"البازلاء والفول" تتمردان على "مونة الشتوية".. الأسعار كاوية والتقنين جائر!!

"البازلاء والفول" تتمردان على "مونة الشتوية".. الأسعار كاوية والتقنين جائر!!

اللاذقية | الحسن سلطانة

سجلت أسعار مادتي (الفول والبازلاء) لهذا العام ارتفاعاً قياسياً، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، حيث تراوح سعر  الكيلو  غرام الواحد  من البازلاء من 3200 ل .س وصولاً إلى ال4000 ل.س ، والمفروط منها بلغ سعر الكليو غرام الواحد مابين 5000 ل.س و 7000 ل.س، وذلك تبعاً لجودة نوعها، أما بالنسبة للفول، فهو الآخر لم يقل سعر الكليو غرام الواحد منه، حتى في نهاية موسمه عن 1500 ل.س إلى  2000 ل.س.

وشهد الاقبال على شراء هاتين المادتين الغذائيتين تراجعاً ملحوظاً، وبالأخص البازلاء، وأصبحتا خارج قائمة "المونة" إذ  اكتفت غالبة الأسر بشرائها بالكيلو غرام الواحد، ولبضع مرات قليلة، بحسب القدرة الشرائية المختلفة ما بين أسرة وأخرى، 

"المشهد" رصدت آراء مختلفة لبعض ربات البيوت، والباعة بمدينة اللاذقية، إزاء هذا الموضوع، نوجزها بالآتي: 


تقول السيدة سميرة غانم - موظفة : انها كانت تخزن سابقاً بحدود 15كيلو غراماً من البازلياء المفروطة، ونحو 20كيلو غراماً من الفول المفروط، ولكن حالياً بسبب الغلاء أولاً لايمكن شراء تلك الكميات، حيث أنها تشتري الكيلو الواحد من البازلياء بسعر4000ل.س وهذه الكمية المحدودة لاتكفي إلا لطبخة واحدة فقط، و ثانياً بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة تقنين طويلة، ما يحول دون أية إمكانية لحفظها، حتى لمن توافرت لديه  القدرة على شرائها،مع أن هنالك حلولاً بديلة بسيطة لحفظها، ومنها طريقة كبسها بالماء المالح ، ولكن هذا الخيار لايلقى قبولاً لدى معظم ربات البيوت لارتفاع أسعارها، والاكتفاء بشراء ماهو ضروري منها فقط، فضلاً عن أن الطريقة الأخيرة في حفظها، هي بدائية وغير مستحبة بطعم مذاقها لدى غالبية الأسر. 

 
السيدة مريم  - ربة منزل : كانت تخزن في السنوات السابقة كمية 10كيلو غرامات من البازلياء، والفول المفرزين كمؤونة للشتاء، لكي تعينها في صنع بعض المأكولات في غير مواسمها، مستفيدة من تفريزها بموسمها لتخفف من وطأة ارتفاع أسعارها لاحقاً، عندما  لا تكون مطروحة في الأسواق إلا عن طريق معلبات الكونسروة، أو يابسة.
ولكن بسبب مضاعفة فترة انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع سعر البازلياء حتى في عز موسمها لهذا العام، فهي تكتفي بشراء كيلو غرام واحد فقط، ما يكفيها لطهي طبخة لمرة واحدة.. أما الفول فسعره مقبول إلى حد ما، ولكن من الصعب تفريزه في الثلاجة أيضاً،  لأنه سيفسد بعد فترة وجيزة من حفظه حتماً، ويتم رميه في حوايا النفايات.    
هذا، و أيدتها بالرأي نفسه السيدة سهام صالح- وهي ربة منزل أيضاً، فقد ابتاعت البازلياء لمرة واحدة فقط، خلال موسم هذا العام ، وذلك نتيجةً لارتفاع سعرها، وانقطاع الكهرباء المتكرر طويلاً، و هي حسب رأيها:  إن مادة البازلياء، أصبحت مادة غير أساسية للغذاء اليومي للأسرة، ويمكن الاستغناء عنها، لأنها صارت ضمن قائمة الرفاهيات!.


وبدوره عبد الله - أحد باعة الخضار والفواكه في منطقة الريجي القديمة باللاذقية، قال: إن حركة بيع الفول و البازلياء خفيفة جداً لموسم هذا العام، ويتم البيع بالكيلو غرام الواحد لهما،  وأما الكميات المفروطة من البازلياء على قلتها، فهي لاتلقى رواجاً لشرائها غالباً، لارتفاع سعرها من جهة، ولكون واقع حال الكهرباء سيء من جهة أخرى، وهذا الوضع لايساعد على تفريزها بالثلاجات، كما جرت العادة في السنوات السابقة.


موفق - بائع بازلياء على البسطة في السوق الشعبي بالريجي القديمة، وصف حركة شرائها  بأنها كانت قليلة لهذا الموسم، وذلك بسبب غلاء سعرها، طوال فترة موسمها، منذ بدايته وحتى اقتراب نهايته، إضافة إلى أنه  لايوجد تيار كهربائي اغلب الأوقات، لكي يتشجع بعض المستهلكين على شراء حاجتهم منها بقصد عملية حفظها في ثلاجات برادات بيوتهم.   

 إشارة أخيرة : 
ونشير أخيراً إلى أن مادتي الفول والبازلياء، كانتا من المواد الغذائية الأساسية، التي يتم الإقبال اللافت عليهما في موسميهما، وعند بلوغ ذروة انتاجهما تنشط حركة شرائهما لغاية تفريزهما و استهلاكهما عند الحاجة لهما مؤونةً للأسرة في الفصول الأخرى.

لكن في الحقيقة، تغيرت الصورة كثيراً عن الماضي، فليست هناك إمكانية متاحة سواءً للشراء في مواسمهما بسبب غلاء أسعارهما حتى في أيام القطاف الأخيرة ، وتالياً لعدم استقرار التيار الكهربائي غالباً، ما أدى لخروجهما من قائمة المواد الغذائية الضروري الحصول على فوائدها الصحية المتنوعة، ما جعل الأغلبية تستبدلهما نسبياً بما هو أكثر ضرورة من أنواع الحبوب والبقوليات أو الخضار الأخرى، لتدخل بذلك البازلياء على وجه الخصوص، ضمن قائمة مواد الرفاهيات، و عندئذ يمكن للكثيرين الاكتفاء بالقليل جداً منها، وربما الاستغناء عنها نهائياً إلى حد كبير، عبر بدائل غذائية استهلاكية أخرى، ولو كان ذلك بشكل قليل أيضاً، نظراً لضيق الأحوال عند اغلب الناس!.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر