مراكز التجميل في دمشق بين النصب والمهنية

مراكز التجميل في دمشق بين النصب والمهنية

اجتاحت محافظة دمشق في الأربع سنوات الأخيرة موضة مراكز التجميل لمن »هب ودب دون « ليصبح هاجس المرأة السورية وشغلها الشاغل اليوم »ليزر ، بوتوكس، فيلر، تجميل الأنف، أذنين الخفاش، تكبير الصدر، نحت الجسم، شفط الدهون، تعريض الفك «، وغيرها الكثير بغية لفت الأنظار، ورغم تدهور الحالة الاقتصادية لا يزال هناك شريحة كبيرة تستطيع الانخراط في هذا المجال ومنهم من يستلف ليتجمل.

هذه المميزات وإن كانت قد عززت من مكانة سورية التجميلية، إلا أنها أنعشت، في المقابل، سوق السماسرة الذين يعملون في »تدبير « مرضى لمصلحة أطباء، بعضهم غير متخصص في الجراحة التجميلية، أو لدى متمرّنين لم يتخرّجوا بعد، وعليه انتشرت الكثير من المراكز غير المرخصة لا يملك أصحابها أي خبرة سابقة، وتؤدي الكثير من العمليات فيها إلى تشوّهات بدل تحسين ما يراد تجميله، وهي نفسها التي يسوق لها بشكل كبير عبر صفحات التواصل الاجتماعي بدون حسيب أو رقيب لتقع الفتاة ضحية اغلب هذه المراكز.

رزق النصابين على »الهبل «

وتحدثت شادية صاحبة اهم مراكز التجميل في دمشق »شاشا ستايل « للمشهد وهي مختصة بالتجميل وليست طبيبة وقالت: أكثر العمليات المطلوبة اليوم من قبل الصبايا والسيدات هي الليزر والبوتكس وعليه نقدم عبر مركزنا العروض المخفضة باستمرار مثل إعطاء ست جلسات للجسم كامل ب 200 الف ليرة سورية أو الساقين كاملين بست جلسات ب 110 ليرة سورية، اما البوتكس فمع ارتفاع سعر الصرف تتراوح أسعاره بين 75 للصيني و 130 ألف للنوع الممتاز والفيلر بين 200 و 240 الف.

وتضيف شاشا أن معظم المركز لا تستطيع توظيف دكاترة لديها فتستعين بأشخاص عاديين يتم تدريبهم والذي من الممكن أن ينتج عنه بعض الأخطاء التجميلية مهما حاولنا تفاديها، كما إن أنواع العمليات تعتمد على المواسم، والطلب يزيد حسب الموضة الدارجة.

أما راما الرهونجي اخصائية تجميل تعمل لدى احدى المراكز وخاضعة للعديد من الدورات التدريبية!! فقالت:يعد فصل الشتاء الوقت الأفضل لإجراء عمليات الجراحة التجميلية، في حين يعتبر الوقت الأنسب لعمليات الوجه هو الخريف انتشرت الكثير من المراكز غير المرخصة لا يملك أصحابها أي خبرة سابقة، وتؤدي الكثير من العمليات فيها إلى تشوّهات بدل تحسين ما يراد تجميله وبداية الربيع، لأنه يصعب حماية هذا الجزء من الجسم من الصقيع، فيما تشهد عمليات وضع ”المكياج الدائم“ إقبالًا كبيرًا من السيدات، خلال السنوات الثلاث الماضية، نتيجة تطور التقنيات، وزيادة حرفيتها ودقتها، وأشارت إلى أن العديد من الحالات فشلت، وكانت النتائج عكس المرغوب بها، لكنها لم تتوقف أبداً على العكس تستمر السيدات بإجراء مختلف العمليات.

ريما أحد ضحايا مراكز التجميل تحدثت عن تجربتها مع أبسط العمليات وهي توريد الشفاه وقالت: قصدت المركز بعد رؤية الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي والعديد من الصور التي بينت مدى الجمال الذي ستصبح عليه الشفاه بعد هذه العملية وسيكون هناك لون زهر دائم، لكن النتيجة كانت مغايرة فبعد اجراء استمر لساعتين ونصف مع الألم المبرح أصبت بتقرحات كبيرة وعلاج لمدة أسبوعين لم استطع خلالها من تناول الطعام والشراب واشتريت أدوية بمبالغ كبيرة هذا عدا عن أن اللون زال بشكل نهائي، وعليه عدت الى المركز لإعادة المبلغ والشكوى وبعد صد ورد ومناقشات مع صاحبة المركز تم تحويل المبلغ لإجراء اخر لديهم كي لا أخسر مبلغ 40 الف ليرة كنت بالأصل قد استلفته من أحد الأصدقاء،واليوم أنصح أي صبية بعدم التهور والتسرع والوثوق بأي مركز والتأكد من أن من يعمل هو طبيب ولديه خبرة في العمل.

150 طبيب تجميل مرخص فقط

رئيس الرابطة السورية للجراحة التجميلية والترميمية والحروق وائل برازي قد صرح في وقت سابق أن عدد الأطباء المسجّلين في وزارة الصحة السورية كأطباء جراحة تجميلية يبلغ 150» طبيباً في كل سورية «، فقط، هم مؤهلون لممارسة المهنة بحسب الأصول، مقراً بأن السعي المحموم وراء الربح المادي دفع كثيراً من الأطباء، من اختصاصات مختلفة، إلى إجراء دورات سريعة للعمل في هذا المجال، وهذا الأمر »يتم على حساب الجودة وصحة المريض، فيما لا يحق لطبيب الأمراض الجلدية أو النسائية، مثلًا، إجراء عمل جراحي تجميلي، لأنه ليست لديه معرفة بالمضاعفات التي تحدث بعد العمل الجراحي... لكن، للأسف، ما يحدث هو العكس.

أجور التجميل

يبلغ قيمة عمليات التجميل في سورية اليوم بشكل وسطي على الشكل التالي:
ليزر جسم كامل بين 200 الى 500 ألف ليرة حسب مكان المركز
ساقين أو قدمين 60 الى 120 ألف ليرة
البوتكس بين 75 و 200 ألف ليرة الفيلر بين 180 و 240 الف ليرة
عمليات شفط الدهون بين 500 ومليون ليرة حسب الطبيب
عمليات شد الوجه او خيوط الشد بين 800 ومليون ليرة
تجميل الانف بين 250 و 50 ألف حسب الطبيب أيضاً
تكبير الثدي بين مليون ومليون ونصف ليرة.

رأي طبي

الدكتور أنور دحدل طبيب اختصاص جلدية ومختص بالتجميل من ألمانيا اكد ان معظم المراكز هي ربحية فقط بعيدا عن أي مهنية لكن للأسف عدم وجود رقابة من وزارة الصحة أدى الى انتشارها بشكل كبير، وقد عالجت الكثير من الحالات التي تشوهت بعد مراجعتها هذه المراكز، كما الأسعار المخفضة التي تقدمها جعلها تستقطب السيدات الباحثات عن التجميل »بالرخص «، فمواد التجميل مرتبطة بسعر الصرف وتزداد مع كل ارتفاع وهو ما يجعل الذهاب لطبيب مختص أمر مكلف أصبحت هذه المراكز هي البديل المتاح.
ويضيف من الجيد بحث الفتاة عن تحسين وتجميل نفسها لكن يجب عليها التأكد والبحث والسؤال عن مدى مهنية المركز الذي تذهب اليه، كما يجب على وزارة الصحة ارسال جهات تفتيشية الى هذه المراكز لمعرفة الضوابط والتعليمات التي تستند عليها في العمل والتسعير وعن طبيعة المواد التي يتم شرائها والتي تسبب في أغلب الأوقات مضاعفات لا يحمد عقباها.

كيف يفسر علم النفس هوس التجميل؟

الاختصاصية النفسية هبة موسى عزت توجه الفتيات للتجميل إلى عدة أسباب، أولها عدم الثقة بالنفس، وشعور الفتيات ب ”عقدة نقص“، إذ غالبًا ما تقارن الفتاة شكلها بالأخريات، وتلجأ للتجميل لتكمل نقصها المعنوي قبل الملموس.
وأوضحت الاختصاصية أن السوريات حاليًا يعانين من ضعف داخلي، نظرًا للتربية او الوضع العام للبلد وارتفاع معدل العنوسة، كما أن معظم الفتيات أصبحن معيلات لأسرهن، ما يدفعهن إلى عمليات التجميل كنوع من ”الدلال“ لذواتهن، ومكافأة لتعبهن واجتهادهن.
يضاف لها قلة الشباب في البلد، وصورة المرأة المثالية في الإعلام، أصبحت المرأة في صراع مع نفسها والمجتمع لتكون ”كاملة مكملة“، وتحاول بجمالها أن تحافظ على زوجها، أو أن تصيد عريسًا مثاليًا.
 وعليه أحيانًا يكون هناك تشوه واضح في شكل الفتاة، مثل عظمة أنف بارزة، أو سمنة مفرطة، ما يدفعها إلى اللجوء للتجميل، لكن انتشار برامج تعديل الصور وتحميل صور سيلفي (رائعة) على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد الوهمية لدى الفتيات اللاتي رغبن بالحصول على جمالٍ واقعي بعيدًا عن برامج التعديل.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر