بين الشجرة والخمسمئة ليرة: ضاعت عشتار!

بين الشجرة والخمسمئة ليرة: ضاعت عشتار!


المشهد بالشقلوب
بينما كنت أتصفح ثنايا الفيس بوك وصفحاته المفيدة والمثمرة .. رأيت أن أحد الأصدقاء قد شارك منشوراً.. يقول فيه الكاتب والممثل والشاعر والمنتج والمخرج المنفذ وخبير الديكور والمكساج والدوبلاج أن عشتار أو آلهة الجمال زانية وداعرة وعاهرة، وغيرها من الصفات التي تطأطئ رأسنا كسوريين بتاريخنا العريق..

وللتذكير فقط يا سيدي القارئ عشتار كانت إلهة في منطقة ما تسمى حاليا سوريا .. ولولا فارق الألفين أو ثلاثة آلاف سنة ... كانت وحدة من أربابنا ... لكن الحمد لله الذي أرسل أنبياءه ونجانا من عبادة الأصنام .. لولا ذلك لكنا حالياً نقيم لها الصلاوات والتراتيل .. ولا نستغرب أننا لو كنا نقدم لها كتابنا وشعرائنا وفنانينا الحاليين كقرابين.

التمثال كان موجوداً على الشجرة، ولكن هناك أمور يجب الخجل منها أكثر بألف مرة من هذه الشجرة .. ومنها أقرب حاوية للقمامة عن هذا التمثال تحديداً .. من المؤكد أن المنظر مخجل ويطأطئ الرأس أكثر من تمثال عشتار .. وإذا ما تغاضينا عن القمامة التي أصبحت جزءاً من هوية مدننا يمكن النظر إلى شكل الناس على وسائل النقل العامة وهو ما يشكل جريمة أكبر وأحقر من تمثال يثير البعض جنسياً.

عند رؤيتي للتمثال خطر ببالي سؤال: لماذا لم يتحرك أحد ولم يعصره ضميره وإيمانه عندما كان يقبض الراتب بعشتار على ورقة الخمسمئة ليرة "أم الطربوش" أو أننا نسير دائما على مبدأ "طعمي التم بتستحي العين؟"

عشتار جزء من تاريخنا الذي طالما تغنينا به .. والذي لا نملك ما نتغنى به غيره .. إذا ما استثنينا الأساتذة الكبار في عالم الطرب واللون الجبلي الأصلي.. والذي يعود ويقودنا إلى التراث والعادات والتقاليد والتاريخ.. والتي مرة أخرى ستطأطئ رؤوسنا.

هذا التاريخ جزء من هوية المنطقة وإن كان عارياً أو مرتدياً أحدث القصات والموضات العالمية، إن كان يقوم بإيحاءات جنسية لحضرتك أو تراه جزءاً من حضارتك  يجب تقبله أو من الأفضل أن نفتح صفحة جديدة وننسى كل التاريخ .. وهذا ليس من مصلحتك عزيزي المواطن .. لأن الشيء الوحيد الي يبقى لك للتغني به هو أغاني سرافيس قد لا تستطيع مجاراتها أو حتى إيجاد مقعد فيها
وختاماً الحمد لله الذي ربيت ابني بهيج على الأخلاق الحميدة .. حيث لا يمكن أن أراه في يوم من الأيام يتحرش بشجرة أو بتمثال جبسي أو إسمنتي أو حتى برونزي .. أو حتى ممكن أن يعاكس مانيكان في إحد المحلات..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر