يا بائع النصيب .. "الأمل كبير والحظ قريب بعيد"!!

يا بائع النصيب .. "الأمل كبير والحظ قريب بعيد"!!

ميساء رزق | المشهد

يجوبون الشوارع ويفترشون ببسطاتهم الأرصفة بأيدٍ ممدودة بأوراق تداعب المخيلة برزم المال المخبأة بتطابق الأرقام لتعلن الربح، إنهم بائعو أوراق اليانصيب الذين تسمعهم ينادون: يلا عالملايين ...

كم تخيلت وأنا طفلة صغيرة أن أكون بائعة يانصيب لظنّي أن بائع اليانصيب يستطيع أن يربح جائزة كل ثلاثاء، لأجرّب حظي عدة مرات بعد أن كبرت ويرتفع مع كل رقم معدل الأدرينالين في دمي وتزداد دقات قلبي مع كل رقم يدور ضمن الدولاب ولتكتمل سعادتي بربح ثمن نصف بطاقتي "وكفاها الله"، لأخسر في كل مرة تلتها، ويفرح غيري ممن ربح بالملايين.

لطالما استغربت مسألة توزيع الأرزاق لأرضى بما قُسم لي ولأهجر اليانصيب فقلبي لم يعد يحتمل تسلسل الأرقام مستثنياً أرقامي، ومع ذلك تسعدني رؤية بائعي اليانصيب الذين أصدفهم بشكل يومي، ومنهم العم الستيني "أبو رائد" الذي قال: أبيع اليانصيب منذ ٢٢ عاماً.. أدعي لكل من يشتري أن يربح فكل واحد منهم يمنّي نفسه بالربح، و أضاف ضاحكاً: أغلبهم يَعِدُني (بالحلوان) إذا ربح.. منهم من وعد وربح وعاد بالحلوان وأغلبهم وعدوا وهربوا بما ربحوا.. لقد ربحت أربع مرات فلبائع اليانصيب أيضاً حصته من النصيب، وكان الربح مرتين ٢٥ ألف ليرة ومرتين ٥٠ ألف ليرة..

وختم العم "أبو رائد" بقوله: "أتمنى أن يربح كل من يسحب يانصيب بس بالآخر الشغلة حظ ونصيب وسبحان موزع الأرزاق".

بدوره بائع اليانصيب "ماهر" قال: أبيع الأمل على شكل أوراق يانصيب فكل من يشتري ورقة يرى الربح فقط ويأمل بالجائزة الكبرى التي هي منقذه الوحيد ومحقق أحلامه.. بعضهم يأتي ويطلب أرقاماً معينة لأنه يتفاءل بها أو كتاريخ ميلاد شخص عزيز عليهم أو حتى رآها في المنام .. منهم من يربح ولو سعر البطاقة ويفرح بذلك وأغلبهم لا يربحون ويستمرون بشراء اليانصيب على أمل الربح.. بالمحصلة هناك أناس اليانصيب عندها "سوسة" ولا تستطيع الاستغناء عنها.

وعند أحد البسطات كان المهندس سامر يمسك بدفتر اليانصيب ينتقي ورقة يعجبه رقمها ليشتريها وليجيب على سؤالي عن رأيه بفكرة اليانصيب قائلاً: بطاقة اليانصيب خيط أمل.. أشتريه كل أسبوع، هي القشة التي يتعلق بها غريق.. ومنذ وقت طويل مازلت أشتري ومازلت لا أربح.. لكن من يدري ربما يبتسم الحظ ذات يوم.. وربما لن يبتسم، المهم مازلت أحاول وسأبقى.

أما شعيب -وهو موظف حكومي من معارفي- سألته عن تجربته مع اليانصيب لعلمي السابق بها، فقال: كنت دائماً أتحدث مع نفسي وأقول: هل من الممكن أن أكون من رابحي جائزة اليانصيب، هذه الورقة التي يبني الكثير عليها الآمال الوردية، وأتخيل بأني قد ربحت الجائزة الكبرى والتي جذبتها إلي بالفعل وتم الأمر وربحتها عام ٢٠٠٥ وكانت قيمة حصتي بنصفها ٣ ملايين ليرة، وكان لهذا المبلغ وقتها الأثر الإيجابي على تغيير حياتي للأفضل.

بات ربح ورقة يانصيب هو القشة التي يتعلق بها كل من يشتريها ويحلم ويحلم بثروة ساقها القدر بترتيب أرقام الدواليب بتسلسل رقم ورقته، لتعود دواليب الحظ تدور وتدور كل أسبوع بأحلام تُرسم، علّ العجلات تقف وتعلن تحقق الأمل للبعض، أو العودة لبائع اليانصيب للأغلبية على الأمل الكبير بالربح وبذلك الحظ القريب البعيد، ولسان حال كل من اشترى ورقة يانصيب يقول: "يا دواليب الحظ دروي وهدّي عالنمرة"، ونحن -جميعاً- للأسف نحتاح أن تهدي الدواليب على "نِمَرنا"، -جميعاً يعني جميعاً- فأين أنت يا بائع النصيب؟

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر