هل "يوماً ما" مسلسل أم مخلوطة درامية؟

هل "يوماً ما" مسلسل أم مخلوطة درامية؟

بديع صنيج

نتيجة عدم التزام الناس بالحجر الصحي في بداياته منتصف آذار الماضي، أطلق البعض نداءً مفادُه أنه حتى يتحقق التزام السوريين في منازلهم، ينبغي إعادة عرض مسلسل "كاساندرا" المكسيكي، كونه العمل الدرامي الوحيد الذي جعل الشوارع السورية أشبه بحظر التجوال، ويبدو أن شركة "شاميانا" للإنتاج الفني وضعت ذلك في خطتها بأن تصنع "كاساندرانا" الخاصة بنا، فاستعانت بـ"فهد مرعي" الذي كتب مسلسل حمل اسم "يوماً ما"، ويحكي عن ابنة أحد ضباط الساحل اسمها "ماريا"، لكنها تتوه عن أهلها نتيجة مشكلة اجتماعية خاصة، فتتلقفها بصَّارة تقرأ الكفّ، لتتربى بين الغجر على الرقص والإغواء والتبصير، وتجمعها عندما تكبر علاقة حب مع شاب غجري، ثم تبدأ رحلة بحثها عن والدها وأمها.
التشابه واضح وكبير مع قصة "كاساندرا" المكسيكية، لكن في "يوماً ما" تتلخبط الأمور إلى درجة غير مقبولة، فالأزياء مكسيكية، والمضمون هندي، والرؤية البصرية صومالية، واللهجة بدوية، لدرجة تحار معها في تصنيف هذا العمل، وهل بالإمكان إدراجه ضمن المسلسلات السورية أساساً؟
الإخراج حمل توقيع "عمار تميم"، مختاراً لشخصية "كاساندرا" السورية الممثلة "جيني إسبر" بجاذبيتها اللافتة وجمالها الفتّان، أما "اغناسيو" و"لويس دافيد" فكان من نصييب الممثل الشاب "جوان خضر"، في حين أن البصارة جسدتها "أمانة والي" وزوجها "جهاد الزعبي"، أما أم ماريا ووالدها فهما "زهير رمضان" و"عبير شمس الدين"، من دون أن نعرف لماذا شعر الشاب الغجري منكوش باستمرار وأزياؤه كأنها من البالة، بينما والده كشيخ في خيمة بدو، وكيف لنا أن نصدق أن "شمس الدين" ستكون والدة "جيني"، كيف استوى هذا الترتيب الفنتازي الما ورائي في توزيع الأدوار لا نعلم، وكيف تمت المواءمة بين الساحل السوري مع رقصات إسبانية وإغواءات هوليوودية بالمعنى الساذج للكلمة، فذلك خارج قدرتنا على الاستيعاب، يضاف لذلك أن الصورة التي حققها "تميم" تعود ببساطة إلى ثمانينيات القرن المنصرم، ضارباً بعرض الحائط كل مقولات "السينما في بيتك" والتشابهات في الصنعة التلفزيونية مع نظيرتها في الفن السابع باعتراف جميع الدراميين المعاصرين على صعيد الوطن العربي والعالم.
وبعد هذه المخلوطة الدرامية التي تزداد اختلاطاً حلقة بعد حلقة، نحن على ثقة تامة بأن الناس لن يلتزموا بيوتهم بسبب "كاساندرا" السورية الضائعة في هويتها، بل سيكسرون حجرهم الصحي حجراً بعد حجر.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني