اللاذقية: "الفيول" بريء من حالات التحسس الأخيرة.. وخطره أكبر على  المنظومة البيئية البحرية

اللاذقية: "الفيول" بريء من حالات التحسس الأخيرة.. وخطره أكبر على المنظومة البيئية البحرية

اللاذقية | ميساء رزق

كثرت الأقاويل عن آثار التلوث الذي خلّفه تسرب الفيول من المحطة الحرارية في بانياس، حيث لا يخفى على أحد الكارثة البيئية التي سببها وما سيتركه من أثر سلبي على المدى القريب وربما البعيد.

يتناقل الناس أقاويل عن حالات تسمم وتحسس كثيرة حدثت جراء تناول الأسماك البحرية، وللتوضيح تواصلت "المشهد" مع مسؤول التسممات في مديرية صحة اللاذقية د. لؤي سعيد الذي ذكر أنه وردت للمستشفيات في المحافظة عدة حالات تسمم بسبب تناول أسماك اشتروها من باعة جوالين في مناطق مختلفة، وهي حالات التحسس عادية وتحصل في مثل هذا الوقت من السنة، وليس لها علاقة بتلوث الفيول الأخير الحاصل في البحرعلى حد تأكيده، منوهاً بأن جميع الأسماك في حال وضعت بدرجة حرارة الجو دون تبريد من الممكن أن تصبح محسسة بعد ساعات وخاصة سمك "البلميدا"، لافتاً إلى تخريج جميع المصابين بالتحسس بعد علاجهم كونها حالات خفيفة لا تستدعي البقاء في المستشفى.

بدوره ذكر الدكتور سامر غدير عميد المعهد العالي للبحوث البحرية أن المعهد أعدّ بياناً ذكر فيه أن حادثة تسرب البقعة النفطية من المحطة الحرارية شكلت خطراً على المنظومة البيئية البحرية والمنطقة الشاطئية، حيث يتعرض النفط المتسرب إلى البيئة البحرية لعدة عمليات كالانتشار على سطح المياه وانجراف البقعة النفطية إلى أماكن بعيدة عن مصدر التلوث والتبخر والانحلال والأكسدة الضوئية والتفكك الحيوي، وتشكل مستحلبات النفط في الماء والتي تشكل ضراراً كبيراً  للكائنات البحرية التي تعيش في العمود المائي.
     
ولفت التقرير إلى أن أهم الآثار البيئية هو ما تحدثه من خطر على صعيد الحياة البحرية الموجودة في هذه المنطقة أو المتأثرة منها، وتشكل كذلك خللاً على صعيد كيمياء البحر، حيث يظهر هذا الخلل في عرقلة التحولات الكيميائية بين الشكل المؤكسد والشكل المرجع للعناصر والمركبات الكيميائية الرئيسة في البيئة البحرية وهذا بدوره يشكل خطراً كبيراً على الأحياء بشكل مباشر وغير مباشر وعلى العملية الإنتاجية الحيوية كما تحدث خللاً في التوازنات الكيميائية الطبيعية التي تحصل في البيئة البحرية.

أما على صعيد الحياة البحرية والأحياء المتفاعلة معها، يؤدي التلوث عند حدود السمية الحادة إلى نفوق جماعي للأحياء في المنطقة الملوثة أما عند تراكم هذه الملوثات في الأحياء ضمن حدود التسمم المزمن فيؤدي إلى خلل في التنوع البيولوجي وتعطيل عمل الغدد الصماء واضطرابات في وظيفة وخواص الأغشية عند الكائنات البحرية وعلى النظام المناعي واللمفاوي عند بعض الكائنات البحرية كما تؤثر على عملية التكاثر ونمو هذه الأحياء.

أما عند الإنسان فهذه الملوثات تساهم في زيادة الأمراض المناعية واضطرابات في الجهاز العصبي وزيادة في حدوث الطفرات الوراثية إضافة إلى تشكيل السرطانات عند الإنسان كسرطان الجلد وغيره.

وأشار د.غدير إلى أنه لم يُلاحظ عمليات نفوق جماعي للأسماك في منطقة التلوث وبالتالي ولم يكن سبباً لحالات التحسس الحاصلة مؤخراً، ولكن آثاره ذكرناها بالعموم في التقرير الذي أعده المعهد كما أسلفنا.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر