المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس بوتين أهم وسائل الاتصال شعبية بينه وبين السلطة الرابعة

موسكو - ناهل الخطيب

عقد الرئيس فلاديمير بوتين مؤتمراً صحفياً كبيراً في 20 كانون الأول 2018م. في مركز التجارة العالمي بموسكو. بدأ المؤتمر الرابع عشر للرئيس في وقته المحدد، وتم بث الحدث على القنوات التلفزيونية الرئيسة وعدة وكالات أنباء ومحطات أخبار إذاعية. فهذا المؤتمر الصحفي السنوي أصبح تقليداً سنوياً، وواحداً من أكثر أشكال الاتصال شعبية بين رئيس الدولة، وممثلي السلطة الرابعة ، وهام جداً للرأي العام للإطلاع على موقف الكرملين من بعض القضايا.
كما إن المؤتمر بحد ذاته يمنح الرئيس الفرصة ليكتشف مرة أخرى ما هي المشاكل الأكثر إثارة للقلق في الوقت الحالي حول ممثلي الصحافة المحلية والأجنبية.
ففي كل مرة يتم اعتماد مئات الصحفيين المراسلين الروس، والأجانب من مختلف وسائل الإعلام ،حيث  يتم قبل كل مؤتمر تقديم طلبات للمشاركة في هذا الحدث السنوي.

فالمؤتمر الصحفي الأول جرى عام 2001.  واستمر لمدة ساعة ونصف فقط.
وفي هذا العام تشَّرفت بالحضور ولأول مرة ، حيث حضر هذا المؤتمر أكثر من 1700 صحفي.
شعرت وكأن الرئيس يبدأ بالتحضير للحدث مسبقاً وبشكل شمولي ، حيث إجاباته عن الأسئلة التي طرحت من مختلف المجالات تؤكد ذلك.
فخلال المؤتمر أجاب بوتين على 66 سؤال بشكل واضح ومفصل ، حيث تضمنت أجوبته على مدار 4 ساعات تقريبا ًعلى كمية هائلة من المعلومات في جميع المجالات مدعمة بالارقام والتواريخ ، وبعض الأحيان بأحداث محددة.
تعلقت أغلب الأسئلة بالوضع الداخلي والأمور الإقليمية وعن خطط التنمية في النظام الفيدرالي والسياسي للبلاد.
كما طرحت حالات فساد، وبعض حالات خاصة، وفردية مختلفة، ووعد الرئيس على معالجتها، ومكافحة الفساد بشكل عام الذي تعاني منه البلاد.
كما تطرق الرئيس في حديثه للحرب الاقتصادية، والعقوبات التي أطلقها الغرب ضد روسيا.
كما وردت بعض الأسئلة عن السياسة الخارجية للبلاد والعلاقة مع الولايات المتحدة ، وعن ما يجري في اوكرايينا ، وفرنسا وغيرها.
وحول انسحاب القوات الأمريكية من سورية، علق بوتين قائلاً :" لا أعرف ، ما هذا !؟ فالولايات المتحدة  موجودة في أفغانستان منذ 17 سنة ، وكل عام تقريباً يقولون إنهم سيسحبون قواتهم ، وما زالو هناك".
وأضاف قائلاً : " لا نرى أي بوادر لانسحاب القوات الأمريكية بعد، لكنني أعترف بأن هذا ممكناً ، علاوة على ذلك نحن نتحرك على طريق التسوية السياسية والآن لدينا على جدول الأعمال مهمة تشكيل لجنة دستورية.
وأشار بوتين إلى أن وجود القوات الأمريكية خلال التسوية السياسية ليس ضرورياً ، خاصة وأن وجودها في سورية غير شرعي.
حيث إن وجود القوات الامريكية في سورية لم يتم بموافقة أو بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، ولا بدعوة من قبل الحكومة السورية.
ومن ناحية أخرى لاحظت أن بعض الأسئلة الموجهة كانت غريبة وخارجة عن السياق المتوقع ، ومنها : من المعروف أنك غير متزوج، فهل ستتزوج؟
ومع ذلك أجاب بوتين بذكاء : بالطبع كوني رجل اتبع الأصول والأعراف فلا بد أن أتزوج.
فنعم إن الرئيس بوتين رجل جدير بالاحترام والتقدير.