نهر الفرات الملاذ الوحيد لأبناء محافظة ديرالزور في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء
مالك الجاسم | المشهد
على صفحات عدة وجدت بعض الأصدقاء يشتكي من هذه الأجواء في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة التي تخطت حاجز ٤٦ درجة مئوية في الظل وفي غياب تام لأية نسمة هواء تنعش ولو لثواني قليلة وهذا الحال زاد سوءا مع الإنقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي في محافظة ديرالزور والتي لم يشفع لها هذا الوضع لزيادة ساعات التغذية للتخفيف عنهم ولو قليلا .
ومن جانب آخر فتجد جميع الأسر وقد فضل الجلوس أمام منزله خلال فترة العصر والليل وبعضهم يقضي ساعات طويلة في السهر هربا من الأجواء الحارة في المنزل .
وفي بعض الدوارات فضل عدد من الأطفال السباحة للتخفيف عن هذا الحال أما القسم الأكبر فقد فضل الذهاب للنهر لممارسة السباحة والبقاء لساعات طويلة هربا من المنزل وبالفعل بدا المشهد ملفتا فالمئات من أبناء هذه المحافظة وجدوا في نهر الفرات ضآلتهم فهو الصديق الوحيد الذي يكسر حاجز ارتفاع درجات الحرارة والجلوس على ضفاف هذا النهر يبعث الأجواء اللطيفة والبرودة يضاف لها ممارسة السباحة ومع إن النهر سجل العديد من حالات الغرق خلال الفترة الماضية إلا أن حركة الإقبال لم تقل بل زادت أضعاف ما كنا نتحدث عنه سابقا ومن لا يعرف الأجواء الحارة بديرالزور فما عليه سوا زيارة المحافظة الآن .
عدد ممن التقيناهم كان يمازحنا عندما نسأله عن كيفية التأقلم مع هذا الوضع "حمام بدون ماء " وهذا وصف لكمية التعرق نتيجة الأجواء الحارة .
وعدد آخر كان يوجه سؤال لشركة كهرباء ديرالزور بضرورة وضع الوزارة بالصورة ليكون هناك حل في زيادة ساعات التغذية .
وأخر يقول يا أخي والله كرهت الصيف وبعدين متى تطلع ها المربعانية ويقصدون مربعانية الصيف وحسب كبار السن فإن مربعانية الصيف تنتهي في الخامس من شهر أب يعني بأنها تنتهي اليوم ويصف كبار السن هذه الفترة من الصيف طباخ "العنب والتين" في إشارة منهم إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تساعد على نضوج هذه الثمار .
ولكن هناك خمسينية الصيف وهي عشرة أيام ملحقة بالمربعانية وفي هذه الأيام قد نشهد أجواء حارة كذلك ليبدأ بعدها الجو بالتقلب .
وبالعودة إلى نهر الفرات فلهذا النهر حكايا طويلة وجلسات سمر تربطه مع أبناء ديرالزور وعلى ضفافه يحلو الغناء وكذلك السهر وتناول الشاي وتناول الطعام لذلك يجده أبناء المحافظة الملاذ الوحيد للهروب من هذه الموجة الحارة .