تعب المشوار وتعبت معه الخطوات!

تعب المشوار وتعبت معه الخطوات!

فرضت الأزمات المتلاحقة "بالجملة"على المواطن السوري خلال سنوات الأزمة مجموعة كبيرة من التحديات التي واجهها بقَدَره العاري وزنوده التي أوهنتها الصعوبات.

وبعد كل عقبة تستقبله أخرى أشد وطأة ليتابع مسيره باتجاه مجهول آخر يكتشفه لاحقاً.

وبوصوله للوقت الراهن ومع حمله الثقيل الذي أتعب ظهره سنستعرض رحلة أحد المواطنين الذي قد يكون أي واحد مناضل منّا.

سنفترض سيناريو مشوار بسيط من باب منزله خروجاً إلى باب منزله رجوعاً وما يعانيه من لحظة الخروج تلك حتى العودة.

سيناريو يومي يحمل بين تفاصيله كماً كبيراً من الأحاسيس المؤلمة مع رشة أمل بعودة سالمة غانمة لرؤية أطفاله مبتسمين مرحبين بعودته.

توجه "فلان" لعمله صباحاً بعد تدرعه قبلاً ببطاقته الذكية ليؤمن خبزه اليومي "المؤتمت"واضطراره للوقوف ضمن طابور طويل منذ ساعات الصباح الأولى في برد ومطر يلسع جلده منتظراً حصوله على أرغفته المعدودات،وفي طريق عودته يحسب ألف حساب عن كيفية تقسيم ما تحويه محفظته من أوراق نقدية تتناقص مع كل دخول لأي متجر متحملاً الارتفاع اللحظي لكل سلعة يشتريها وإحجامه عن العديد من الأصناف التي يفوق سعرها مدخراته..

يحمل أكياسه الخجولة ويودعها بيته ويغادر ليواجه مشاكل النقل ولينتظر في تجمع آخر والجهاد في سبيل موطئ قدم يوصله عمله ولكن دون جدوى فالازدحام وقلة وسائل النقل وتأخره عن عمله حرمه "متعة الانتظار"ولجأ للسير سريعاً ليتحاشى عقوبة التأخير، ليباشر التفكير بقهر عن الظروف وقلة الحيلة والفقر الذي أرغمه على المعاناة حاله حال جلّ الشعب السوري الذي بات يحدّث نفسه بالعلن..

كان "فلان"يسير متألماً فحذاؤه المهترئ يسرّب ماء الطريق لقدميه المتعبتين وعيناه تراقب السيارات والمحال التي يشتهي دخولها وشراء ما يشتهيه وأطفاله..كان يحلم مع مرور كل سرفيس أو باص نقل داخلي باختصار طريقه لكن بدون جدوى فالأجسام المنهكة أمثاله سبقته بهذه الحظوة.

يصل مكان عمله منقطع النفس متعب الجسد متأخراً كأغلب الأيام الأخيرة وحجته بادية بملابسه المبللة ووجهه الحزين.

ينهي عمله وكم تمنى أن تطول فترة جلوسه قبل بدء معاناة العودة ومجابهة نفس الأحداث والمواقف والغصات..

يحمل جسده ويمضي راجعاً...

ليصل منزله وقبل طرق الباب يمسح دمعتين ويرسم ابتسامة ليفتح ابنه الصغير الباب مبتهجاً وبين أحضانه الواهنة يشحن بقايا روحه بدفء لذيذ جميل وقبلات تنسيه ما عاشه لحين..

يتابع "فلان"يومه ضمن جدران منزله مع عائلته داعياً عدم طلب أي شيئ يعجز عن تأمينه ومحاولاً تجاهل النظر لأي مادة قد تُفقَد أو تنتهي أو تتعطل..

يأتي الليل ثقيلاً ببرد وعتمة..يخبئ بطاقته الذكية بجيب معطفه نافضاً رأسه على فكرة جرة الغاز ومخصصات المازوت ورسائل السكر والرز وارتفاع الدولار وغلاء الأسعار وأزمة المواصلات وفقدان الأدوية وووو...ويغفو قبل أن تنتهي القائمة فبانتظاره "بكرا" ذات المشوار وكم تعب المشوار وتعبت معه الخطوات.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر