غوم "GUM": أقدم وأكبر متجر متعدد الأقسام في روسيا (صور)

في الساحة الحمراء وفي قلب العاصمة - المبنى القديم للمتجر الرئيسي - GUM في موسكو.  
إنه أقدم وأكبر متجر متعدد الأقسام في البلاد، ويعتبر  المبنى نصباً معمارياً ذو أهمية فيدرالية.
شكل الغوم مشروعاً استثنائياً لموسكو وروسيا - في ذلك الوقت كان أكبر ممر في أوروبا ، حيث تم افتتاحه على شكل صفوف تجارية في كانون الأول من عام 1893م.
تم تصميم هذه الصفوف أو الممرات - شوارع التسوق المغطاة - ليتم بناؤها في بداية القرن التاسع عشر في باريس بعد حروب نابليون ، تحت انطباع البازارات المغطاة في الشرق العربي (أقدمها ، ممر القاهرة ، تم بناؤه عام 1799). لكن هذه كانت مجرد شوارع تسوق مغطاة ؛ بدؤوا في التجمع في المتاجر الكبرى فقط في النصف الثاني من القرن..  
إن أقرب نظير لـ GUM هو معرض Victor-Emmanuel في ميلانو (1877) ، لكن ممر الغوم في موسكو أكبر بمرة ونصف ، وفي ممر ميلان لا توجد تجارة في الطوابق العليا ، ولا توجد جسور الغوم الشهيرة.
تم بناء الصفوف التجارية العليا عمداً كرمز لمدينة موسكو الجديدة ، وفي مكان تقليدي لها ، حيث كانت متاجر لا نهاية لها ، و "محلات نصف تجارية" ، و "ربع متاجر" ، وعلى الرغم من أن الصفوف تطل على الساحة الحمراء بواجهة أوسيبوف الكلاسيكية الفخمة ، إلا أنها تشبه بشكل واضح البازار الكبير في اسطنبول أو دمشق.
فكان المخطط أن تصبح New Rows المتجر الأوروبي الأكثر عصرية وتقدماً من الناحية الفنية ، ولكن على "النمط الروسي".
في شباط 1889 ، أقيمت مسابقة لتصميم هذا المشروع ، وفاز بها ألكسندر بوميرانتسيف ، وتم بناء المبنى Upper Trading Rows (الاسم السابق للمتجر) في عام 1893 من قبل المهندس المعماري بوميرانتسيف ، وحضر الافتتاح الدوق الأكبر سيرغي ألكساندروفيتش رومانوف والأميرة إليزابيث فيودوروفنا. 
بلغ طول المبنى على طول جدار الكرملين حوالي 250 متراً.  وتم بناؤه على شكل ثلاث صالات عرضية من ثلاثة طوابق. كما أنشئ المهندس شوخوف سقفاً زجاجياً  مخرماً، استوعب بناؤه أكثر من خمسين ألف رطل من المعدن. 
تم تقسيم المساحة الإجمالية للصفوف المفتوحة بين التجار إلى 322 متجراً، والتي باعت جميع أنواع المواد الغذائية والسلع الصناعية.  
كما تم هنا افتتاح فرع بنك ومكتب بريد وورشة مجوهرات ومصفف شعر..  
وأصبح شعار " الزبون دائما على حق " هو ​​قاعدة التجارة.. 
بعد الثورة ومثل كل منافذ البيع الأخرى تم تأميم الغوم.  وفي عام 1935 ظهر مشروع ولحسن الحظ لم يتم تنفيذه ، ولاحقا تم اقتراح هدم المبنى لتوسيع الساحة الحمراء  لإقامة نصب تذكاري تكريماً للنصر في الحرب.  لكن هذه الخطة لم تنفذ أيضاً.
وفي عام 1953 كانت ولادة المبنى من جديد ، حيث تقرر إخراج جميع المؤسسات منه وعدم ترك إلا منافذ البيع بالتجزئة والصالونات ، حيث رمم المبنى ، وتم تقديم أكثر من 30 ألف سلعة في 11 قسما كبيرا..
في أيام حكم بريجنيف، كان المخطط إغلاق المتجر مرة أخرى.  لكن الصدفة ساعدت ، حيث قامت زوجة مسؤول رفيع المستوى بخياطة الملابس لنفسها هناك وبفضل طلبها تم الاحتفاظ به ، وبقي المتجر على حاله..
وفي كانون الأول من عام 1990 ، تم تغيير اسم المتجر إلى شركة المساهمة "Trading House GUM".  أي أن شكل النشاط أصبح كما كان قبل 100 عام. 
وفي عام 1993 صادفت الذكرى المئوية لافتتاح المتجر متعدد الأقسام و تم فتح المدخل من جانب الساحة الحمراء..
يعيش الغوم اليوم كما كان متصور - مدينة تجارية مثالية في موسكو ، كما لو كانت قد عاشت 127 عاما من حياته دون خسائر أو كوارث..  
ومنذ عام 2007 تسعد النافورة الموجودة في وسط GUM الزوار مرة أخرى - هيكل أسطوري تم التقاطه في كل من السجلات الرسمية للقرن العشرين وفي ملايين الصور الخاصة (اليوم صوت الكاميرات يصدر هنا مرة كل ثلاث ثوان تقريبا)..
تم ترميم قاعة السينما الأسطورية ، التي دخلت تاريخ السينما الروسية.  تم تنفيذ مشروع إنارة فريد للواجهة الخارجية.  منذ عام 2006 ، تم افتتاح حلبة التزلج على الجليد في الميدان الأحمر ، والتي اكتسبت شهرة على الفور باعتبارها ألمع حلبة للتزلج على الجليد في العاصمة.. 
عمد ال GUM مرة أخرى على تشغيل Gastronome No. 1 ، والذي تم إنشاؤه بواسطة أناستاس ميكويان
كمكمل عملي لـ "كتابه عن الطعام اللذيذ والصحي".  التصميم وملابس البائعين وحتى التواجد في مجموعة متنوعة من السلع الكلاسيكية من الحقبة السوفيتية.
ويعيدنا Gastronome رقم 1 إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، إنه متجر قادر على إرضاء رغبات تذوق الطعام للمستهلكين المتميزين اليوم.
وعلى الطراز السوفيتي نفسه ، تم صنع مقهى Festivalnoye ، حيث سمي المقهى باسم مهرجان الشباب والطلاب ، الذي أقيم في موسكو عام 1957 وضم 34000 شخص من 131 دولة. 
وأهم  ما في الأمر هو الآيس كريم اللذيذ والفريد من نوعه المتوفر في اكشاك الغوم وبجميع الممرات والتي يتم تصنيعها بنفس المبنى..
فالغوم ليس مجرد مجمع تجاري عادي ، حيث يمكنك شراء كل شيء تقريبا  بل هو نصب معماري ومنطقة تسوق كاملة ، كما يعتبر منطقة ترفيهية كاملة ، كما يعد جزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي.
إنه رمز من رموز موسكو وهو أقرب مكان إلى الكرملين حيث يمكنك أن تشعر به وكأنك في أوروبا ..
وعلى الرغم من أن المتجر الآن ليس مملوكا للدولة ، إلا أن اسم GUM لا يزال شائعا ، ويقدر عدد زواره بأكثر من 30 ألف شخص يوميا...