الرؤى الاقتصادية للمرحلة القادمة

الرؤى الاقتصادية للمرحلة القادمة

مع إسدال الستار عن الاستحقاق الرئاسي الأخير تدخل سورية مرحلة جديدة مختلفة عن سابقاتها انطلاقاً من الركائز والقوانين السياسية الجديدة التي فرضها الشعب السوري والتي عدلت قوانين اللعبة جذرياً في الشرق الأوسط:

الحشود المليونية التي زحفت إلى صناديق الاقتراع وساحات الاحتفال أعطت رسالة جديدة للعالم وأزالت الغشاوة عن أعين القادة الاوربيين لجهة من يملك قرار الشعب السوري أو بمعنى أدق لمن فوض الشعب السوري قيادته للمرحلة القادمة أو من يملك حق تمثيل الشعب السوري .

إدراك الغرب أن وصوله إلى أقصى درجات الضغط الاقتصادي لم تجدي نفعاً فلا الشعب السوري استجاب للضغوط وعدل من قراره ولا المؤسسات السورية انهارت تحت وطأة الحصار، صحيح أن الظروف الاقتصادية والمعيشية صعبة ومعقدة جداً إلى أبعد الحدود ولكن هذا التعقيد لم ينتقل إلى المسار السياسي كما كان مخططاً له.

المآزق السياسية للدول الغربية وحلفائها في الشرق الأوسط بدءاً من اليمن إلى العراق مروراً بغزة إلى ليبيا كل هذا أصبح يشكل عنصراً ضاغطاً على حكومات هذه الدول للخروج بحفظ ماء الوجه كما يقال.

الآن ما علاقة ذلك بالمرحلة القادمة وتوجهاتها الاقتصادية هنا يكمن بيت القصيد: 

إن أساس نجاح أي عمل يتمثل في توفر الموارد اللازمة لنجاحه والحكومات السورية المتعاقبة خلال سني الأزمة التي تعاني من نقص حاد في الموارد ناجم عن سيطرة المجموعات المسلحة الإرهابية المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على أغلبية منابع النفط الخام وحرمان الحكومة السورية من مصدر هام من مصادر تمويلها يتجاوز الخمسين في المائة. وإن استغلال التحولات السياسية والظروف الجديدة بعد الاستحقاق لاستعادة حقول النفط يجب أن يكون الهدف الأساسي والمركزي لأي حكومة قادمة فلا يمكن إطلاق أي مشروع اقتصادي حقيقي بدون استعادة حقول النفط مهما كان الثمن.

إن المؤشرات الاقتصادية القادمة من الدول العربية لا سيما دول الخليج العربي تفتح المجال أمام الحكومة السورية القادمة لتحريك الوضع الاقتصادي الراكد من خلال :

إعادة خطوط تصدير المواد الزراعية والصناعية إلى الدول العربية بما يؤمن مصدر معقول من الواردات الحكومية تضخ في الداخل لإنهاء الشلل اقتصادي في كافة القطاعات الاقتصادية .

إعادة تحريك بعض القطاعات خاصة قطاع السياحة المتدهور بشكل مخيف نتيجة ظروف الحرب وجائحة كورونا.

الاستفادة من العلاقات السياسية لإطلاق مؤتمر وطني لإعادة إعمار ما دمرته الحرب بشكل يضمن تحريك كافة القطاعات الاقتصادية لاسيما مؤسسات القطاع العام الراكدة وينشط الدورة الاقتصادية.

أيضا يجب أن يلمس المواطن السوري آثار برنامج الإصلاح الإداري في سورية ويبدأ بجني ثماره من خلال:

رفع جودة وتقنية كافة الخدمات العامة.

العدالة الضريبية والتحصيلية خاصة بالنسبة للخدمات.

تخفيض الفساد المستشري بشكل كبير.

وهنا أيضا البرنامج حصل على دعم غير مسبوق من السيد الرئيس من خلال الاجتماعات المتكررة مع القيمين على البرنامج وتقديم كافة التسهيلات لهم .

أخيراً يجب ان تتعمق ثقافة المواطن السوري بشكل كبير يعلم معه أن لكل شيء قيمة اقتصادية وأن رغيف الخبز الزي يحص عليه المواطن بحوالي 10 ليرات سورية يكلف الحكومة حوالي عشرة أضعاف هذا الرقم حالياً وبالتالي إذا لم تتعزز ثقافة المواطن بتعديل طرائق الاستهلاك والمحافظة على الموارد والاشارة إلى مواطن الخلل والخطأ فالحكومة مهما فعلت ستصطدم بحاجز مسدود وتفشل كافة إجراءاتها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني