باحثة اقتصادية تسأل : إلى أين تذهبون بالناس ؟ .. وتوجه رسالة إلى "الصناعة"!

باحثة اقتصادية تسأل : إلى أين تذهبون بالناس ؟ .. وتوجه رسالة إلى "الصناعة"!

المشهد | متابعات

حذرت الباحثة الاقتصادية الدكتورة "نسرين رزق" من كارثة حقيقية تحدث الآن وتتمثل في هجرة الأدمغة والصناعيين إلى خارج سورية، بفعل الخطط الاقتصادية غير المدروسة التي أدت إلى مستوى معيشي متدنٍ، وانعدام الثقة بأي فرج اقتصادي قريب .

وفي تدوينة لها عبر صفحتها على فيسبوك، قالت زريق : "يضع المستثمر خطته الاستثمارية عادة لمدة سبع سنوات او اكثر حيث يعتبر السبع سنوات حد ادنى لتضخيم استثماره لمرحلة اعلى" .

وأضافت زريق : "حسب الخطط الاقتصادية التي تحدث الان في البلد لتحفيز الاقتصاد بالاستثمار فإن رؤية المستثمرين (الحقيقيين) قاربت النهاية بقطع الامل نهائياً من اي جدوى اقتصادية لأية عمل او استثمار محلي، طبعاً اللصوص وضعهم اخر وامالهم متزايدة بالاقتصاد الحالي" .

وبينت زريق أن "السطو غير المسلح على اعمال الناس لن ينهي اعمالهم المحلية وحسب، بل سينهي ايضاً اي امل باستثمارات تنعش الاقتصاد في المستقبل" .

وكشفت الباحثة الاقتصادية عن أولى الخطوات الواجب اتخاذها لحماية المستثمرين، قائلةً : "ان تعطوا الناس اموالهم المحتجزة في البنوك بالاضافة لكف اليد المالية لحالة الابتزاز المستمر الذي يحدث لأي شخص يغامر بالبقاء هنا، قد تكون (خطين حمر تحت قد) خطوة لائقة للقول ان الفريق الاقتصادي يعمل بشيء ما سوى ملىء الخزينة" .

ولفتت زريق إلى أن "ملىء الخزينة دون اقتصاد حقيقي (صناعي وزراعي وخدماتي) بالجباية فقط دون اي مظهر اقتصادي لن يأخذ البلاد لممر سلام" .

( أزمة ثقة )

وأكدت زريق في تدوينتها أن "الأزمة الاقتصادية السورية اكبر بكثير من ازمة سيولة، أزمة تبدأ من فقدان الثقة وتنتهي بفقدان قيمة السيولة مهما تعظمت" .

ونوهت زريق إلى أن "سورية كبلد لا تتمسك بالمغادرين وهذا اسلوبها منذ قرون، ولكن لا يعني ابدا انها لن تتكبد خسائر مسيئة نتيجة هجرة رؤوس الاموال الصناعية الجمعية التي تحدث الآن" .

( رسالة إلى الجميلة النائمة! )

ووجهت الباحثة الاقتصادية رسالة إلى وزارة الصناعة التي وصفتها بـ "الجميلة النائمة" في إشارة إلى غيابها إذاء ما يحصل، قائلةً : "ازدهرت الصناعة عندما كان يمكنك البدء بمشروعك بساعات من الاجراءات المبسطة في المناطق الصناعية وعندما توفر لها مسؤولين يحاربون لتحصيل الكهرباء وحوامل الطاقة للصناعيين اولاً"  

وأردفت زريق : "وصلت البضائع السورية الى ما وراء المحيط وحصدت للخزينة اموالا شكل لها احتياطي مذهل من الدولار والذهب.. لم نكن بلداً نفطيا منذ الازل، ولم يكن النفط ما تعتاش سورية منه حتى نقتل البلاد هكذا بغيابه" .

وتابعت زريق : "من كانوا يعملون قبلكم كمسؤولين نجحوا بجعل البلاد قوية اقتصادياً.. وقديمك نديمك اذا لم يكن لديكم حلول جديدة" .

( صباح كارثي مُرتقب )

وختمت الباحثة الاقتصادية تدوينتها بطرح جملة من التساؤلات التي تشكل هاجساً حقيقياً بالنسبة للسوريين : "اذا استيقظ الناس يوماً ولم يجدوا طبيب في البلاد ليداويهم كم سيكون هذا الأمر كارثياً ؟ ما تفعلونه الآن من تجاهل انهيار القطاع الصناعي المحتمل هو شعورنا في نفس الصباح الكارثي المذكور .. هل ستكتفي الناس بالعمل بالتهريب أو بالوظائف القاصرة عن الكفاية لشراء الماء ؟ ام ان نعود للزراعة فلا سماد ولا وقود ولا اسواق لمحاصيلنا ؟ ام ان نصبح بلدا ريعيا يعمل لحصد اموال الدول ووضعهم في البنوك فلا وظيفة الا في القطاعات المالية؟ ام اننا ذاهبون للفشل الاقتصادي بكل اندفاع؟ ام لنعمل في مشاريع صغيرة تتكدس بضائعها امام الناس ولا قدرة للشراء ؟ ولا للتصدير؟ .. الى اين تذهبون بالناس ؟" .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني