ظاهرة مقلقة.. القنابل والأسلحة الحربية لتصفية الحسابات العائلية

ظاهرة مقلقة.. القنابل والأسلحة الحربية لتصفية الحسابات العائلية

المشهد | ميساء رزق

نشأت الجريمة منذ بداية الخليقة وكانت جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل بحجر كأول جريمة في التاريخ لأسباب عائلية.

ومع مرور آلاف السنين تطورت الجريمة وأساليبها لتبقى أسبابها، وأهمها المشاكل العائلية بجميع أشكالها، ولكن أن تستفشر الحالات وتزداد طرداً بهذا الكم الهائل خلال الآونة الأخيرة لهوَ أمر يستوجب الوقوف عنده والتفكر بأسبابه وطرقه غير المألوفة.

سنين طويلة من الحرب عاشها الشعب السوري فباتت كل مدنه وأحيائه ساحات قتال بجميع صنوف الأسلحة التي تدرّع بها الجميع وباتت في متناول المجتمع المدني، لكن مع انتهاء الحرب وَجَب سحب جميع مظاهر التسلح من عامة الشعب لتفادي استخدامها الخاطئ لتصفية الحسابات التي شاهدناها مؤخراً.

جرائم قتل جماعية بطرق غير مألوفة باستخدام السلاح غير مألوف أيضاً وأهمها القنابل الحربية والمفخخات الشخصية والمسدسات والبنادق الحربية، وضحاياها بالمجمل أهل وأقارب ذهبوا جراء مشاكل عائلية وتصفية حسابات.

وباستطلاع لآخر الحوادث خلال شهر أيلول فقط حسب صفحة وزارة الداخلية وما وثّقته من تلك الحوادث نجد ثمان حالات لجرائم قتل لأسباب وخلافات عائلية استخدمت فيها وسائل متعددة من البنادق والمسدسات وصولاً لتفجير قنبلتين في حادثتين لا يفصل بينهما سوى بضعة أيام، الأولى أمام القصر العدلي بطرطوس راح ضحيتها ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة إضافة لعدة إصابات، والثانية بنهر عيشة حصيلتها وفاة الزوجة و٩ إصابات بين أقارب وجيران وانتحار الفاعل.

وفي حادثة بنفس الأسبوع أقدم شخص من حرف المسيترة على قتل شقيقه وشقيقة زوجته ثم انتحر ببندقية صيد، ليتم تسجيل حالتي قتل ببنادق حربية الأولى لشخص يقتل صاحبه والأخرى لرجل يقتل زوجته، في حين أقدم حفيد على قتل جدته بأداة حادة.

هذا وسجلت في سياق متصل باستخدام السلاح الحربي غير المألوف حالة تفجير قنبلة من قبل مطلوب في دورية أمنية في اللاذقية أثناء محاولة القبض عليه، ومحاولة تفجير قنبلة أخرى بدورية شرطة أثناء محاولة إلقاء القبض على عصابة سلب بالعنف.

عدا عن الحالات الأخرى التي سمعنا بها ولم ينتهي التحقيق بها وكشف ملابساتها في القطر بالعموم.

ظاهرة تصفية الحسابات الشخصية والمشاكل العائلية بطرق غير مألوفة بعيداً عن التراضي والصلح والقانون وما يدلل عليه من ضغوطات نفسية وتراكمات من أثر ما خلفته سنين الحرب وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والتي وجب معها البحث الجدي لإيجاد الحلول للتخفيف منها وإعادة تأهيل النفوس والعقول بما يمحي كل الآثار السلبية لها، وأول الفعل إيجاد البيئة المناسبة والمريحة وتحسين الواقع المعيشي الذي هو أُسّ البلاء.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني