سلعٌ سقطت من حسابات المواطن السوري.. فما هو البديل ؟

سلعٌ سقطت من حسابات المواطن السوري.. فما هو البديل ؟

المشهد -  محمد الحلبي
حياة البؤس والشقاء التي عاشها السوريون في العقد الأخير قضت على أصناف عديدة كانت موائدهم وبيوتهم عامرة بها. والسبب يرجع إلى انفلات الأسعار في الأسواق. وأمام هذه الحال نجد أن المواطن يحاول أن يتكيّف مع الواقع المرير الذي تفرضه الحكومة من جانب والتجار من الجانب الآخر، ليُسقط من حساباته السلعة تلو الأخرى، ويقوم بالتضييق على نفسه وأسرته كي يصل إلى بر الأمان في نهاية الشهر. وبالعودة إلى السلع والمواد التي كانت من أساسيات المواطن السوري ولا يمكن لبيتٍ واحدٍ أن يخلو منها، نجد أن هذه السلع التي سنتحدث عنها قد غُيّبت تماماً من قوائم مشترياته، وتم الاستعاضة عنها ببدائل أخرى عساها تفي بالغرض كما سنشاهد في تحقيقنا التالي


اللحوم الحمراء والبيضاء
هي السلعة الأساسية الأولى التي أصبحت خارج حسابات المواطن السوري بعد أن وصل سعر كيلو غرام لحم الغنم إلى عتبة العشرين ألف ليرة ، أي ما يعادل 40% من متوسط دخل المواطن السوري إذا ما فرضنا أن متوسط دخله هو 50 ألف ليرة سورية بالمجمل، وحتى لحم العجل فقد وصل إلى خمسة عشرة ألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، ولذلك حاول الناس الاستعاضة عن اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء، لكن هذه الأخيرة أيضاً ضربت أرقاماً قياسية ليصل سعر الفروج النيء إلى أكثر من ألفي ليرة سورية.

تقول السيدة (وصال) مدرسة: فكَّرت مع زوجي بإعداد ميزانية شهرية لنتدبر أمورنا، فزوجي أيضاً مدرّس ويذهب راتبه أجرة للمنزل الذي نعيش فيه حالياً، وكان لزاماً علينا ترشيد استهلاكنا ومصروفنا إذا ما أردنا حفظ ماء وجهنا حتى آخر كل شهر، فكانت اللحوم هي السلعة الأولى التي قررنا الاستغناء عنها رغم أهميتها بالنسبة لنمو أطفالنا، وعملنا على الاستعاضة عن البروتينات الموجودة بها بالمواد الأخرى كالعدس والحمص والفول، أما بالنسبة لنكهة الطعام فبتنا نضع مكعبات مرقة الدجاج التي تعوض قليلاً عن نكهة اللحوم.
أما السيدة (أم سعيد) فقالت: وهل حال اللحوم البيضاء أفضل من اللحوم الحمراء؟ إن الفروج الواحد لا يكفي لثلاثة أشخاص، أي أن أسرة مكونة من ستة أشخاص بحاجة إلى فروجين سعرهما أكثر من ثمانية آلاف ليرة، لذلك أصبحت أنا وأسرتي نباتيين تماماً وابتعدنا عن المنتجات الحيوانية بشكلٍ نهائي، وهنا تضحك (أم سعيد) وتقول: حتى في أمور الطهي بت أستعيض عن السمون بالزيوت فهي أخف على الجيبة والمعدة وصحية أكثر للجسم.

الموالح والمكسرات
هذه المادة كانت لا تخلو منها موائد سهرات السوريين نهائياً، وكانت تتواجد بشكلٍ دائم أيضاً في بيوتهم، لكنها اليوم أصبحت خارج حسابات الأسرة السورية وخصوصاً بعد أن وصلت أسعار بعض الأصناف منها إلى أرقام خيالية. يقول السيد (لؤي) صاحب محمصة: قبل الأزمة كان سعر كيلو الموالح (المخلوطة) من النوعية الممتازة لا يتجاوز (1500) ليرة سورية، بينما وصل سعره اليوم إلى ستة عشر ألف ليرة سورية، لكن هناك نوعيات عادية رخيصة الثمن تُباع في الأسواق و يُقبل الناس على شرائها. فالجودة أصبحت بعيدة عن اهتمامات المواطن السوري وحلّ محلها السعر الأرخص ولو على حساب الجودة، وبكل بساطة إذا ما أراد المواطن أن يجري مفاضلة بين كيلو لحمة أو كيلو موالح فمن الطبيعي أن ترجح الكفة الأولى لأنها من الضروريات بالنسبة له، بينما الموالح فقد باتت تصب في خانة الكماليات.

الحلويات الشرقية
سوق الجزماتية بدمشق كان يشهد حركة جيدة وإقبال من الناس على شراء الحلويات، لكن أي نوع من الحلويات، إنها الحلويات الشعبية فقط كـ(العوامة وحلاوة الجبن والهريسة..إلخ) وحتى هذه الأصناف باتت مستبعدة ويتم شراءها في فترات متباعدة، أما تلك الأنواع الشرقية الفاخرة كـ(المبرومة والآسية والبقلاوة) فقد أصبحت مخصصة للطبقة المخملية فقط.

يقول السيد (أبو شادي): بتنا نشعر بالخجل أمام أبنائنا، فتلك الأيام التي كانت تعمر بها بيوتنا في الأعياد بمختلف الأنواع من الحلويات الشرقية باتت اليوم خارج حساباتنا نهائياً، فسعر الكيلو الواحد منها بات يعادل ربع راتب موظف حكومي من الدرجة الأولى، وإذا أردنا شراء حلويات العيد كما كنا نفعل في السابق فنحن بحاجة إلى مائة ألف ليرة سورية بأقل تقدير إذا ما عرفنا أن سعر الكيلو الواحد في بعض المحال وصل إلى ثلاثين ألف ليرة سورية..فيما برر السيد (أبو مازن) صاحب أحد محال الحلويات سبب ارتفاع أسعار الحلويات بشكلٍ جنوني فقال: يعود سبب ارتفاع أسعار الحلويات الشرقية إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تصنيعها، إذ أن سعر كيلو الفستق الحلبي يتراوح حول الخمسين ألف ليرة سورية، ، ناهيك عن أجور التصنيع والمصاريف الأخرى. لذلك يُقبل الناس على شراء الحلويات الشعبية، بينما الحلويات الشرقية الأخرى قد تناساها المواطن السوري لأن هناك مواد أهم من الحلويات هم بحاجة إليها.

ختاماً
قد نكتفي بما ذكرناه رغم أن القائمة تطول، ولن نقف عند الكثير من الأساسيات التي أصبحت تُباع بالغرامات بعد أن كانت موائد السوريين تعمر بأنواع مختلفة منها كأنواع الأجبان المختلفة واللبنة والزيتون بأنواعه وزيت الزيتون الذي بات المواطن السوري يستعيض عنه بالزيت الأبيض إضافة إلى المكدوس بالجوز الذي تم الاستعاضة عن الجوز بالفستق العبيد.. كل ذلك ولا زال المواطن السوري رمزاً للصمود الأسطوري في ظل سبات الحكومة عن احتياجاته وتحميله أعباءً إضافية، وإشباعه تصريحات دسمة لا تسمن ولا تغنِ من جوع. تحقيقات ارتفاع الأسعار المواد الغذائية 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر