في آخر ظهور لـ رونالدو.. أسود الأطلس حققوا الاعجاز.. وديشامب يتأهب لموقعة المغرب!
عماد الأميري | المشهد
المستحيل ليس مغربياً، هذا العنوان الأبرز لختام مباريات الدور نصف نهائي، أسود الأطلس في المربع الذهبي على حساب البرتغال، بينما مسيرة رونالدو المونديالية تنتهي بالدموع، والفيفا يواسيه بفيديو على موقعه الرسمي.
في الضفة المقابلة الديوك يواصلون الصياح في مونديال 2022، وديشامب يؤكد: المغرب عقبة كبيرة.
النتيجة الرائعة التي حققها منتخب المغرب أمس بعدما أكد علو كعبه في هذا المونديال من خلال الإطاحة بأحلام المنتخب البرتغالي وإرساله إلى المنزل، تماماً كما فعل مع منتخب اسبانيا من قبله، وحتى بلجيكا في الدور الأول.
ما حدث أمر صعب التصديق، إذ لا يمكن مقارنة منخب المغرب مع أي من المنتخبات التي واجهها على الإطلاق عندما نتحدث عن التاريخ والعراقة والنجوم والمنشآت والمرافق والعمل الاحترافي، ولا يوجد أحد يمكنه أن يشكك بأن الأمور في اسبانيا والبرتغال على الأقل ليست أفضل وبأشواط مما هي عليه في المغرب، سواء على مستوى الأندية وبطولة الدوري واللاعبين والنجوم والقيمة السوقية، لكن المغرب مع وليد الركراكي ولاعبين مستعدين لأن يبذلوا أرواحهم داخل الميدان كسروا كل المعادلات والقواعد، مع وجود اللاعب رقم 12 على المدرجات، الجماهير المغربية الرائعة التي كانت تصفر على كل كرة يستلمها لاعب برتغالي وتمنح الدعم الكبير للاعبيها وتشحذ من هممهم.
اليوم المغرب بين الأربعة الكبار في كأس العالم، هذا الإنجاز اهم من إنجاز كوريا الجنوبية في عام 2002، في ذلك الوقت لعب الحكام دوراً كبيراً في إيصال كوريا إلى الدور نصف النهائي على حساب البرتغال وإيطاليا وإسبانيا، لكن منتخب أسود الأطلس يصل عن جدارة واستحقاق.
بالأرقام وليس بالعاطفة: المغرب أصبح أول منتخب افريقي وعربي يصل إلى نهائي كأس العالم، بعد ما حافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات بالمونديال الحالي، أكثر من أي منتخب آخر وأكثر مما فعله في 16 مباراة مونديالية سابقة لعبها بين عامي 1970 و2018.. وأصبح الآن في رصيده سبع مباريات مونديالية لم يتلق فيها أي هدف وهي النسبة الأعلى لمنتخب افريقي بالتساوي مع نيجيريا اللي عندها سبع مباريات أيضاً.
ياسين بونو.. الحارس المغربي الذي خاض مباراته الدولية رقم 50 أصبح أول حارس افريقي يحافظ على نظافة شباكه بـ3 مباريات متتالية في نسخة واحدة من كأس العالم. أما الهدف الوحيد اللي هز شباكه فكان هدف عبر النيران الصديقة.
صاحب الهدف الأغلى، يوسف النصيري صار أكر لاعب بيسجل اهداف للمغرب في تاريخ كؤوس العالم، ونشر صورة فرحته بالهدف الذي سجله على حسابه في انستغرام وكتب: المستحيل ليس مغربياً... سنقاتل من أجلكم ومن أجل أحلامنا إلى آخر رمق! ديما المغرب (يعني الله يديم المغرب)!
أفراح ومسيرات في كثير من المدن العربية والعواصم أوروبية استمرت حتى ساعات الصباح، فرحة غير طبيعية، وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي الذي استلم مهامه بشهر أيلول الفائت فقط قال بالمؤتمر الصحفي: أنا فخور بصمود اللاعبين بدنياً بعد مباراة قوية ضد اسبانيا في ثمن النهائي، الآن نحن أحد أفضل أربعة منتخبات في العالم، ربما نكون الأقل إنفاقاً للمال، ولكنني قلت للاعبين قبل بداية كأس العالم: لا تفكروا أنكم ستغادرون المونديال بعد 3 مباريات، علينا أن نقاتل وعليكم التفكير في الوصول لأبعد نقطة ممكنة.
مقابل الأفراح المغربية كانت هناك نهاية حزينة لنجم الكرة البرتغالية والعالمية كريستيانو رونالدو الذي بدأ المباراة من على مقاعد البدلاء، حلم رونالدو بالتتويج بلقب كأس العالم انتهى بشكل دراماتيكي على يد منتخب المغرب، فكانت الدموع حاضرة بقوة أثناء خروج رونالدو من ملعب المباراة، وغالباً كتب السطر الأخير بمسيرة أحد نجوم الكرة العالمية الذي اكتفى بالوصول للمركز الرابع مونديالياً بأول مشاركة له عام 2006 مع جيل ذهبي في ذلك الوقت، لكن لم يوفق بمساعدة البرتغال لتحقيق إنجاز أفضل.
رونالدو فشل بالتسجيل في جميع مبارياته بالأدوار الإقصائية بكأس العالم (سدد 27 مرة في 570 دقيقة لعبها) وأهدافه الـ8 بكؤوس العالم كلها أتت في دور المجموعات.
الاتحاد الدولي لكرة القدم تعاطف مع رونالدو بالأمس ونشر مقطع فيديو على موقعه الرسمي شكر فيها النجم البرتغالي في30 ثانية على ما قدمه في كؤوس العالم، وتضمن الفيديو لحظات مختلفة من مسيرة النجم البرتغالي اللي بلغ من العمر 37 عاماً في كؤوس عالم سابقة بأصوات العديد من المعلقين وهم يوصفونه: بالعبقري وبأفضل هداف أوروبي في تاريخ كرة القدم العالمية والختام كان مع عبارة شكراً لك كريستيانو على ما قدمته لنا).
مدرب المنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس والذي خاض اللقاء بأصغر تشكيلة وأصغر معدل أعمار للبرتغال بتاريخها في كؤوس العالم (26 سنة و332 يوما) قال بعد المباراة: (أشعر بالحزن وخيبة الأمل، سأناقش مع رئيس الاتحاد ما يخص مستقبلي مع المنتخب ورحيلي وارد، كنا بحاجة لبعض الحظ كي نخرج فائزين ولكن مبروك للمنتخب المغربي، انا لست نادماً على بقاء رونالدو بديلاً في لقاءي سويسرا والمغرب، المنتخب البرتغالي لعب بشكل جيد، ورونالدو شارك عندما احتاجه الفريق.
شريكة رونالدو (جورجينا) كتبت على حسابها في انستغرام عم تهاجم مدرب البرتغال وتخاطب رونالدو بالقول: (لقد أخطأ صديقك ومدربك.. هذا الصديق الذي يحظى دائماً بكلمات الإعجاب والاحترام منك.. لقد لاحظ هذا الشخص كيف تغير أداء منتخب البرتغال بعد مشاركتك بديلاً في الشوط الثاني ولكن بعد فوات الأوان.. لا يمكنك التقليل من شأن أفضل لاعب في العالم، وأقوى سلاح لديك.. لا يمكنني الدفاع عن شخص لا يستحق ذلك، الليلة لم نخسر بل تعلمنا الدرس.
بالمقابل النجمة الكولومبية شاكيرا ظهرت إلى الأضواء للمرة الأولى هذا المونديال، وبعد انفصالها عن النجم الإسباني جيرار بيكيه وكتبت على حسابها في تويتر: (حان الوقت لافريقيا).. على طريقة أغنيتها الشهيرة في مونديال 2010.. وأرفقت التغريدة بالعلم المغربي.. تغريدة شاكيرا نالت أكثر من 440 ألف إعجاب وأعاد نشرها أكثر من 109 آلاف شخص..
المدافع البرتغالي بيبي وضع اللوم على حكم المباراة الأرجنتيني وقال بعد المباراة: شعرنا بغطرسة طاقم التحكيم اليوم، يريدون أن يمنحوا الأرجنتين اللقب، لا يمكنني ان أفهم كيف يمكن لخمسة حكام من الأرجنتين أن يقودوا مباراتنا اليوم، دعونا نرى ما سيحدث؟
المباراة الثانية والأخيرة في الدور ربع النهائي، جمعت بطلين موندياليين سابقين، وانتهت بشكل مثير جداً بفوز فرنسا على إنكلترا للمرة الأولى مونديالياً بنتيجة (2-1) ليواصل منتخب الديوك حملة الدفاع عن لقبه بنجاح.
مباراة مثيرة للغاية تقدمت فيها فرنسا بعد بداية قوية جداً عن طريق تسديدة صاروخية من تشاوميني (لاعب ريال مدريد)، لكن إنكلترا بعد الهدف تسلمت زمام المبادرة وقجمت عرض قوي، ولأول مرة نرى تهديدات على مرمى المنتخب الفرنسي بهذه الطريقة في المونديال الحالي، وهذا الشيء متوقع، أفت المحاولات إلى تعادل من علامة الجزاء سجلها هاري كين.
في الشوط التاني وبوقت يعتبر قاتل تمكنت فرنسا من التقدم بكرة رأسية من أوليفر جيرو واعتقد كتيرين أن المباراة انتهت، لكن الدراما اكتملت مع احتساب الحكم ركلة جزاء تانية لانكلترا بالدقيقة 83 لكن هذه المرة هاري كين أطاح بالكرة فوق المرمى.
منتخب فرنسا بعد هذا الفوز فإنه يصل لنصف النهائي للمرة السابعة بتاريخه، وهي المرة الثانية تمكن أن يفعلها بنسختين متتاليتين بعد جيل الثمانينات عندما تأهل لنصف نهائي المونديال بإسبانيا 82 والمكسيك 86.
بينما خرج منتخب إنكلترا من الدور ربع النهائي للمرة السابعة كأكتر من أي منتخب آخر بتاريه المونديال، وهي المرة الثالثة التي تخسر فيها إنكلترا أمام حامل اللقب وكل مرة في ربع النهائي: أمام الأوروغواي عام 1954 وأمام البرازيل 1962 وبالأمس امام فرنسا.
الهدف اللي سجله جيرو برأسه هو الهدف الرأسي الرابع للديوك بهذا المونديال، منذ عام 1966 لم يتمكن أي فريق من تسجيل أهداف رأسية أكتر بنسخة واحدة بالبطولة إلا فرنسا عام 1998.
الحصيلة التهديفية المرتفعة للمنتخب الإنكليزي بهذا المونديال التي وصلت لـ13 هدف لم تفيده بأن يبتعد أكتر من ربع النهائي، وطبعاً هي أعلى حصيلة تهديفية لمنتخب الأسود الثلاثة في بطولة كبرى (كأس عالم أو يورو).
بالنسبة لهاري كين سجل هدفه الـ53 دولياً بقميص منتخب إنكلترا وعادل واين روني كأفضل هداف في تاريخ منتخب إنكلترا، كين صار أولا لاعب يسجل ويضيع ركلة جزاء في مبارا بكأس العالم (بعيدا عن ركلات الترجيح) منذ ميكائيل بيليك لمنتخب تشيكوسلوفاكيا ضد الولايات المتحدة عام 1990.
حارس مرمى منتخب فرنسا هوغو لوريس لعب مباراته رقم 143 مع منتخب فرنسا وصار أكتر لاعب فرنسي بيرتدي قميص منتخب فرنسا بالتاريخ.
ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا قال بعد المباراة: نظراً لما قدمه منتخب المغرب لا أرى أية مفاجأة فيما وصلوا إليه.. إنهم يستحقون مكانهم في كأس العالم ولديهم فرصة في بلوغ النهائي.. سنواجه منتخباً قوياً وعنيداً.. وهذا الثناء على الجهاز الفني وكذلك على اللاعبين.
أما غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنكلترا فقال بعد المباراة: أدينا ببسالة وشجاعة لكن ليس بالطريقة المثالية للفوز.. المنتخب خسر والكرة الإنكليزية تتجه نحو مزيد من التقدم وقد تم إثبات ذلك الأمر للعالم بأسره.. أصبحنا نملك هوية، والفريق طبق فلسفتي ولم أطلب المزيد.. جئت بشعور الفوز بكأس العالم لكنني اعود خائب خائب الأمل إلى إنكلترا الآن.
مباريات الدور نصف النهائي:
يوم الثلاثاء سا 10 ليلاً: الأرجنتين × كرواتيا
يوم الأربعاء سا 10 ليلاً: المغرب × فرنسا