خالد جمعة ... من رحم الإعاقة يرسم حياةً جديدة

خالد جمعة ... من رحم الإعاقة يرسم حياةً جديدة

ديرالزور – مالك الجاسم 

عندما نتحدث عن الإعاقة بحد ذاتها فتلك لها خصوصية ، كونها تحمل الطابع الإنساني لما لها من ظروف محيطة .

 خالد جمعة أديب ، شاعر ، صحفي ، وضعته ظروفه الصحية في رحم الإعاقة ، والتي أصبحت جزءاً من تكوينه مع شعره وكلماته وعمله الصحفي .

التقيناه ، وتركنا له الحديث بحرية دون أن نسأله ، وهل يسال الصحفي ؟! ليسترسل بحديثه عن تفاصيل عميقة في حياته ، وإعاقته التي لم يخجل منها يوماً .

يقول : هناك من يستثقل كلمة معاق ! ولكن ، بالنسبة لي هذا هو الواقع.

 دائماً كنت أقول وما أزال: إن الإعاقة هي إعاقة الأخلاق ، إعاقة التعامل مع الآخرين ، إعاقة التفكير.  

طوعت إعاقتي بما يخدم حياتي ، ويخدم ظروفي ، وكان لتصالحي مع داخلي ومع ما أصابني الدور الكبير في تجاوز أية صعوبة تعتريني .

استطعت أن أتابع عملي الصحفي الذي أعشقه ، وأن أبقى على رأس مشروعي الأدبي الذي بدأته منذ عقدين. 

ويضيف جمعة : هناك مساحة واسعة أفردها لوضعي عموماً ، مرضي من النوع النادر يصيب الأطراف وبسببه فقدت أكثر من 70 بالمئة من أطرافي . 

فقدت يدي اليسرى وقدمي اليسرى من تحت الركبة ، حيث تم تركيب طرف لها ، وأصابع يدي اليمنى ، وبعض أصابع قدمي اليمنى ، كل ذلك الذي فقدته دائماً أجد البديل له ، صدقاً لم أتضايق يوماً من وضعي الصحي ودائماً في حالة حمد وشكر لله. 

الاستسلام بحد ذاته يعطي شعوراً باليأس ، ومع هذا لم أعرف الاستسلام ، ما أزال أتابع طريقي ، ففي رصيدي الأدبي مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان : وتبقى الأغصان ، والثانية تحمل عنوان : هكذا غنى الفرات ، ورواية ماتزال مخطوط تحمل عنوان أوراق .

ويتابع : هناك من يقول: إن خالد جمعة تحدى الإعاقة ، وهذا الكلام صحيح ، حتى وأنت سليم يجب أن تتكيف مع ظروفك المحيطة ، سواء أكانت صحية أم عائلية أم مجتمعية ؟ فلا يمكن لك أن تنأى بنفسك عن كل ذلك ، وتعتزل الناس بسبب ما أصابك بل ، فعليك الاستمرار ، لأن الاستمرار هو أكبر قيمة يعرفها الإنسان ، قيمة أنك موجود تعطي ذاك الشعور الذي يفوق أي شيء .

ما أكتبه هو جزء مني ، يعبر عنّي ، عن شخصيتي ورؤاي ، فلذلك تتسع تلك الرؤى بمجال الكتابة ، وهي بالتالي تفريغ لشحنة شعورية داخلي ، تذهب شعراً أو نثراً حسب مقتضيات موضوعها ، هي بصمتي التي فقدتها فعلياً في ذلك العالم الجميل ، عالم الكتابة. 

المساحة التي وجدها المعري ، وبشار بن برد ، وطه حسين وجدتها في نفسي ، والذين كان لهم قصب السبق في إثبات أن الإعاقة لا تثني عن الإبداع.  

عندما تدرك كل ذلك سيكون لديك صباح تتجدد به ، بل تجدده على طريقتك ، فالإنسان هو الذي يصنع الصباح كما صنع الآلة ، الإنسان هو من سيطر على قوى الطبيعة ، من هنا يأتي التجديد المستمر .

وينهي حديثه : باختصار أنا مع إعاقتي ، أصنع صباحي ومسائي وأجددهما برغم كل الظروف المحيطة بي .

علاقتي مع الآخرين مفتوحة جداً ، وبخاصة مع من هم حولي ، قريب أو صديق ، علاقة اتسمت بعمق التفهم ، فعندما امتد برؤيتي بأني كذلك ، هم يمنحوني ثقة زائدة بنفسي ، ذلك ما عزز ثقتي بنفسي .

في سطور ...

خالد جمعة الحسين من مواليد دير الزور 1970

- خريج معهد إعداد المدرسين قسم اللغة العربية 1992

- جائزة اتحاد الكتاب العرب بدير الزور للقصة القصيرة 2007

- جائزة مديرة الثقافة بدير الزور جائزة الأديب سعد صائب 2010

- جائزة مديرية الثقافة ( أيام الحصار ) للقصة القصيرة 2019 

- شارك بالعديد من المهرجانات الأدبية والثقافية

- مشرف الصفحة الثقافية في صحيفة الفرات  

- عضو هيئة تحرير مجلة واحة الفرات التي صدرت عن مديرية الثقافة بدير الزور.

- أمين تحرير الشؤون الثقافية بمجلة منارة الفرات.

- أمين تحرير مجلة صدى التربية التي صدرت عن مديرية التربية بدير الزور.

- عضو لجنة التمكين للغة العربية بمحافظة دير الزور.

- مدير المكتب الصحفي بمديرية الثقافة بدير الزور 

- كتب بالعديد من الدوريات الثقافية المحلية والسورية والعربية .

- صدر له مجموعة شعرية وتبقى الأغصان وأخرى بعنوان هكذا غنى الفرات 

- قيد الطبع رواية بعنوان : أوراق 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر