عين الكروم ... عين على الإهمال

عين الكروم ... عين على الإهمال


حماه – عتاب حسن
في وسط سهل الغاب، وعلى السفوح الشرقية لجبال اللاذقية في الريف الشمالي، لمحافظة حماه تقع بلدة عين الكروم، وهي عبارة عن تجمع لعدة قرى صغيرة (الحتان-المسيل-عين حريز-المكسر-ساقية نجم-الخنساء- أبو كليفون...) وتشكل بمجملها  ما يسمى "عين الكروم"، ويبلغ عدد سكانها أكثر من أربعين ألف نسمة معظمهم يعمل بالزراعة في سهل الغاب، الذي تراجعت فيه نسب إنتاج المحاصيل الزراعية بشكل كبير جراء الأزمة، كون الجهة الشرقية من السهل خط تماس مع الجماعات المسلحة المتمركزة في ريف إدلب الغربي المحاذي لسهل الغاب مما أدى لترك الكثير من الأراضي دون استثمار .
لم تكن البلدة خلال الحرب الدائرة على خط التماس المباشر، فمشاكلها قديمة- جديدة، وتعود لسنوات سابقة، غير أنَّ الأزمة زادت من تفاقم هذه المشاكل، وما يثير الاستغراب هو عدم ظهور أي بادرة حكومية لحل المشاكل فيها، ولو جزئياً، فالوضع ببساطة متروك على مبدأ "دبر راسك" للقاطنين فيها.
العطش صيفاً .... وشتاءً؟
اسم القرية كافٍ للتعريف بغناها –السابق- بعيون الماء، وكروم الأشجار، وهذا الغنى لا يزال موجوداً، ومهدوراً، فمياه الينابيع تذهب دون تجميع، لعدم وجود خزانات كافية، وفي المحصلة انقطاع المياه فيها مستمر على مدار العام، وفي فصل الصيف بعض المنازل تغيب عنها المياه لأشهر عدة بسبب التجاوزات غير المعقولة على شبكة المياه، إذ يطال العطش أيضاً الأراضي الزراعية في السهل، التي تذهب عبرها مياه الأمطار إلى تركيا دون البحث عن حل لجمعها، والاستفادة منها صيفاً، أما الجهات المسؤولة فلا أذن تسمع، ولا عين ترى حالها كما الأموات. 
الكهرباء ضمن الظروف المثالية فقط!
الواقع الكهربائي في البلدة لا يقل سوءاً عن واقعها المائي، فالمنطقة جبلية، وأمطارها غزيرة، واستمرار تشغيل التيار الكهربائي فيها مرهون بحالة الطقس وفي جولة لـ "المشهد" ضمن البلدة اشتكى معظم سكانها من تردي الواقع الكهربائي، إلى الحد الذي تنقطع فيه الكهرباء عن البلدة لأيام عدة، ومشهد وقوع أسلاك الكهرباء مألوف بالنسبة إليهم، وخاصة في فصل الشتاء وهي مشكلة قديمة، وتعود لسنين وليست بسبب الأزمة بحسب قولهم.  
المنشآت والمعامل غائبة إلى حين
بدا واضحاً أنه لا وجود في البلدة لأية منشآت أو معامل، وحتى المنشآت التي ترتبط بالإنتاج الزراعي والحيواني مثل (صوامع الحبوب – المطاحن- معامل الألبان والأجبان - معامل التعليب وغير ذلك)، إذ يقتصر الوجود الحكومي على الدوائر الخدمية، وبالحد الأدنى من الدعم المطلوب (كالمستوصف والبلدية وغيرها). 
أزمات بالجملة
أزمة النقل العام بحسب سكان البلدة مستعصية على الحل، والمشكلة تكمن في قلة 
 وسائط النقل التي تُخدم البلدة مثل "خط السقيلبية عين الكروم"، وهذا الخط لا يُخدم 
سوى جهة واحدة من البلدة، أما امتدادها غرباً "صعوداً في الجبل حوالي 5كم"، وباتجاه الشمال "الشحطة – الفوار – بركة الجراص، حوالي 4كم" فلا يوجد أي خط للنقل العام باتجاهها نهائياً.
التعدي على الأراضي بعلم البلدية 
تفشت خلال الأزمة ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية "أملاك الدولة"، حيث رصدت "المشهد" خلال جولتها آراء بعض سكان البلدة، ومعظمهم أكد قيام الكثيرين بإنشاء أبراج سكنية، ومستودعات خاصة بتجارتهم ضمن الأراضي الحراجية التابعة لأملاك الدولة، وموظفو البلدية على علم بكل التعديات_، لكنهم وعلى رأس القائمة رئيس البلدية مستفيدون _على حد تعبير البعض من سكانها. 
التحطيب الجائر "الناس معذورة "!
تعرضت أراضي البلدة، لا سيما خلال الأزمة إلى التحطيب الجائر من قبل سكانها، فأزمة الوقود دائمة، ولا تشهد انفراجاً كباقي المناطق، الأمر الذي يدفع الكثير من القاطنين فيها إلى اعتماد التحطيب كوسيلة للتدفئة، وطهو الطعام، وغالباً ما يكون تبرير ذلك بعبارة "الناس معذورة"، فأصحاب محطات الوقود يوزعون الكميات بمزاجية، وقد يقطعونها نهائياً، بحسب أحد السكان"... 
أزمات بالجملة تعاني منها بلدة عين الكروم، ومثلها كثير، ولا ندري لماذا يتم التغاضي أحياناً عن مشاكل الريف، أو التركيز فيه على الإنجازات فقط، دون التلميح حتى إلى ما يعانيه الأهالي...
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني