“سوق رمضان الخيري“... دكان الحارة أرخص!

“سوق رمضان الخيري“... دكان الحارة أرخص!

مجد المحيميد - زينب العيسى

"سوق رمضان الخيري“ فعالية تقيمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع محافظة دمشق وغرفتي الصناعة والتجارة في دمشق وريفها في مدينة المعارض القديمة بدمشق في شهر رمضان المبارك، تجمع هذه الفعالية عدداً كبيراً من الشركات الغذائية والتجارية بهدف تغطية الطلب المحلي المتزايد على المنتجات الغذائية والألبسة وخفض التكلفة على المستهلكين في ظل تراجع قدرتهم الشرائية وسط أزمة اقتصادية خانقة .

ورأى المشهد بعد جولته ضمن هذه الفعالية ورصده لآراء الناس أن هذا السوق له وقعه الخاص على قلب المواطن السوري وعلى جيوبه التي أفرغتها سنوات الحرب المتعاقبة بعد أن نالت من صبره على حلول مؤقتة، من الحرب إلى قيصر مروراً بتجار لا تشبع وصولاً إلى معرض لشهر واحد وكأن الفقر وضيق الحال لشهر واحد فقط. 

وخلال الجولة انقسمت آراء المواطنين وتفاوتت وجهات نظرهم حيث تحدثت منال وهي متقاعدة للمشهد بعد قيامها بجولة في المعرض.. هناك فرق في الأسعار حيث يصل التخفيض إلى الألف والألف وخمسمئة ليرة سورية والنوعية جيدة وكان تعامل الباعة المروجين للمنتج جيداً حتى المنظفات والشامبوهات كلها موجودة وبأسعار مخفضة. 

أما مروة ورشا وهما طالبتان جامعيتان كان لهما رأي آخر... هذه الزيارة الثانية لنا للمعرض ووجدنا أن الأسعار مقبولة نوعاً ما فالتخفيض بين ٢٠٠ و٣٠٠ ليرة سورية عن سعرها خارج المعرض فقط لا غير أما بالنسبة للجودة فهي نفسها تقريباً ولكن ليس هناك فرق كبير في الأسعار.

وكان للمشهد وقفة مع الزوجين أنس وهبة اللذين تحدثا للمشهد وكان لهما رأيهما بالمعرض... هناك عروض مختلفة والأسعار مخفضة نوعاً ما ولكن موضوع الجودة شيء آخر فهو سوق شعبي فالألبسة شعبية جداً وليس هناك شركات معروفة وبالرغم من ذلك فأسعارها ليست مخفضة لتتلاءم مع نوعيتها ولكن وجدنا أن هذا المعرض بما أنه يقام من الصباح حتى المساء فيجب أن يكون مغطّى من أشعة الشمس الحارقة التي تتعب الصائمين فهذا أمر مهم كي يساعد الناس على التسوق أكثر بدلاً من الهرب سريعاً إلى المنزل. 

وهنا كان لحسن الذي يعمل في شركة خاصة رأيه الذي تحدث به للمشهد حيث قال.. إن نسبة التخفيض تتراوح ما بين ال١٥ إلى ٢٥ بالمئة لذلك مقارنة مع تكلفة المواصلات فإن التخفيض يصبح غير مجدٍ وهذا يجعلني أسأل نفسي هل هناك ما يستحق عناء الوصول لهذا المعرض، هذا غير أنني أجد نفسي مجبراً بعروض لا تناسبني فالبعض لديه عروض على كميات كبيرة فقط أكثر من التي أحتاجها لمنزلي فإذا كنت أسعى وراء التخفيض فأنا مجبر بشراء كميات كبيرة، فمثلاً عليّ أن أشتري كيسين كبار لأحصل على كيس صغير مجاني ولكني لا أستهلك هذه الكميات لذلك لن أشتريها إضافة إلى موضوع التكلفة المادية الكبيرة، لكي أشتري كمية معينة من المواد علي أن أدفع تقريباً مئة ألف ليرة سورية عليها تخفيض رمزي وهو أساساً مبلغ لا أستطيع تأمينه لذلك وجدت أنّ شراء مستلزماتي من دكان الحارة قرب المنزل بكميات تناسبني وبأسعار مقبولة أجدى من عناء الوصول للمعرض. 

أما الشاب محمد وهو طالب جامعي قال... وجدت الأسعار عادية ولا تختلف عن خارج المعرض فالفرق بسيط، الشركات استغلت موضوع رمضان والمعرض الخيري لمصلحتها الخاصة وهي الترويج والتسويق لمنتجاتها، وعلى الرغم من أن المواطن في وضع حرج مادياً إلا أن هذا المعرض يخدم الشركات أكثر من المواطن. 

ومن جهتها أشارت المواطنة رولا بعد زيارتها الثالثة لسوق رمضان الخيري وهي تملك مشروعها الخاص إلى أن الأسعار أرخص من الخارج والجودة جيدة ونوهت بأنها تشجّع على وجود مثل هذه المبادرات على مدار العام.

ولفتت المواطنة منال وهي ربة منزل أن الأسعار ضمن المعرض غير رخيصة ولا تناسب دخل المواطن والفرق بالسعر بسيط ولا يتجاوز ال ٥٠٠ ليرة سورية فقط.

وكذلك أشار المواطن مصطفى وهو موظف في إحدى قطاعات الدولة إلى النقطة نفسها وهي أن فروق الأسعار بسيطة ولا تتجاوز ال٥٠٠ ليرة سورية، فسعر صحن البيض ضمن المعرض ٥٨٠٠ ل. س في حين سعره ضمن الأسواق ٦٠٠٠ ل. س مشيراً إلى أن صحن البيض الموجود بالسوق خارج المعرض كجودة ونوعية أفضل من الموجود داخل المعرض.

زائرة أخرى للمعرض قالت...  من يريد شراء منتج بشكل "مفرق" فالاختلاف بالسعر يكاد لا يذكر بينما من يشتري كميات كبيرة هو من سيشعر بهذه التخفيضات.

وتحدث للمشهد عبد الله وهو موظف حكومي بأن زياراته للمعرض كانت غير موفقة حيث قال: هدف زيارتي هو الدجاج وصدمت عندما علمت أن سعر "وردة الدجاج" أرخص ب ٥٠٠ ليرة سورية فقط عن الخارج في حين أني دفعت مبلغاً أكبر من هذا التخفيض على المواصلات لأصل إلى المعرض وبالمقابل وجدت أن سعر ٤ ليترات زيت ضمن المعرض ٢٨٠٠٠ل.س بينما سعره بالخارج ٣٤٠٠٠ل.س وهو فرق جيد على حد تعبيره.

وكذلك رصد المشهد آراء وحديث بعض المشاركين في هذا المعرض، فالسيد عماد وهو المسوق والمسؤول عن جناح مواد غذائية تحدث للمشهد بشكل موسع عن المعرض وبدأ حديثه بالقول.. إن المعرض كان مناسباً من حيث الموقع والتصميم والديكور والترتيب ولقد فوجئت بدرجة تنظيمه والنقطة المميزة والمهمة هي أن القائمين على المعرض لا يتقاضون أجراً منهم كمشاركين، ولكن بالمقابل المطلوب منهم هو البيع بسعر التكلفة فقط وهذا يتم بإشراف لجان متابعة يومياً يسيرها القائمون على إدارة المعرض ومنهم السيد طلال قلعجي وذلك لمراقبة ضبط الأسعار وتسجيلها ومتابعتها وفي حال وجود شركات لا تلتزم بالأسعار المحددة يتم إيقافها مباشرة.

وعند سؤال المشهد عن أسباب التخفيضات وأهدافها بالنسبة للمشاركين أجاب عماد.. إنّ أسباب التخفيضات هي لمصلحة المواطن بعد ارتفاع الأسعار الذي شهدته البلاد نتيجة الأزمة الاقتصادية والحصار الغربي المفروض على سورية.

أما بالنسبة لأهداف المشاركين قال السيد عماد... إنهم كشركات مشاركة لا تعود هذه المعارض عليهم بأي فائدة سوى الترويج لبضاعتهم أما الأرباح لا توجد أبداً وفق قوله.

ولدى سؤاله عن إمكانية وجود هذه التخفيضات على منتجاتهم بشكل دائم بعد انتهاء المعرض أجاب.. إنه أمر مستحيل لأننا نخفض الأسعار ونقدّم عروضاً مختلفة حيث نبيع خمسة أكياس رز مضافاً إليها مبلغاً وقدره ١٥٠٠ ل. س كهدية بينما خارج المعرض لا توجد هذه الإمكانية .

وأضاف أيضاً.. من الممكن تكرار هذه العروض وذلك من خلال التنسيق مع القائمين بالوزارات المعنية وأصحاب الشركات.

وعند سؤاله عن الإقبال الشعبي على شراء المنتجات قال عماد... إن الإقبال كبير خلال الصباح والمساء وخصوصاً أن جناحهم يقوم ببيع مواد غذائية أساسية كالزيت والسمنة.... الخ.

أما بالنسبة للسلبيات التي لاحظوها هم كمشاركين قال عماد... إنّ فترة الدوام طويلة وليس هناك تنسيق بشكل جيد من قبل الإدارة بالنسبة لهذا الأمر فالدوام يبدأ من الساعة الواحدة ظهراً حتى السادسة، ومساءً ومن الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الواحدة ليلاً. 

ومن جهته تحدث مسوق للمعكرونة للمشهد قائلاً.. الإقبال جيد والعروض التي نقدمها تناسب شرائح مختلفة وخاصة أن هذا المعرض في شهر رمضان مع ظروف صعبة يعيشها المواطن السوري حيث إن وزارة الأوقاف أقامت هذا المعرض رأفة بحال العباد فعروضنا على كل كيسين كبار كيس صغير مجاني.

وعند تجولنا في المعرض تحدثنا أيضاً لمسوق لشركة بسكويت قال... التخفيض ١٥ بالمئة وليس هناك إمكانية ليكون هذا الأمر دائماً فهو فقط أمر خيري بسبب شهر رمضان.

إلى متى يبقى المواطن السوري يرهن حياته بحلول مؤقتة.. إلى متى تبقى مصلحة التاجر هي الأولى.. إلى متى ينتظر هذا الشعب فتات الأغنياء ليحيا حياة "كريمة".. أسئلة تضرب قلب المواطن السوري وجيبه... فهل من يسمع أو يجيب؟

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر