امتحانات الشهادة الثانوية .. كابوس الأسرة السورية

امتحانات الشهادة الثانوية .. كابوس الأسرة السورية

"لا يمكن لورقة امتحانات سخيفة أن تحدد مستقبلي "بهذا القول المأثور لتوماس أديسون نستطيع أن نختصر واقع امتحانات الشهادة الثانوية في سورية. فحصيلة تعب وجهد ثلاثة عشر عاماً يمكن لانزلاقه بسيطة أو انفجار إطار  في وسائل النقل أن يدمرها.


 تعتبر امتحانات شهادة الدراسة الثانوية في سورية كابوساً مرعبا" للعائلات السورية والطلاب وحتى الجهات القائمة عليها وتعد من أقسى الاختبارات على مستوى العالم  نتيجة لمجموعة من الأسباب: 
 

ربط نتائج كافة سني الدراسة باختبار واحد وإهمال بقية الاختبارات التي أجراها طيلة حياته بحيث أن تميز طالب على مدار عشرة أعوام قد تدمره أزمة نقل بسيطة لمدة ساعة مثلاً.

الضغط النفس الرهيب على الطلاب حيث يقول بعض  أولياء الطلاب إن ضغط امتحان الشهادة الثانوية الذي يعانيه أولادهم خلال فترة الفحص يفوق كل حد للوصف .

طرحت بعض التساؤلات من قبل الباحثين والأهالي ونحن ندخل العملية الامتحانية:

    1- لماذا يتم إهمال تقييم كافة سنوات الدراسة السابقة في المعدل النهائي؟ إذا كان السبب المحافظة على النزاهة فالجواب جاهز نفس الأساتذة الذين يقيمون السنوات السابقة هم من يشرفون على العملية الامتحانية, وما الغاية من احتساب العلامات يكفي وصول الطالب لحد معين لاعتباره ناجحاً إلى الصف الأعلى؟


    2- هل يساهم شكل الامتحانات الحالي مع كل التعديلات وإدخال الكاميرات بتحسين جودة التعليم ؟الجواب بالنفي حيث يزداد خوف الطلاب وتوترهم وهذا يخص الطلاب المجدين أما الطلاب الذين ينتظرون وسائل الغش لن يزداد توترهم فليس هناك أي جهد ليضيع.


    3- تم تطوير المناهج التربوية عدة مرات وأدخلت تعديلات جذرية عليها فلماذا لا يتم تطوير جوهر العملية برمته بحيث تشمل العملية الامتحانية ؟

هناك مقترحات لتطوير شكل الامتحانات وإزالة بعبع كابوس الرعب عن كافة أطراف العملية الامتحانية على حد سواء من خلال إدخال مجموعة من التعديلات تتمثل بـ:

بداية يجب إدخال تقييم كافة سني الدراسة إلى محصلة الشهادة الثانوية عن طريق إجراء اختبار سنوي للطلاب يختلف عن الإمتحان النهائي ويكون للمقررات العلمية حصراً وبشكل مؤتمت بحيث نتمكن من إجراء فرز حقيقي للطلاب حسب مستوياتهم ومن ثم توجيه المفاضلة الجامعية بما يتماشى مع هذا الفرز

أيضاً يجب تغيير شكل الامتحان من الامتحان التحريري الذي يعتمد بنسبة كبيرة منه على الحفظ البصم إلى امتحانات مؤتمتة تعتمد على فهم الطالب وإدراكه لمحتوى المادة العلمية . وعبر عدة نماذج متماثلة المستوى لضمان نزاهة الامتحانات.

 

واعتماد ربط الامتحانات بغرفة عمليات في وزارة التربية بحيث يكون انتقاء الأسئلة وتصحيحها مؤتمتاً مع انتقاء أسئلة ضمن نطاق 20 % من إجمالي الاسئلة تكون منتقاة من قبل خبراء مختصين لفرز الطلاب بشكل دقيق ومن ثم اعتماد هذه الأسئلة في مرحلة القبول الجامعي بحيث نضمن انتقاء أفضل الطلاب بدون أي تشويه لمدخلات ومخرجات العملية التعليمية.

أخيراً نقول إن امتحان الشهادة الثانوية هو جسر عبور من الـ 18 سنة الأولى من العمر إلى كافة مراحل الحياة المتبقية وهو اللبنة الأساسية لبناء المجتمع فأي تشوه فيه سيقود إلى تشوه في مخرجات التعليم العالي وبالتالي تشوه في الأجيال التي ستبني الوطن  وهذا يؤكد أهمية التعديل الجذري  لنظام الامتحانات والتقييم نضمن من خلاله المحافظة على نفس سوية الطلاب خلال كافة سنوات الدراسة ما قبل الجامعية والجامعية وتخفيف الضغوط على الأهالي والطلاب على حد سواء بحيث نتمكن من إجراء نقلة نوعية في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.                                                                                                      

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني