهنات!

تطبيق للمراهنات!

بعد حفلات البذخ واستعراض المال وتكسير الصحون، لم أعد أستغرب أي شيء يفعله أثرياء ومشاهير بلادي، خاصة أبناء الحرب ومغانمها... !

لذلك، فالحديث عن انتشار تطبيق خارجي على الموبايل خاص بالمراهنات، ووجود تفاعل من بعض السوريين معه ليس بالأمر المستبعد لسببين:

-الأول أن هناك مالاً كثيراً جمع خلال سنوات الحرب بطرق غير مشروعة، وتالياً فمن المتوقع أن يتم إنفاقه على أشياء استهلاكية مغرقة في البذخ والإسراف... و"البطر" إن صحت التسمية، والدليل على ذلك شراء السيارات والعقارات والأجهزة بمبالغ فلكية!

-الثاني أن ممارسة لعبة المراهنات والقمار ليست بجديدة على المجتمع السوري، كما هو حال جميع المجتمعات، فسابقاً كان أثرياء من القطاعين العام والخاص يقصدون الكازينوهات في دول مجاورة كلبنان وقبرص لقضاء بعض الوقت، ومحاولة جني بعض الأرباح!

خطورة تطبيق برنامج المراهنات اليوم لا تكمن فقط في المبالغ التي تنفق على الاشتراك في مسابقاتها في وقت تعاني فيه أسر كثيرة من صعوبة الحصول على أبسط احتياجاتها الغذائية اليومية، وإنما تكمن أيضاً في عملية استنزاف المراهنات لمبالغ من القطع الأجنبي الموجودة داخل البلاد أو خارجها... وأياً كان حجم هذه المبالغ فهي تبقى في الحالة السورية الراهنة هامة، وتستحق المتابعة والتحقيق.

ومن يتابع الشبكة العنكبوتية يعرف أن مواقع المراهنات وتطبيقاتها باتت اليوم كثيرة العدد وتطرق مجالات مختلفة تصل حد المراهنة على الحالة الجوية مثلاً، وبالتأكيد فإنه ليس من مصلحة البلاد التساهل مع أي منها، لاسيما تلك التي تدار من دول المنطقة، ويديرها مواطنون سوريون وعرب كما يقال.

نعم الأولوية اليوم يجب أن تعطى لمسألة خروج القطع الأجنبي من البلاد.. وليس لدخوله..!

بمعنى تتبع الحالات والآليات التي يُهرب عبرها القطع الأجنبي إلى الخارج، ليصار إلى معالجة كل حالة على حدا، فهناك حالات كالمراهنات وتهريب السلع والبضائع تستوجب تطبيق القانون مباشرة، وهناك حالات أخرى تتطلب معالجة الأسباب والعوامل التي تشجع على خروج القطع الأجنبي كرؤوس أموال أصحاب الأعمال والاستثمارات وغير ذلك.

صحيح أنه تأخرنا عدة سنوات على تطبيق هذه القاعدة... لكن أن تأتي متأخراً خير من أن تستمر في ملاحقة حوالات تسند أسراً كثيرة في هذه الظروف الصعبة، ولا ترقى قيمتها أحياناً إلى مراهنة واحدة!

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني