"السكر بـ 5000 ليرة" .. السوق السوداء: سلع متوفرة ونشاط غير مسبوق

"السكر بـ 5000 ليرة" .. السوق السوداء: سلع متوفرة ونشاط غير مسبوق

حالة غريبة يشهدها الشارع.. وإشارات استفهام تحتاج لإجابات صريحة بعيدة عن التنظير والوعود الخلبية.. تحتاج لرجل يضع النقاط على الحروف، ويبعد الأفعال الناقصة عن لغة حياتنا بهذه المرحلة حتى لو اضطر إلى الضرب بيد من حديد..

سوق سوداء مزدهرة

في حين تنام البطاقة الذكية قريرة العين، يجهد المواطنون بالبحث عن مستلزمات حياتهم المعيشية (سكر، خبز، غاز، بنزين...إلخ) بالسراج والفتيلة، والغريب بالأمر أن هذه المواد التي تاهت عنها البطاقة الذكية تجدها متوفرة في الأسواق وبكثرة، لكن بأسعار تعادل أضعاف سعرها الحقيقي، وبعضها تجاوز سعرها الـ 300%، فقد تجاوز سعر جرة الغاز مثلاً المئة ألف ليرة سورية، والسكر 5000 ليرة سورية، في حين تخطى سعر تنكة البنزين عتبة الـ 75 ألف ليرة سورية، وربطة الخبز 1500 ليرة سورية، وهنا يطفو على السطح عدة أسئلة مشروعة..

 

كيف تتوفر هذه المواد في السوق السوداء وتغيب عن قائمة المواد المدعومة بالطرق المشروعة؟ لماذا تنام عيون الجهات الرقابية عن رصد هذه الأسواق التي يراها المواطنون بأم أعينهم كل يوم على الأفران، ومراكز توزيع الغاز، و في صالات السورية للتجارة؟! ومن يوصل هذه السلع إلى السوق السوداء لتباع بأضعاف سعرها الحقيقي؟ وكيف تتوافر بكثرة وبالكمية التي تريدها؟ كيف للمواطن معدوم الدخل أن يقارع أسياد المال ويزاحمهم على لقمة خبز واحدة قد يتقاسمها مع جميع أفراد عائلته؟

لماذا لا تقوم الحكومة بتذكير التجار أنها تقوم بدعمهم كما يقوم مسؤوليها في كل مناسبة، وفي كل إطلالة بهية على وسائل الإعلام بتذكير المواطنين أن ربطة الخبز تكلف الدولة 1500 ليرة ويبيعونها للمواطن بـ 200 ليرة فقط، وأن جرة الغاز تكلف أكثر من 20 ألفاً ويبيعونها للمواطن ب4200 ليرة؟ لماذا لا يقولون للتجار أن دولار السوق السوداء بـ 3500 ليرة ويبيعونه لهم ب2500 ليرة فقط؟!..

كيلو السكر الذي وصل سعره إلى 5000 ليرة في السوق السوداء يا سادة، ألم تقم الحكومة بدعم تجاره ومستورديه بالقطع الأجنبي المدعوم من المركزي؟ لماذا لا تتحرك الحكومة وتطالبهم بطرح الكميات التي استوردوها في الأسواق؟ وهل تعجز الحكومة عن مطالبة هؤلاء التجار بفواتير البيع لتجار المفرق؟ وإن ادّعى هؤلاء بيع الكميات التي اشتروها من التّجار فهذا يعني أن أسواقهم مزدهرة وبالتالي لتطالبهم بضريبة دخل تتناسب مع الكميات التي أخذوها من التجار وباعوها في الأسواق ؟ وبهذا تضمن الدولة أن يصل الدعم لمستحقّيه أو لخزينة الدولة ؟ لكن لا أعتقد أنّ هناك من يريد أن يتحرك على أرض الميدان فإلقاء الخطابات والتقاط الصور والكتابة في الفضاء الأزرق يعطي شهرة أوسع، ويؤرشف البطولات الوهمية عند أصحاب القرار..

وأخيراً لا يسعني سوى القول: نعم سمعنا جعجعة لكننا لم نرَ طحناً حتّى الآن...

ألا هل بلّغت اللهم فاشهد .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر