سهير هزاع سيدة ديرية تعمل في تحصيل فواتير المياه
ديرالزور - مالك الجاسم
تستيقظ سهير أبنة الخمسين عاماً لتطرق باب عملها في مؤسسة مياه ديرالزور ، وتبدأ رحلتها لتحصيل فواتير المياه من المنازل في أحياء المدينة ، وعلى الرغم من أن هذا العمل محصور بالرجال دون غيرهم ، إلا أن سهير عكست ذلك ، ودخلت هذا العمل بناءً على رغبتها ، وبذلك كانت أول سيدة في ديرالزور تدخل هذا المجال.
تقول سهير هزاع: - وهي متزوجة وأم لصبيتين - قد يستغرب بعضهم هذه الخطوة التي أقدمت عليها ، ولكن أقول وبصراحة: كانت بناء على طلبي ، ووجدت في نفسي المقدرة على هذا العمل برغم أنه مخصص للرجال ، ولكن هذا لم يثني من عزيمتي ، ولم أفكر بشيء إلا العمل الذي ينبع من ثقتي بنفسي ، ومع محبتي لعملي أردت أن أدخل في غماره ، وخطوت في هذا المجال ولم يخل الأمر في البداية من بعض المنغصات وكان هناك تجاوب كبير وترحيب منقطع النظير من الأهالي الذين اعترتهم حالة الاستغراب في البداية ، لكنهم تأقلموا مع هذه الحالة التي باتت أمراً واقعاً لدخول عدد من النسوة في هذا المجال.
وتتابع الهزاع حديثها بالقول: أفتخر بهذا العمل ، وأقول لكل امرأه: عليها أن تقدم على خطوات أخرى لإثبات مقدرتها على أن تكون في أي موقع من المواقع ، وهناك أعمال خطرة دخلتها المرأة ، وأثبتت مقدرة في التعامل معها ، وعمل تحصيل الفواتير ، وكما هو معروف بالعامية "الجابية" فهو غير مناسب للمرأة ، ولا اخفي سراً بأنني استطعت تحصيل مبالغ كبيرة من الأهالي ، وهذه خطوة جيدة ليكون هناك حالة اتساع لها في الأيام القادمة.
وتضيف: العمل الذي أقوم به لا يؤثر على حياتي المنزلية ، فهناك تنسيق في هذا الموضوع بحيث أعطي وقتي لعملي خلال الصباح ، وبعد الانتهاء منه أفرغ نفسي لمنزلي وزوجي وأطفالي ، ولكل فترة نكهة حياتية خاصة.
وتختم سهير كلامها بالقول: أحث جميع النسوة على العمل في الموقع الذي تراه مناسباً ، وليس هناك عائق في ذلك ، ولكن اتخاذ القرار هو نقطة البداية والنهاية لسير الحياة وأتمنى التوفيق للجميع .
وعن عمل سهير هزاع يقول المهندس ربيع العلي مدير مؤسسة مياه ديرالزور : أثبتت سهير هزاع وخلال فترة قصيرة بأن لها القدرة الكبيرة على تأدية ما هو مطلوب منها من خلال تحصيل الفواتير من المواطنين ، ونحن نثني على جهودها الكبيرة في هذا المجال ، وبخاصة من خلال التعاون والتجاوب معها من قبل الأهالي ، وهذا يعطينا دافعاً ليكون لنا قرارات أخرى في تسمية عدد آخر في هذا العمل.