لن نشتري الحلويات هذا العيد بل سنتحلى بالصبر!..

لن نشتري الحلويات هذا العيد بل سنتحلى بالصبر!..

تحقيقات 

دمشق - محمد الحلبي

لم تعد الحلويات بالنسبة للمواطن السوري من الكماليات.. بل غدت من المحرّمات بعد أن وصلت أسعارها إلى أرقام خياليّة، لم يكن أشد المتشآئمين يتصورها أو يتوقعها.. فقد عانت صناعة الحلويات بشكل عام والشرقية بشكل خاص من معوقاتٍ كبيرة جعلت العديد من أرباب هذه المهنة يقومون بإغلاق معاملهم ومحالهم عندما عزف المواطنون عن شراء هذه السلعة.. حيث أشار بعض أرباب مهنة صناعة الحلويات أنّه لايمكن إستخدام مواد أوّلية ذات نوعيات عاديّة، لأن ذلك سيغير من نكهة الحلويات التي اعتاد الناس عليها، وبالتالي سيعزف الناس عن شرائها لسوء طعمها، فهم أصبحو بين خيارين أحلاهما مرَّ..

أرقام فلكيّة:

وصلت أسعار الحلويات هذا العام إلى أرقام فلكية كما أسلفنا، حيث وصل سعر كيلو المبرومة مثلاً إلى 80 ألف ليرة سورية في بعض المحال، ومثلها الآسية والكول وشكور والمعمول بالفستق.. بينما وصل سعر بما كان يوصف بحلو الفقراء(البرازق والغريبة والعجوة) إلى 30 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد..
وطبعاً هذه الأسعار للأصناف الممتازة، فيما تصل أسعار هذه الحلويات إلى النصف تقريباً للأنواع العادية المصنوعة من السمن النباتي.. وبات راتب الموظف الشهري لايستطيع شراء كيلو واحد من الحلويات.. ولهذا قلنا أنّ الحلويات أصبحت من المحرّمات..

أسباب ومسبّبات:

المطّلع على مكونات المواد الأوّلية وأسعارها الداخلة في صناعة الحلويات سيقول _إن عرف السبب بطل العجب_ فالمكون الأوّل لهذه الصناعة هو الفستق والسمنة..
فقد وصل سعر كيلو الفستق إلى أكثر من 60 ألف ليرة سوريّة، وهناك نوعيات وضل سعرها إلى 80 ألف ليرة سوريّة، أما كيلو السمن البقري فوصل سعر الكيلو إلى40 ألف ليرة سوريّة_سمن بقري مستورد وليس محلّي_ أمّا بالنسبة لموارد الطاقة فكلنا يعلم أن سعر ليتر المازوت في السوق السوداء قد وصل إلى أكثر من 3000 ل.س، ناهيكم عن أجرة اليد العاملة في هذه الصناعة.. والتي تحتاج إلى العديد من العمال، فلكل مرحلة من مراحل تصنيع الحلويات لها مختص، فهناك عامل لفتح العجين وعامل للفرن وعامل للنواشف (البرازق والغريبة والعجوة والمعمول) ما يزيد من كلف انتاجها..
مع إقتراب العيد: 
العديد من الأسر ستعود كما كان أجدادنا يفعلون، حيث كانوا يصنعون الحلويات في منازلهم، وطبعاً ستكون الأصناف المصنوعة بعيدة عن المكونات غالية الثمن كالفستق والجوز، ويكتفي الناس بالعجوة والنانرج وجوز الهند لحفظ ماء الوجه أمام زوارهم، وحتى أسعار البوظة ارتفعت بشكل مضاعف عن العام الماضي حتى وصل سعر كيلو البوظة الجيّد إلى 40 ألف ليرة سوريّة، أما حماية المستهلك فستكتفي بمراقبة الأسواق وحركة البيع بعد أن ألزمت منتجي الحلويات العربيّة والإفرنجيّة المصنوعة بالسمن الحيواني أو النباتي_نوع أوّل_ بإعداد  بيان تكلفة وإيداعه في مديرية الأسعار، على أن تكون التكلفة واقعيّة..

ماذا قال أرباب المهنة؟

العديد من مصنعي الحلويات قالوا للمشهد أن صناعتهم أصبحت في خطر، فالعديد من العمال توقفوا عن العمل وغيروا مصالحهم، وأضافوا أنه لايمكن طرح خيار للمواطن بين كيلو لحمة وكيلو حلويات، فمن المؤكد أنّه سيختار الخيار الأوّل، وهذا مايجعلهم يفكرون جديّاً بتغيير مهنهم، فحتّى الطبقة الغنية باتت تقتصد بشراء الحلويات ولم تعد كما ذي قبل..

ختاماً

بقي لنا أن نذكر أن الحلويات الشرقية أحد أبرز ما يميز مدينة دمشق بأصالتها وعراقتها، ويكفيها فخراً أنها نقلت هذه الصناعة إلى جميع دول العالم، ولكم نتمنى أن تعود تلك الأيام الجميلة عندما كانت البيوت الدمشقية تزخم  بأنواع الحلويات على مدار العام وخصوصاً في الأعياد..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر