أزمة الطاقة العالمية وانعكاساتها المحلية

أزمة الطاقة العالمية وانعكاساتها المحلية

أدت تداعيات الأزمة الأوكرانية إلى ارتفاع تكلفة الطاقة الذي  امتد إلى كل ركن من العالم تقريباً حيث تواجه أوروبا أعلى أسعار للطاقة في العالم، بعد أن قللت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1". لذا أصبح التعامل مع الطاقة المهدورة يمثل أولوية بالنسبة للحكومات الأوروبية.

صور الازمة في اوروبا لم نكن لنتخيلها حتى في افلام الخيال العلمي وهي كما وردت على لسان مسؤولين اوروبيين وفي صحافتهم:
 قالت ألمانيا إن المباني العامة والمعالم الأثرية لن تُضاء أثناء الليل بعد الآن، بينما في إسبانيا يجب إطفاء الأنوار في نوافذ المتاجر بعد الساعة العاشرة مساء.
وتعتقد فرنسا أن إجراءاتها يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة. لا تعتمد فرنسا على الغاز الروسي بنفس القدر مثل ألمانيا المجاورة، لأن 42 في المئة من إمداداتها من الطاقة تأتي من الطاقة النووية. لكن موجات الحر والجفاف أثرت على آليات التبريد في العديد من المحطات النووية، وهو ما أجبرها على خفض إنتاجها.
تواجه الصين نوعا مختلفا من أزمة الطاقة. وفي حين أن إمداداتها من النفط والغاز من روسيا لم تتأثر بشكل خطير بسبب الحرب، فقد تعرضت البلاد أيضا للحرارة الشديدة والجفاف، وهو ما تسبب في جفاف الأنهار، وأثر بشكل كبير على قطاع الطاقة الكهرومائية.
في بعض الأماكن، تسبب ارتفاع تكاليف الطاقة في التحول إلى الوقود الأحفوري. ووصلت كمية الفحم التي استوردتها الهند إلى مستويات قياسية في يونيو/حزيران، على الرغم من الخطط السابقة للحكومة لخفض واردات الفحم.
لكن البلدان تبحث عن خيارات أخرى أيضا. وبعد توقف دام 11 عاما في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما، تفكر اليابان في الاستثمار في المحطات النووية وتنشيط المفاعلات الخاملة.
وتشجع دول، مثل جنوب إفريقيا والصين، الشركات والأفراد العاديين على الاستثمار في الطاقة الشمسية على الأسطح، وتضع القواعد وهياكل التسعير للسماح للناس ببيع الطاقة مرة أخرى إلى شبكة الكهرباء
 بشكل عام بدأت معظم الدول المتطورة البحث عن المصادر البديلة للطاقة مدفوعة  قبل الحرب الروسية الاوكرانية بضغط قوى خارجة عن سيطرة الإنسان أبرزها انخفاض إنتاج الوقود الاحفوري والازدياد الكبير لاستهلاك الطاقة في العام والناجم عن النمو الاقتصادي الكبير وجاءت الازمة في أوكرانيا لتفاقم الوضع وتنقله بشكل سريع ككرة اللهب إلى كافة أرجاء المعمورة خاصة الدول الاوروبية التي لم يكن ببال أحد ان تواجه ازمة امدادات كالوقت الحالي.

نحن في سورية اين من الوضع الجديد والمعقد للطاقة؟
سورية تواجه ازمة طاقة معقدة منذ العام 2013 نتيجة سيطرة مجموعات قسد على حقول النفط وقيام المجموعات الارهابية بتدمير اجزاء واسعات من خطوط التوتر ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وما فاقم الوضع سوءا ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الازمة الاوكرانية

صدر مرسوم السيد رئيس الجمهورية المتضمن السماح للمستثمرين في انتاج الكهرباء وتوزيعها عبر المؤسسة العامة لإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية والمرسوم خطوة هامة من شأنه حل ازمة الكهرباء للصناعيين والتجار وسحب ذريعة مهمة منهم لتغطية ارتفاع الاسعار ولكن تبقى الشريحة الواسعة من المواطنين غير القادرين على الاستجرار من القطاع الخاص.

برأيي هناك خيارين:

الخيار الاول تخصيص المحطات الحكومية لتزويد هذه الشريحة بالكهرباء بشكل أفضل بحيث نصل إلى حوالي عشر ساعات وصل متقطعة لا تقل الواحدة منها عن ساعتين ونصف بشكل يتيح للمواطنين تغطية كافة احتياجاتهم المنزلية وتحويل شريحة التجار والصناعيين نحو القطاع الخاص بشكل يخفف العبء عن الشبكة العامة بشكل كبير جدا.

الخيار الثاني: الحصول على قرض ميسر طويل الاجل يمكن معه تركيب طاقة شمسية منزلية ووصلها بالشبكة العامة وتقسيطها على فترة طويلة بحيث يتناسب القسط مع دخل السواد الاعظم من الاسر السورية.

إن من يحلم ان تعود عقارب الساعة للخلف فيما يتعلق بملف الطاقة واهم لاسيما ان الازمة عالمية ونحن هنا نفاضل بين اقل الخيارات سوءا والتي يمكن ان تقدم تحسناً ملموساً للمواطن السوري يخفف من معاناته المستمرة مع الكهرباء والمازوت والغاز وغيرها.                                                                                                         

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني