اقتصاديات الطاقات المتجددة في سورية .. وداعاً لعصر الطاقة الأحفورية والنفط الرخيص

اقتصاديات الطاقات المتجددة في سورية .. وداعاً لعصر الطاقة الأحفورية والنفط الرخيص

تعتبر الطاقة التقليدية (الأحفورية بأشكالها) محدودة إذا ما قيست بالطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح فبالنسبة للطاقة الشمسية تزيد/15000/مرة عن مجمل الاستهلاك العام للطاقة في العالم .

 

وقد اهتمت الدول الغربية بالطاقات المتجددة وخاصة الشمسية من خلال وضع برنامج لتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية أملاً في أن تحل مستقبلاً مكان النفط، لكن اهتمام دول غرب أوروبا واليابان بالطاقة الشمسية كان محدوداً مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أنفقت في عام 1976 حوالي 100 مليون دولار على  الطاقة الشمسية لوحدها وقد زاد الاهتمام بالطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة مع ارتفاع أسعار النفط والحاجة إلى مصادر دائمة ومتجددة للطاقة لمواجهة الطلب العالمي المتزايد واليوم مع أزمة الطاقة المرافقة للحرب الأوكرانية وأزمة الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا تتفاقم الامور سوءً مع معلومات قد تكون أقرب إلى الخيال لكن لابد من التوقف عندها.

 

دراسات تقول ان تعداد البشرية يفوق حجم الموارد المتاحة بكثير وهذا سيهدد الاستقرار العالمي برمته

 

دراسات أخرى تقول أن جائحة كورونا وربما تليها جوائح أخرى مفتعلة الهدف منها تخفيض عدد سكان العالم للوصول إلى العدد المفيد

 

السؤال: ما يهمنا نحن في سورية أين من هذا كله؟

 

بداية هناك حقائق لابد من الاعتراف بها والحكومة يجب أن تعلنها صراحة :

 

أولاً: من يحلم بالعودة بالزمن إلى الوراء بالنسبة للمازوت والبنزين والكهرباء واهم فما من دولة في العالم بما فيها الاقتصاديات العشر أو مجموعة الدول الصناعية الكبرى قادرة على تقديم الطاقة بالشكل الذي كانت تقدمه الحكومة السورية سابقاً.

 

ثانياً: لايمكن الانتقال إلى الطاقات المتجددة وفق السياسات المتبعة حالياً فكلفة الطاقة الشمسية لتشغيل منزل كامل حوالي عشرة ملايين ليرة سورية والمواطنون بالغالب بعد سنوات الحرب وانخفاض الدخل لايملكون هذه القيمة .

 

ثالثاً: إن استخدام الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية في سورية يعتبر خياراً اقتصاديا من الدرجة الأولى كونه يحقق تخفيض استهلاك المازوت المستخدم للتدفئة وتسخين المياه في المنازل .و تخفيض استهلاك الفيول والغاز في محطات الطاقة الكهربائية .وتخفيض وحدات التلوث الناجمة عن احتراق المازوت والفيول المستخدمين للتدفئة وتوليد الطاقة الكهربائية.

 

رابعاً: أدى تفاقم مشكلة الكهرباء خلال الفترة الماضية إلى حالة شبه شلل في كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية كما أن ارتفاع أسعار المازوت في الأسواق السوداء قضى على أي بصيص أمل لتجاوز  الشلل الصناعي والخدمي والنقل.

 

السؤال: هل يمكن الانتقال إلى الطاقة الشمسية في ظل شح الموارد لدى الحكومة والأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها المواطنون؟

 

الجواب : الحل الوحيد عبر قيام الحكومة بالحصول على قرض ميسر طويل الأجل من البلدان الصديقة والبدء باعتماد إجراءات سريعة لتركيب سخانات ووشائع شمسية في المنازل مع ربطها بالشبكة العامة وتقسيطها للمواطنين لعشرين عاما مثلاً وهنا نحقق فوائد مزدوجة للجميع فالمواطن سيحقق استهلاكه كاملاً بكلفة مخفضة مع تخفيض استهلاك الغاز والمازوت إلى أضيق الحدود وبالتالي تحرير جزء من دخله والحكومة ستحرر جزء من الفيول المخصص للكهرباء باتجاه التصدير أو التكرير كما ستخفف الضغط على محطات توليد الطاقة الكهربائية ودون ذلك أي خطط للوصول إلى الطاقات المتجددة لن تجد طريقها للتنفيذ ضمن المعطيات القائمة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني