التجنيس الرياضي منح الجنسية مصلحة آنية فقط

التجنيس الرياضي منح الجنسية مصلحة آنية فقط

اللاذقية - كرم هيثم مخلوف
بعد فوز منتخب فرنسا بكأس العالم الأخيرة بفريق جل لاعبيه من أصول افريقية، ظهرت الكثير من الآراء التي تتحدث عن هذه الظاهرة، و أسيل الكثير من الحبر حول موضوع التجنيس الرياضي.
و بعد أقل من عام على تتويج الديوك بالمونديال الروسي، توج المنتخب القطري منذ أيام بكأس آسيا بفريق غالبيته العظمى من المجنسين، مما أعاد إلى الواجهة مجدداً فكرة التجنيس وأثرها الكبير على الرياضة.
التوطين و التجنيس الرياضي :
احتل مؤخراً منتخبا فرنسا و ألمانيا لكرة القدم الصدارة في إلصاق مفهوم التجنيس بهما، وتم وصفهما بمنتخب المجنسين، وذلك لكثرة الأسماء الموجودة في الفريقين و التي تعود لأصول غير فرنسية أو غير ألمانية، ولكن هل هذا الكلام دقيق ؟!
منعاً للالتباس و للوصول لإجابة دقيقة و منطقية على حد سواء لا بد من توضيح نقطة مهمة عن الفرق ما بين التوطين و التجنيس الرياضي.
فالتوطين الطبيعي يعني منح الجنسية لشخص ما بناء على استحقاقه لذلك بشكل دستوري، حسب قوانين البلد المانح للجنسية و من دون وجود أية غايات تتعلق بمشاركته في أية مناسبات أو منافسات كانت، وبحصوله على الجنسية الدائمة يتساوى بالحقوق و الواجبات مع أي مواطن آخر.
و عليه فإن التوطين يختلف اختلافاً جذرياً عن التجنيس الرياضي، لأن ذلك الشخص الذي حصل على الجنسية لتحقيقه شروطها حسب القانون، و أصبح مواطناً مطالباً بالدفاع عن بلده الذي يحمل جنسيته، قد يكون طبيباً أو مهندساً، و قد يكون رياضياً وبالتالي مشاركته مع منتخبه هو أمر طبيعي جداً.
وبالتالي لا يمكننا لوم منتخبات كفرنسا أو ألمانيا لامتلاكهما لاعبين من أصول مختلفة، فهؤلاء اللاعبون حصلوا على الجنسية لأنهم ترعرعوا وعاشوا في هذا البلد وليس لكونهم رياضيين.
في حين أن التجنيس الرياضي المثير للجدل و للانتقادات حول العالم، يتمثل بمنح الجنسية للرياضيين لكي يقوموا بتمثيل هذا البلد في مختلف المنافسات الرياضية، في حين يتعذر على أي مقيم آخر في ذلك البلد الحصول على الجنسية.
أي إن منح الجنسية يأتي نتيجة مصلحة آنية  فقط.

العرب و التجنيس الرياضي :
تعتبر قطر رائدة في مجال التجنيس االرياضي على المستوى العربي، فالرياضة القطرية قائمة أساساً على تجنيس اللاعبين من مختلف أنحاء العالم لتمثيل دولة قطر في المحافل الرياضية المتعددة.
و لنا في منتخب كرة القدم الذي توج منذ أيام  بكاس آسيا خير مثال. فقد ضم المنتخب القطري لاعبين مجنسين بالجملة، مع غياب شبه تام لأبناء البلد الأصليين، الأمر الذي أثار موجة من الاستنكار و الاستهجان و حتى السخرية في الأوساط الرياضية.
كما سبق لقطر الحصول على لقب الوصيف في مونديال 2015 لكرة اليد، بعد أن ضم منتخبهم 11 لاعب مجنس من بلدان عدة !!
ولم يقتصر موضوع التجنيس القطري على الألعاب الجماعية فقط.  فقد ضمت البعثة القطرية المشاركة في أولمبياد لندن 2012 على سببيل المثال عدداً كبيراً جداً من المجنسين.
و بعيداً عن مفهوم العدالة و المساواة في التنافس الرياضي، أو عن مدى الفخر الذي يشعر به الرياضي بتحقيقه لانجاز ما تحت راية علم لا يمثله إلا لمصلحة.
تبقى قضية التجنيس قضية شائكة و مثيرة للجدل ، لكنها في النهاية باتت أمراً واقعاً على المستويين العربي و العالمي، مع التأكيد على الفارق الكبير بين من يرتدي قميص بلد ما لأنه يحمل جنسيته، وبين من يتجنس ليرتدي قميص ذلك البلد.

 
 

 


 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر