الواقع المعيشي المتردي يدفع شباب سورية الى الانتحار

الواقع المعيشي المتردي يدفع شباب سورية الى الانتحار

تحقيقات

دمشق - رولا نويساتي


بات ارتفاع الأسعار الشغل الشاغل للناس، فلم تعد تخلو أي جلسة عمل ولا زيارة ولاحتى موعد انتظار كعيادات الأطباء من الحديث عن زيادة الأسعار الجنونية ولهيبها الذي يحرق قلوب المواطنين قبل جيوبهم، ولم تعد هناك حيلة أمام الناس لتدبر شؤون معيشتهم اليومية فلم يتركوا باباً إلا وطرقوه مروراً بالقروض ووصولاً إلى الدين، حتى وصل المطاف ببعض الأشخاص إلى التفكير بالانتحار للخلاص من شبح ارتفاع الأسعار الذي بات يهدد حياتهم ويؤرق راحتهم.. وبالفعل فإن هناك بعض الشبان والشابات لم يجدوا بداً من تنفيذ تلك الهواجس التي أخذت تنتابهم، وتتالت حلقات الانتحار بعد أن اعتبروا أنفسهم عبئاً بالنسبة لذويهم، باعتبار أبواب العمل مغلقة في وجوههم، والمؤسف بالأمر أن شريحة الشباب تلك هم من الشريحة المتعلمة أغلبهم طلاب جامعات في عمر الورود..
ثلاث حالات انتحار في أسبوع
قصص وروايات تداولتها بعض صفحات التواصل الاجتماعي عن شبان وشابات انتحروا بسبب سوء الأحوال الاقتصادية التي أوصلتنا إلى حافة الهاوية، فهناك من أكد تلك الروايات، وهناك من كذبها، وهناك عدد من ضعاف النفوس اغتنم تلك الفرصة لنشر الشائعات لتضخيم الأمور والوصول لمآربهم.. 
من تلك القصص قصة الشابة "أفين عمر شيخموس" البالغة من العمر 18 عاماً، التي توفيت بعد عملية انتحار بطلقة روسية في منطقة البطن أصابت الشرايين الرئيسية للقلب، بمنزلها في مدينة القامشلي، حيث نقلت إلى مستشفى فرمان، و أجري لها عمل جراحي، ولكن المنية وافتها..وقال مدير مشفى فرمان : “وصلت” أفين” ليلة الجمعة بحدود الساعة 10:30 ليلاً بعد تعرضها لطلقة روسية بمنطقة البطن أصابت الشرايين الرئيسية للقلب”.
وأضاف: “منذ ليلة الحادثة وحتى صباح السبت قمنا بضخ نحو 13 كيسا من الدم، محاولة منا لإنقاذها، لكن مع الأسف كانت الإصابة بليغة والدم ينزف منها بغزراة وفارقت الحياة”، وذلك حسب ما تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع..

فيما كان ضحية الحالة الثانية، رجل في العقد الرابع من عمره، وهو أب لثلاثة أطفال، أقدم على شنق نفسه داخل شقة يملكها بالقرب من مجمع صحاري السياحي، ولم تعرف الدوافع وسط تكتم أهله.

والشاب حسين عباس شمص من دمشق الذي أقدم على الانتحار قبل عدة أيام، وبقي سبب انتحاره يلفه الغموض..

آخر تلك الحالات كان يوم الجمعة 5/3/2021  هي لشاب قالوا بأنه يدعى علي موسى أقدم على الانتحار بعد أن ترك خلفه رسالة لذويه بأن سبب انتحاره هي الحالة المادية المتردية التي وصل إليها،وضغوطات الحياة التي لم يعد يحتملها.. وقد لقي هذا الخبر انتشاراً كبيراً وتفاعلأ واسعاً عبر صفحات التواصل الاجتماعي..

ليتبين فيما بعد بأن هذا الخبر عار عن الصحة، وبأن ذاك الشاب الذي انتشرت صورته على أنه انتحر  يدعى محمد المنشاوي، وهو من أصل مصري مقيم في النمسا..

رئيس الطبابة الشرعية يبرر

رئيس الطبابة الشرعية في دمشق الطبيب، أيمن الناصر، تحدث أمس، الجمعة، لإذاعة “شام إف إم” المحلية، أن معدل حالات الانتحار في سوريا هو أربعة حالات شهريًا.

وأوضح الطبيب المسؤول أن المعدل السنوي يصل إلى 40 حالة وهو معدل طبيعي مقارنة بالسنوات السابقة، موضحًا أن الطرق الأكثر شيوعًا هي الشنق والطلق الناري والتسمم الدوائي.

وأغلب الحالات تكون في نهاية العقد الثاني، من عمر 18 عامًا فأكثر أما الانتحار بطلق ناري غالبًا في العقد الرابع، وحالات التسمم في العقد السادس من العمر.

وأرجع تلك الأسباب إلى انكسار نفسي وعدم تمكن الشخص من تحمل الموقف كالفشل الدراسي أو العاطفي أو فشل مالي قد يصل لمرحلة إنهاء الحياة.

ونفى أن يكون هناك تستر على حالات انتحار في البلد..

وذكرت بعض المواقع بأن حديث الناصر يتناقض مع الأرقام التي وثقتها الطبابة الشرعي لحالات الانتحار في عام 2020، والتي تجاوزت 175 حالة وفي 2019 بلغت 124، وليست 40 (المعدل الطبيعي الذي حدده الطبيب).

نقطة نظام

حتى وإن تم نفي حالات الانتحار، حتى وإن كان لا صحة لوجدها، فذلك لا يفسد للود قضية، لأن ارتفاع الأسعار المنتشر كالنار في الهشيم واقع نعيشه كل يوم، وازدياد الأسعار بهذا الشكل الجنوني سيوصل بنا إلى بحر من الانهيارات المتلاحقة من (انهيارات اقتصادية _ انهيارات نفسية....)..
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر