المنطقة تتجه نحو اسوأ كارثة إنسانية واقتصادية
تتجه المنطقة شيئا فشيئا نحو أسوأ كارثة اقتصادية وانسانية مع استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان وفلسطين وفي سورية بدأت بوادر الازمة عبر توافد عشرات آلاف اللاجئين هربا من القصف الاسرائيلي البربري للمناطق المأهولة بالسكان وبلغة الارقام الان نجد أن رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، ماثيو لوتشيانو، أكد عبور نحو 235 ألف شخص الحدود اللبنانية إلى سوريا برا خلال الفترة من 21 سبتمبر إلى 3 أكتوبر.وهذا الرقم ارتفع كثيرا خلال الايام الفائتة.
و هذا النزوح الجماعي يعكس خطورة التوترات الإقليمية المتفاقمة وعدم الاستقرار المتزايد في المنطقة. حيث يُقدّر أن نحو مليون شخص قد نزحوا داخل لبنان منذ أكتوبر الماضي، وسط تصاعد الحرب بين لبنان وإسرائيل، .
وهنا نتساءل كيف ستتمكن سورية من مواجهة ازمة اللاجئين اللبنانيين في ظل انكفاء المنظمات الدولية عن اداء دورها الانساني لاسيما انها منذ اكثر من عام جمدت انشطتها في سورية التي لم تكن لتنتظر المنظمات الدولية لتعينها لولا الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي تعيشها سورية منذ عدة سنوات .
اليوم هناك متطلبات كثيرة تبدأ من تأمين المسكن إلى تأمين الغذاء وتأمين الطبابة والخدمات الصحية والتعليم ونحن دخلنا توا عاما دراسيا جديدا ولكن حتى هذا كله ليس تساؤلنا الرئيسي
ماذا لو انزلقت الامور اكثر نحو الاسوأ وكل المعطيات حتى تاريخ كتابة هذا المقال تشير لذلك!
ماذا لو اندلعت حرب شاملة واصبحنا امام ملايين اللاجئين والنازحين الجدد ؟
اليوم تحتل القضية الانسانية درجة متأخرة في سلم اهتمامات الدول الفاعلة لعدة اعتبارات أولها ان الجميع لازال حذرا ويترقب تطورات الموقف لحظة بلحظة بين اسرائيل وايران حيث ان الوضع معقد وينذر بانزلاق الامور خارج السيطرة وإشعال المنطقة برمتها فيما لو تهور رئيس وزراء العدو
الاعتبار الثاني ان المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني في الشرق الاوسط تحديدا قد أنهكت تماما خلال السنوات الماضية بدءا من مسرحية الربيع العربي مرورا" بالزلزال وقبله جائحة كورونا وحرب غزة واخيرا حرب لبنان تزامنا مع ازمة اقتصادية عالمية فجرتها جائحة كورونا ولا تزال اثارها حتى الان.
الاعتبار الثالث ان الدول المانحة وهي غالبا امريكا والغرب وبعض الدول العربية غالبا ما تربط استمرار تمويلها للأنشطة الانسانية بقضايا سياسية كما يحصل في غزة ولبنان وحصل في سورية سابقا .
اليوم تجاوز عدد اللاجئين في غزة المليون ونصف وفي لبنان عدد النازحين يتجاوز المليون وفي حال اندلاع حرب اسرائيلية ايرانية سنكون امام سيناريو مرعب .
مؤكد أن الحرب اذا كانت خارج نطاق السيطرة او بمعنى ادق اذا تجاوز نتنياهو الخطوط الحمر ستكون حرب شاملة في المنطقة من العراق مرورا بسوريا ولبنان وفلسطين.
هذا يعني ملايين النازحين. عشرات الاف الجرحى، احتياجات غذائية مخيمات ..... ولا سيما اننا على ابواب فصل الشتاء
إذا بمعزل عن القضايا السياسية والعسكرية المنطقة تتجه نحو اسوأ كارثة إنسانية عرفتها وسط شح كامل في الموارد لمواجهتها ووسط تجاهل دولي قد يعكس استغلال الازمة للحصول على مكاسب سياسية عجز نتنياهو ومن سبقه على الحصول عليها بالميدان والمواقف الدرامية لبعض المسؤولين اللبنانيين والعرب والتغطية الاعلامية المسيسة التي تحاول شيطنة المقاومة تعكس هذا التوجه وهنا نختم بمفارقة بسيطة حين تحرك مجلس الامن يوم الاثنين وجيش العالم لوصول قذيفة لمقر اليونيفيل بينما لم تهز مشاعرهم صور الاف الاطفال الذن مزقت اجسادهم القذائف!