ترامب يؤيد اتفاقاً مبدئياً يسمح بمواصلة تطبيق «تيك توك» العمل في أمريكا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يؤيد «من حيث المبدأ» اتفاقاً مبدئياً يسمح لتطبيق «تيك توك» بمواصلة العمل في الولايات المتحدة حتى وإن بدا ذلك على النقيض من أمر تنفيذي وقعه في السابق حتى تبيع شركة «بايت دانس» الصينية تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة.
وكانت «بايت دانس» تسابق الزمن لتفادي الإجراءات ضد تطبيق «تيك توك» المملوك لها، بعد أن قالت وزارة التجارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي أنها ستمنع أي تنزيل أو تحديث جديد للتطبيق اعتبارا من الأحد.
وكان مسؤولون أمريكيون قد عبروا عن قلقهم من نقل البيانات الشخصية لمستخدمي «تيك توك» في الولايات المتحدة، وعددهم يصل إلى مئة مليون شخص، إلى حكومة الحزب الشيوعي الصيني.
ووقع ترامب في 14 أغسطس/آب أمراً تنفيذياً يمهل «بايت دانس» 90 يوما لبيع تطبيق «تيك توك». لكن الاتفاق المعلن عنه يوم السبت يقوم على فكرة الشراكة وليس البيع.
وقال ترامب أن «تيك توك» سيصبح ملكاً لشركة جديدة تُدعى «تيك توك غلوبال»، وسيكون مقرها في الولايات المتحدة وربما في تكساس.
وقالت شركة «أوراكل كورب» الأمريكية أنها ستمتلك حصة 12.5 في المئة في «تيك توك غلوبال»، وستخزن جميع بيانات مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة على ذاكرتها السحابية تماشياً مع متطلبات الأمن القومي الأمريكي. وذكرت متاجر «وول مارت» العملاقة للتجزئة أنها ستمتلك حصة 7.5 في المئة في «تيك توك غلوبال».
وقالت «أوراكل» و»وول مارت» أن مستثمرين أمريكيين سيمتلكون حصة الأغلبية في «تيك توك غلوبال». لكن مصدراً مُطَّلِعا على الأمر طلب عدم ذكر اسمه أشار إلى أن الأمر يكون على هذا النحو فقط إذا وضعت قاعدة المستثمرين في «بايت دانس» في الاعتبار. وأضاف أن «بايت دانس» ستملك 80 في المئة من «تيك توك غلوبال».
وفي ضوء امتلاك مستثمرين أمريكيين لنحو 40 في المئة من «بايت دانس» حالياً، فإن البيت الأبيض سيضع ذلك في الاعتبار عند حسابه للحصة المملوكة لأمريكيين في «تيك توك غلوبال» حسبما قال المصدر.
وذكر مصدر ثان أن «أوراكل» و»ول مارت» والمستثمرين الأمريكيين في «بايت دانس» سيمتلكون بموجب الاتفاق حوالي 53 في المئة من «تيك توك غلوبال» سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ولم ترد «بايت دانس»، ومقرها بكين، على طلب التعقيب. ولم تقدم «وول مارت» و»أوراكل» مزيداً من المعلومات عن هيكل ملكية «تيك توك غلوبال».
ولم يتضح على الفور السبب الذي دفع البيت الأبيض إلى التنازل عن سعيه لبيع «تيك توك» بشكل كامل. لكن الاتفاق يأتي مصحوباً بتعهدات تصب في صالح سياسة «أمريكا أولاً» التي يطبقها ترامب، كما أنه يحول دون إثارة نفور مستخدمي «تيك توك» الشبان قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
ووافقت «بايت دانس» على توفير 25 ألف وظيفة جديدة لتطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة، مقارنة بعددها الحالي وهو أكثر قليلا من ألف وظيفة. وقال ترامب، الذي دعا شركات مثل «أوراكل» و»وول مارت» إلى دفع «أجرة» للولايات المتحدة للمشاركة في اتفاق «تيك توك»، أن الاتفاق يتضمن إنشاء صندوق للتعليم في الولايات المتحدة قيمته خمسة مليارات دولار.
واضطرت «بايت دانس» أيضا للتنازل عن بعض سيطرتها على «تيك توك». وذكرت أنباء عن مصادر ذات إطِّلاع أن أغلب مديري «تيك توك غلوبال» سيكونون من الأمريكيين، كما سيكون للشركة رئيس تنفيذي أمريكي وسيكون هناك خبير أمني أمريكي في مجلس إدارتها. وقالت «وول مارت» أمس الأول أن رئيسها التنفيذي دوج مكميلون سيصبح واحداً من بين خمسة أعضاء لمجلس إدارة «تيك توك غلوبال».
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إنها سترجئ الأمر التنفيذي بحظر «تيك توك» أسبوعا بعد أن كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ أمس الأحد حتى يتسنى الانتهاء من الاتفاق. وكان الأمر يلزم شركة «غوغل» بحذف «تيك توك» من متاجر التطبيقات الإلكترونية. لكن أمراً بمنع تنزيل تطبيق «وي تشات» المملوك لشركة «تينسنت هولدينغ ليميت» الصينية كان سيدخل حيز التنفيذ مساء أمس الأحد. وقالت فانيسا بابا، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لـ»تيك توك»، في تسجيل مصور أمس الأول «تيك توك سيبقى». وينبغي على الصين الموافقة على الاتفاق. وقال ترامب «سنرى ما إذا كان كل هذا سيحدث».
وصدر أول رد فعل صيني على الاتفاق عبر صحيفة «غلوبال تايمز» التي تنشرها صحيفة «الشعب» الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. وقال رئيس تحرير «غلوبال تايمز» ان «هذه الخطة لا تزال مجحفة لكنها تحول دون الأسوأ وهو إغلاق تيك توك أو بيعه بالكامل لشركة أمريكية.» وستكون شركة «أوراكل» مكلفة بتخزين كافة بيانات المستخدمين الأمريكيين وحفظ أمن أنظمة تكنولوجيا المعلومات المرتبطة.
وستقدّم شركة «وولمارت» خدماتها للبيع عبر الانترنت وإدارتها للطلبيات والمدفوعات.
رويترز