"ستيليتو" جدل متواصل على مدار 90 حلقة.. ربح الفنانون وخسرت الدراما!

"ستيليتو" جدل متواصل على مدار 90 حلقة.. ربح الفنانون وخسرت الدراما!

متابعة حسن يوسف فخور:

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مع انتهاء عرض الحلقة الأخيرة من "ستيليتو" المأخوذ عن المسلسل التركي "جرائم صغيرة" على كل من MBC4 ومنصة شاهد الثلاثاء الماضي.

وشكّل العمل وجبةً دسمةً للنقد من قبل متابعين ونقاد؛ لجهة ضعف الحبكة وفق رأيهم على مدى 90 حلقة صورتها شركة MBC في تركيا على أنّ أحداث القصة تجري في بيروت، رغم المشاهدات العالية التي حصدها العمل المعرّب، إضافة إلى البزخ المبالغ فيه في الكثير من المشاهد التي ابتعدت عن الواقعية على حد رأيهم!.

وكتبت الصحفية الأردنية بسمة النسور تدوينة انتقدت فيها العمل: "فشل العمل بشكل ذريع في محاولة التشويق من خلال مشاهد طويلة مملّة رتيبة لمحقّقين في جريمة قتل تقع في المجمع"، وقالت: "المؤسف أنَّ ممثلاتٍ بارعاتٍ من وزن كاريس بشار وديمة قندلفت وافقن على المشاركة في عملٍ سطحيٍ تافهٍ لن يضيف إلى مسيرتهن الفنية شيئاً إذا ما اسثنينا الأجر الكبير الذي تقاضينه بحسب مصادرٍ فنيةٍ"، وأضافت: "لم يختلف الأمر بالنسبة للممثلين الرجال من أمثال سامر المصري وقيس الشيخ نجيب ممن لهم بصماتهم في الدراما السورية، ويبدو أنهم ضحّوا بها من أجل السبب المادي ذاته". 

واعتبر الصحفي الفني أحمد الدرع أن نهاية ستيليتو البائسة كما أغلب المسلسل حسب وصفه، تؤكد أن مشاهدات المسلسل والحملة الإعلامية والإعلانية الكبيرة التي سوقت له لم تستطع أن تقنع الجمهور به؛ على الأقل الجمهور النخبوي"، وأضاف في تدوينة أخرى: "هذا المسلسل يؤكد أنَّ أغلب الفنانين ضعيفون جداً أمام عروض المال المغرية، أما الجودة أو الإضافة للتاريخ الفني لم تعد تعني لعددٍ كبيرٍ منهم".

بينما اعتبر الصحفي والكاتب أحمد السح أن نجمات الصف الأول في العالم العربي أدّين في المشاهد الأخيرة من مسلسل ستيليتو أداءً تخجل منه متقدماتٌ إلى امتحان القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية"، مضيفاً: "شاهدت قطعاتٍ أخيرةً بالصدفة؛ لن نتحدث عن إخراج أو نص أو إيقاع؛ نتحدث عن نجماتٍ خبيراتٍ تقاضين مبالغَ طائلةً لأداء معيب بحق مسيرة كلٍ منهن".



تراوحت الأجور المادية لنجوم العمل وفق مواقع صحفية متابِعة بين 400  ألف وتجاوزت 700 ألف دولار.

 

بالمقابل دافعت بعض الأصوات عن واقعية العمل وما احتواه من مشاهد جريئة، وكتب الصحفي الفني جورج درويش في الإطار متسائلاً: "كيف يخلو الواقع العربي من القبل والجنس المحرم والخيانات ونحن نفيض بشوراعنا بكل هذا الألم؟"، وأضاف: "أعمالنا العربية البحتة منذ باب الحارة ترى الفتاة تستيقظ بأنفها المرسوم “بالكونتور” وشفاها المنفوخة ومطلية “باللبستيك” ومسكرتها فوق رموشها الإصطتناعية لتواجه صباح يوم من أيام الإحتلال الفرنسي".

كما دعم بعض الفنانين زملاءهم أبطال العمل بعد أن طالتهم الكثر من الانتقادات، وتوقعت الفنانة السورية شكران مرتجى في تصريحات نقلتها مواقع فنية قبل عدة أسابيع نجاح كبير للعمل، وقالت: "أنا أدرك الجهد المبذول والواضح في هذا العمل، فقد غاب نجومه عن عوائلهم من ثمانية إلى تسعة أشهرٍ"، وعن البزخ في اللباس قالت "مرتجى": هذا نمط اللباس المناسب لمثل هذه الأعمال، وليس بالضرورة أن تقدم كل الأعمال الفائدة للناس؛ يكفي أن تحقق المتعة، والمتعة في النهاية فائدةٌ"، وختمت: "هناك موجةٌ من الدراما المعرّبة قادمةٌ؛ علينا ألا نكون جلادين وننسى تاريخ نجومنا بسبب عملٍ أو شخصيةٍ لم نحبهما".

وسبق للفنان عبد المنعم عمايري أن دافع عن مشاهد القُبَل معتبراً أنه لا مشكلة في حال اقتضت الضرورة الدرامية، مضيفاً: "نحن مع الأسف تغيرنا كثيراً، أصبحنا شعوباً متخلفةً إلى أبعد الحدود".

ويحمل "ستيليتو" معنى الخنجر، وتدور أحداثه حول العلاقات الاجتماعية بين أربعة صديقات تكشفها جريمة قتلٍ؛ يتخللها الكثير من المكر والحقد والخيانة والبزخ غير المبرر؛ الأمر الذي انتقدته "بسمة النسور" رئيسة تحرير مجلة "تايكي" المتخصصة بالإبداع النسوي مستنكرةً: "تتلخّص مقولة العمل في أن النساء كيدهن عظيم، ماكراتٌ سطحياتٌ منشغلاتٌ بتوافه الأمور، لكنهن جميلاتٌ وأنيقاتٌ؛ أظافرهن مطليةٌ وشعورهن مصفّفةٌ حتى وهنَّ مستيقظاتٌ للتو"، وأضافت: "لا يقلُّ مظهر الرجال تكلّفاً من حيث الأناقة المفرطة والشعر واللحى المصبوغة والانشغالات السطحية"، وختمت: "لا يمكن تصنيف العمل في أحسن الأحوال إلا بأنَّه مجرّد إعلانٍ تجاريٍ للبيوت الفاخرة والحدائق الغنّاء والسيارات الفارهة والأزياء الأنيقة ومستحضرات التجميل والإكسسوارات؛ ليس أكثر".

وقام "ستيليتو" على نجومية عددٍ من الأسماء المشاركة فيه مثل: كاريس بشار، ديمة قندلفت، سامر المصري، قيس الشيخ نجيب، بديع أبو شقرا، ندى أبو فرحات، كارلوس عازار، وريتا حرب إلى جانب عددٍ من النجوم الشباب.

يشار إلى أنَّ المسلسل التركي "جرائم صغيرة" المأخوذ عنه "ستيليتو" مأخوذٌ بدوره عن المسلسل الأميركي القصير "أكاذيب كبيرة صغيرة" الذي عُرِض عام 2017، وحصد 16 جائزةٍ  ب 14 حلقةٍ على موسمين.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر