الطاقات المتجددة .. الخيار الأخير في سورية

الطاقات المتجددة .. الخيار الأخير في سورية

تفاقمت مشكلة الكهرباء خلال الفترة الماضية بشكل كبير أدى إلى حالة شبه شلل في كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية نتيجة عدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار المازوت في السواق السوداء .

الحكومة ممثلة بوزارة الكهرباء لم تقدم إجابات شافية للمواطنين فتارة السبب نقص التوريدات وتارة أخرى توقف المحطات لأعمال الصيانة .

مؤخراً ارتفعت الأصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتجاه الاعتماد على الطاقة الشمسية وكثرت الأقاويل والتحاليل المؤيدة والمعارضة لا سيما أن السيد الرئيس أشار في خطاب القسم إلى موضوع البحث عن المصادر البديلة للطاقة .

لقد بدأت معظم الدول المتطورة البحث عن المصادر البديلة للطاقة مدفوعة بضغط قوى خارجة عن سيطرة الإنسان أبرزها انخفاض إنتاج الوقود الأحفوري والازدياد الكبير لاستهلاك الطاقة في العالم والناجم عن النمو الاقتصادي الكبير.

وسورية كبلد نام ليست بمعزل عن هذه التطورات خاصة مع التزايد الكبير لاستهلاك المشتقات البترولية والطاقة الكهربائية تزامناً مع انخفاض مخيف لإنتاج النفط الخام الذي وصل إلى ما دون 20 ألف برميل يومياً منذ بداية الأزمة وشبه توقف للتغذية الكهربائية في الفترة الأخيرة.

الآن ولكي نحلل بشكل صحيح يجب التأكيد على المسلمات التالية:

أولاً: إشارة السيد الرئيس في خطاب القسم للبحث عن مصادر الطاقة البديلة هي عبارة عن توجيه للحكومة القادمة والقيمين على الأمر لتبني استراتيجية وطنية متكاملة تتضمن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه وغيرها.

ثانياً: إن القيام بشكل منفرد بتركيب الطاقة الشمسية لن يكون له تأثير كبير في حل مشاكل الكهرباء للأسباب التالية :

لا تستطيع نسبة تفوق الـ 85% من الأسر السورية تركيب الطاقة الشمسية نظراً لارتفاع تكاليفها التي تتجاوز عتبة الـخمسة ملايين ليرة سورية .وحتى لو منحت قروض ميسرة أغلب الأسر غير قادرة على تأمين الأقساط الشهرية.

ينسحب الأمر على طبقة الحرفيين والمهنيين.

بالنسبة لفصل الشتاء فإن التقنيات الفردية للطاقة الشمسية غير ذات جدوى في تأمين التغذية الكهربائية لمدة 90 يوم على الأقل.

أيضاً التقنيات الحالية غير مجدية في استمرار تخزين وتأمين الطاقة الكهربائية ليلاً.

إذاً ما هو الحل لأزمة الكهرباء؟

دعم الكهرباء يشكل عبأً ثقيلاً على كاهل الحكومة فتكلفة إنتاج الكيلواط الساعي تتجاوز 60 ليرة في حين يباع بـ 4 ليرات أي عندما يستهلك المواطن 400 كيلواط ساعي يدفع فاتورة 1600 ليرة في حين تتحمل الحكومة 24000 ليرة سورية.

أمام ما سبق ماذا ننتظر في سورية ؟

يعتبر استخدام الطاقة الشمسية SOLAR ENERGY من أكثر الخيارات المطروحة منطقية في سورية ولكن ليس بالشكل الذي يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وإنما عبر استراتيجية وطنية تتضمن :

 إقامة خزانات حرارية طويلة الأمد فصلية يتم شحنها في الصيف للاستفادة من الطاقة الشمسية وتفريغها في فصل الشتاء ويمكن استخدام هذا الأسلوب في سورية حيث تتمتع بقيم وفيرة لشدة الإشعاع الشمسي 

(1800-2000)kwh/m سنوياً وعدد ساعات الطرح (2800-3270)ساعة مقارنة مع أوروبا(800-1000) ساعة.

إن الحكومة السورية إذا ما قامت بتأمين منحة أو قرض ميسر لتمويل هذا المشروع يمكن أن تحقق أهداف اقتصادية جوهرية من خلال تخفيض استهلاك المازوت والفيول والغاز المستخدم لتوليد الكهرباء والتدفئة إضافة إلى تخفيض وحدات التلوث الناجمة عن احتراق المازوت والفيول المستخدمين للتدفئة وتوليد الطاقة.

أيضا من الخيارات المطروحة في سورية استخدام طاقة الرياح وحسب معلوماتنا قامت الأرصاد الجوية السورية بدراسات في مختلف مناطق القطر حيث تم تحديد أهم المناطق التي تستثمر فيها العنفات الريحية بشكل اقتصادي في سورية واعتبرت مناطق تدمر والقلمون وقطنا والقنيطرة من أهم المناطق في القطر التي يمكن استخدام طاقة الرياح فيها بشكل اقتصادي. 

ويؤدي استخدام الرياح لتوليد الطاقة إلى تخفيض تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية وتخفيض التلوث من خلال تخفيض إنتاج CO2-SO2-NOX

إن الحديث عن مصادر الطاقة البديلة لم يعد شكلاً من أشكال الترف العلمي كما كان سابقاً ونحن في سورية على أبواب أزمة طاقة خانقة تتضارب انعكاساتها اقتصادية واجتماعية وسياسية ومن الملاحظ في الفترة التي سبقت الأزمة في سورية الجدل الذي شهدته الحكومة بين الخيارات المطروحة –رفع الدعم كلياً أو جزئياً- رفع الدعم ورفع الأجور –رفع أسعار الطاقة. وهذا الجدل يعكس سياسات اقتصادية مختلفة تبناها أعضاء الفريق الاقتصادي كل حسب رؤيته لحل المشكلة .

ولكن الآن أي حل للمشكلة في ظل الأزمة يجب أن يركز على ثوابت أساسية هي ترشيد استهلاك الطاقة والاعتماد على المصادر البديلة للطاقة بتمويل حكومي والابتعاد قدر الإمكان عن تحرير أسعار الطاقة حالياً بسبب الضغوط المعيشية التي يعاني منها أصحاب الدخول المنخفضة وصولا إلى مرحلة تكون فيها المصادر البديلة للطاقة الاحفورية من الحوامل الأساسية للطاقة وهنا نستطيع أن نباشر بتحرير أسعار الطاقة الاحفورية. 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني