نقص مياه الفرات والحر الشديد يهددان زراعة النخيل في جنوب العراق بالاندثار

نقص مياه الفرات والحر الشديد يهددان زراعة النخيل في جنوب العراق بالاندثار

أخذ علي حسين، مزارع التمر في منطقة الفاو جنوب العراق، يتجول وسط حقل مليء بجذوع أشجار النخيل الميتة، وتذكر الأيام التي كانت فيها أشجار النخيل مثمرة ومصدر دخل مهم للناس في المنطقة.
وقال « هذه كانت كلها أراضٍ جميلة مليئة بالفاكهة مليانة وهذا النخل الجاف الذي يكاد يموت كان كله عامراً وجميلاً ومثمراً».
في جنوب العراق، حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات، اشتهرت شبه جزيرة الفاو يوماً ما بأشجار النخيل والحناء التي ساهمت في جعل العراق أحد أكبر منتجي التمور في العالم.
لكن الفاو، التي تقع على ضفة دلتا شط العرب بالقرب من الخليج، تضررت بشدة بسبب موقعها الذي كان على خطوط المواجهة الأمامية في حرب العراق مع إيران من 1980 إلى 1988.
وذكر قائم مقام قضاء الفاو الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع مزارع التمر قائلاً «مدينة الفاو يوجد فيها من أجود التمور والنخيل في العراق لكن عدم توفر الظروف الملائمة حالت دون عودة المزارعين لذلك بقت الأراضي كما تشاهدون عبارة عن صحراء. نسبة التصحر عالية جداً. أصبحت في قضاء الفاو بحيث إنه معظم الفلاحيين فقدوا الأمل بإعادة الزراعة مره ثانية لعدم توفر المياه. ولكي لا تكون نكبة كانت هناك محاولات في عام 2012 لكن مع كل الأسف عاد المد الملحي والماء المالح ليقضي على كل الآمال مرة أخرى. فهناك مخاوف كبيرة جدا من الفلاحين والمزارعين الموجودين حاليا في قضاء الفاو لكن هناك مخاوف من الزراعة لعدم توفر المياه».
بدأ حسين العمل في أرضه مرة أخرى، لكنه قال إنه يواجه تحديا يتمثل في ندرة المياه وسوء جودتها، فضلا عن الجفاف.
وقال حسين أنه وآخرون يحاولون إحياء زراعة النخيل على شاطئ النهر الذي كان مليئاً باشجار النخيل. وأضاف «لم يكن هناك قصب في الفاو. رجعنا من الحرب وجدنا أراضينا كلها قصب وحلفا والنخل كله ميت. فقط هذا الحوز (قطغة الأرض) فيه كم نخلة».
وحسب بيان نشرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى في 17 يونيو/حزيران، أدى انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات إلى ارتفاع مستويات الملوحة وتدهور جودة المياه.
وجاء في البيان أنه مع تبخر سنوي يصل إلى ثلاثة أمتار وانخفاض منسوب مياه النهر، اقتربت مياه البحر من مصدر المياه في القرنة لتدمر 60 ألف فدان من الأراضي الزراعية و30 ألف شجرة.
وقال حسين أنه يعمل تقطيراً لماء الري لكنه يخاف من الماء المالح الذي يهدد بإضاعة جهود السنين الماضية الهادفة لإحياء زراعة النخيل.
ويعمل حسين، الذي يمتلك أيضاً مطعماً صغيراً، بجد للحفاظ على عشرات من أشجار النخيل، لكنه قلق بشأن المستقبل. ويقول
أنة ينتظر عود ة النخيل النخل لكنه متشائم بسبب الحر الشديد وشُح المياه.
يتسبب الجفاف ودرجات الحرارة الشديدة في جفاف الأراضي الزراعية مما يجعل أجزاء كبيرة من العراق صالحة بالكاد للعيش خلال أشهر الصيف.
وأوضح عبدالعظيم كاظم العيداني مدير قسم النخيل بمديرية زراعة البصرة الأسباب التي أدت لتراجع إنتاج العراق من التمور.
«الحقيقة كان إنتاج التمور مزدهر بالعراق عموماً، وكان العراق المُصدِّر الأول عالمياً، أما حالياَ فهو المُصدِّر رقم سبعة بالعالم. وهذا طبعاً ما جاء من فراغ وإنما نتيجة تدهور في قطاع النخيل من ناحية العدد وأيضا من ناحية النوع. محافظة البصرة هي المحافظة الأسوأ في التدهور بين محافظات العراق بحكم موقعها الجغرافي والحروب الي جرت عليها ووقوعها في مصب نهر دجلة والفرات والمياه الرديئة والمالحة تصل إليها. كل هذا أدى إلى انخفاض كبير من أعداد النخيل وهذا أيضا انعكس على التمور كميتها ونوعيتها».
وسجلت البلاد درجات حرارة قياسية لا تقل عن 52 درجة مئوية في السنوات الأخيرة. 

رويترز

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر