لأن محافظة اللاذقية غارقة بها: الجهات المختصة: استخدام المفرقعات النارية ممنوع في ليلة رأس السنة!!

لأن محافظة اللاذقية غارقة بها: الجهات المختصة: استخدام المفرقعات النارية ممنوع في ليلة رأس السنة!!

المشهد اللاذقية-أسعد سليمان جحجاح

هذه المرة ليست ككل المرات التي تحمل طابع الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية من ناحية اطلاق المفرقعات والألعاب النارية واستخدام الأسلحة الفردية، فأبناء محافظة اللاذقية (ساحلاً وجبلاً) ليسوا محرومين من الاحتفال بل على العكس تماماً لابد من الفرح والمرح ولمة العائلة في ليلة رأس السنة مع وجبة عشاء دسمة، لكن تمنع الألعاب والمفرقعات النارية منعاً باتاً، لما فيه من حماية وسلامة للمواطنين وكإجراءات أمنية لحماية القاعدة الروسية في منطقة حميم من الأشرار والإرهابيين والعابثين بأمن الوطن (فمن يحمينا لابد أن نقدم الحماية له) أيضاً، جاء ذلك عبر الجهات المختصة التي كلفت دورياتها بإطلاق حملات على مداخل ومخارج مدينة اللاذقية وجبلة وريفيهما والقاضي بتنبيه العامة من المواطنين وتحذيرهم بعدم استخدام المفرقعات النارية والأسلحة بكافة أنواعها وصنوفها البتة في عيد رأس السنة وأي مناسبات أخرى لما تسببه من تضليل في رصد وتعقب الأجسام المعادية التي تحاول استهداف مثل هذه المنشآت الاستراتيجية.

جهوزية كاملة
موضوع الألعاب النارية والمفرقعات على اختلاف أنواعها حديث اليوم في الشارع الساحلي عموماً وفي اللاذقية وجبلة خصوصاً وقبل أن تدق عقارب الساعة وتقرع أجراس الكنائس للتهليل بالعام الجديد2019 هناك حشود جماهيرية غفيرة بكافة فئاتها العمرية أعلنت جهوزيتها الكاملة لإطلاق ما في جعبتها من ذخائر ضوئية وقنابل ملونة وصواريخ شهبية، مستهترين وغير آبهين بردود الأفعال والنتائج الآثار السلبية على المنطقة برمتها، ودون أن يستذكروا ما شهدته مدينتهم اللاذقية ومحيطها منذ أعوام، فـ24 حادثة حريق لم تكن ناجمة عن ماسات كهربائية أو حرارة الجو أو انفجار أسطوانات غاز منزلي او اشتعال محال تبيع المشتقات النفطية، بل إنها   ناجمة عن مخلفات ألعابهم النارية التي أطلقوها خلال أعياد الميلاد والاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية آنذاك.
كادت المفرقعات والألعاب النارية حينها ونتيجة الحرائق التي تسببت بها على وشك أن تبتلع هكتارات من الأراضي الزراعية كان أحدها بستان زراعي بالقرب من قرية الهنادي بالإضافة إلى احتراق ثلاث سيارات سياحية وأشجار حراجية، كما تسببت باشتعال الأعشاب اليابسة ومكبات للقمامة قي مناطق متعددة. بالإضافة إلى إصابة أشخاص تعرضوا جرائها لحالات بتر أصابع وأطراف كذلك شهدت المدينة عدة وفيات نتيجة العبث والجنون بالألعاب النارية.
راجمات وقاذفات

حالة اعتيادية واستعداد كبير بدا واضحاً لدى غالبية الشبان لاستقبال العام الجديد 2019   بشراء المفرقعات والألعاب النارية والتباهي بتخزينها في المنازل والمحال التجارية في مدينتي اللاذقية وجبلة ، محمود (ص) (طالب) أكد للـ(المشهد) أن الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة هو تقليد وكرنفال لدى أبناء الساحل عموماً وفي مدينة اللاذقية خصوصاً، لا يمكن أن أستقبل العام الجديد دون مفرقعات نارية فهي تدخل البهجة والسرور إلى قلبي، مضيفاً:" منذ صغري اشتري الألعاب النارية، واجمع النقود من بداية العام كي احصل على عدد كبير منها"، ولا يختلف الأمر عند فئة الرجال فـ أبو فراس العموري 50 عاماً أوضح للـ(المشهد) أنه يوفر على عائلته شراء كيلو لحم مقابل أن يستحوذ على كمية لا بأس بها من القنابل الضوئية وفتيش البطريق والراجمات الملونة والزلزال وقاذفات الشهب، حتى يثنى له ولأطفاله إطلاقها من على سطح منزله‘ واصفاً الأمر بأنه ممتع للغاية ويشعره بحالة من السعادة العارمة.

وهنا تؤكد غيثاء سالم اخصائية (علم نفس تربوي) أن العديد من الآباء والأهالي يشترون الألعاب والمفرقعات النارية لأبنائهم ويقومون بإشعالها لهم وهناك من هم على علم ويقين بأن أطفالهم يحصلون على (المفرقعات النارية)، فلا يوجهون لهم أي نوع من النصائح والتحذيرات ولا حتى الارشادات وخاصة أن الأهل هم المسؤولون عن المصروف وعن التربية ولا شك أن هذه المواد باهظة الثمن وقد تستهلك 75٪ من مخصصات مصروف الاحتفال للأسرة وبالتالي من واجب كل أسرة أن تعي مخاطر هذه الظاهرة وتوضح ذلك لأطفالها وتوجههم بالابتعاد عنها ومحاسبتهم على كيفية انفاق مصروفهم ومراقبة مشترياتهم.‏

لا حسيب لا رقيب
ظاهرة المفرقعات والألعاب النارية غزت المجتمع الساحلي وخصوصاُ في اللاذقية وجبلة بسبب التجار والمهربين الذين يدخلونها بطرق وأساليب غير مشروعة عبر الحدود إذ تأتي هذه الألعاب بأشكال وألوان وأحجام متنوعة تروج وتباع سراً للأطفال والشبان المراهقين والبالغين وفي بعض المناطق تباع علانية بلا حسيب أو رقيب، يقول أبو عمار البودي أحد قاطني شارع الجمهورية:" الألعاب النارية تعكر  صفونا وتقلق راحتنا خاصة في ليلة رأس السنة والأعياد، إنها خطر على الأطفال وعلى كل من يعبث بها، أطالب الجهات المختصة بسحق هذه الظاهرة عن بكرة أبيها"، فيما يخالفه الشاب عدنان غصوب الرأي قائلاً:" الألعاب النارية تدخل الفرح والسرور إلى قلب أطفالي بألوانها البراقة والساحرة و، هي ليست مزعجة لأن فترة إطلاقها لا تتجاوز أكثر من عشرة دقائق تهليلاً وابتهاجاً بقدوم العام الجديد، منوهاً بأن الألعاب النارية لا تزعج سوى فئة قليلة من الناس ويفضل برأيه الشخصي أن يضع كل من ينزعج منها سماعات مضادة للأصوات.
تعميم مشدد

وزارة الداخلية أصدرت تعميماً إلى قادة الوحدات الشرطية يتعلق بالألعاب النارية بمناسبة الاحتفالات بعيد رأس السنة الجديدة فقد تضمن التعميم التشدد في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أصحاب المحال التي تقوم بتصنيع الألعاب النارية أو الاتجار فيها أو بيعها أو تخزينها، أو إتلافها أو نقلها من مكان إلى آخر من غير ترخيص، حيث تم الطلب من الدوريات التشدد في منع إطلاق الألعاب النارية في الطرق وداخل المنازل والمحال العامة وأماكن التجمعات.


دولة مصدرة
يشار إلى أن الصين تتربع على عرش الدول التي  تصدر الألعاب النارية منذ العام 2000، وحتى العام 2016 حيث صدرت الصين أكثر من 550 ألف طن من الألعاب النارية والمجسمات النارية إلى كافة دول العالم وتعد مدينة يويانغ، في مقاطعة هونان من أهم المدن عالمياً التي تصدر الألعاب النارية، حيث تنتشر مصانع الألعاب النارية والمفرقعات. وسنوياً يتم تصدير ما بين 200 ألف طن و500 ألف طن من الألعاب النارية إلى جميع أنحاء العالم.

أضرار بالجملة
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، بعنوان (تلوث المناخ)، نشر في العام 2013أكد الخبراء أن إطلاق نحو 10 أنواع من المفرقعات النارية، تولد نحو 5 ميكرو غرامات من الكربون الأسود في المتر المكعب للهواء، كما تعد الألعاب النارية من العوامل الرئيسية الأخرى التي تساهم في تلوث الهواء، وتزيد من معدلات احتباس الحرارة.
ويبين التقرير أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، تعتبر من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة لأن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الإنسان بشكل مباشر

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر