بعد نحو ثلاثة أشهر على تطبيقها في دمشق.. "المواقف المأجورة" ترفع من صخب الأرصفة!

بعد نحو ثلاثة أشهر على تطبيقها في دمشق.. "المواقف المأجورة" ترفع من صخب الأرصفة!

دمشق | لؤي خليل

لا يبدو أن خدمة المواقف المأجورة للسيارات التي بدأ تطبيقها في العاصمة دمشق منذ نحو ثلاثة أشهر تسير بشكل مريح بالنسبة للسكان وأصحاب المحال التجارية، ولا حتى بالنسبة للعابرين قريباً منها، العاملون في هذه الخدمة أنفسم يعانون أيضاً.

دمشق التي لا يكاد يخلوا يومها من قصص وحكايا المارة والزوار والسائقين، لم يكن ينقصها سوى عامل آخر يزيد من ازدحام المشهد وصخب العبور، شبان وشابات ومتقاعدين من مختلف الأعمار يرتدون سترات شركة تدعى " مصفات " يحرثون الأرصفة ذهاباً وأياباً في أسواق وبعض أحياء العاصمة، أرقام وخطوط صفراء، حجز بطاقات وقوف عبر أجهزة الكترونية تشبه أجهزة البطاقة الذكية للروز والسكر والغاز والبنزين.

يقف "ازدشير" -مصاب حرب-  نصف منتصب متكئ على إحى السيارات، يتحدث عن عمله واهميته في تأمين لقمة عيشه، وانتظامه ضمن فريق ومشرف قطاع، يصف لـ "المشهد" يومياته وضغط العمل والاشكاليات التي تحدث على مدار اليوم مع المواطنين ثم يقول:"هيك الوضع ".

يتقاضى هوؤلاء العمال 140 ألف عن دوام 6 ساعات، و240 ألفاً عن دوام 12 ساعة!.

بينما يقف أحد المواطنين بسيارته بجوار الخط الأصفر تأتيه إشارة صوتية على شكل عتب أقرب للزجر: "لا يا أخي مابيصير تقطع الطريق على الصفة، يطلق شرطي مرور صافرته ويتبعها بنداء: "هنااك شبك مشي السير ممنوعة الوقف!.

 "باسل" سائق باص لنقل طلاب المدرسة يقول: "لم اكد أتمكن من ركن الباص لدقائق للتحدث مع اهل الطلاب حتى اتجه شرطي المرور إلي وأخرج دفتر المخالفات بحجة إعاقة السير، تقدمت وانعطفت إلى اليمين قليلاً كان بانتظاري شاب يرتدي سترة "مصفات" يحثني على عدم التوقف لأكثر من خمسة دقائق.

هكذا الحال منذ الصباح حتى التاسعة ليلاً، مشادات كلامية بين السائقين من جهة وفريق مصفات وشرطة المرور من جهة أخرى!.

ابو أحمد صاحب محل تجاري يشير إلى التكاليف الإضافية التي نتجت عن اضطراره كل يوم لركن سيارته قريباً من السوق لساعات وكل ساعة بـ 500 ليرة.

بطبيعة الحال هذه التكاليف وفق مفهوم التجارة ستضاف على سعر سلعة ما أو خدمة وبالتالي سيدفعها مواطن ما ربما لا يملك سيارة!!.

 "شادي" من سكان منطقة القصاع يتحدث عن معاناة الأهالي منذ بدء تطبيق الشركة والمحافظة لهذا القرار واضطرارهم الاستيقاظ باكرا لقطع تذكرة وقوف ريثما!!.

الموظف الحكومي - في حال كان يملك سيارة- بات محاصراً بين استخدام النقل العام المزدحم وغير المتوفر إلا بشق الأنفس، وبين استخدام سيارته وحجز موقف لها قد يعادل راتبه على مدار الشهر!. لابد من اعادة النظر في أجور الوقوف بما يخص الموظفين وأصحاب المحلات الدائمين والسكان. ماذا لو اضطر شخص ان يبقي سيارته متوقفة بسبب نفاذ الوقود بانتظار رسالة البنزين لأيام، هو أمر وارد الحدوث.

يذكر أن محافظة دمشق كانت أعلنت في شهر آذار من العام الجاري رسو عقد استثمار المواقع المأجورة التي أعلنت عنها على إحدى الشركات الخاصة بقيمة 2.1 مليار ليرة سورية تزداد سنوياً ولمدة سبع سنوات، بينما بدأ عمل الشركة في حزيران.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر