يا عالم.. أنا مالي بياع مازوت!..
-
محمد الحلبي - 2021/02/17
- 1441
مع الناس
دمشق - محمد الحلبي
لم يصدق المواطن (ح،ي) عينيه وهو يرى في شاشة موبايله الذكي رسالة المازوت تكحل عينيه اللوزيتين وتخبره أن دوره قد حان لاستلام مكرمة الحكومة من مادة المازوت، وعلى الفور راحت أصابعه تداعب الأرقام مسرعة لتتصل ببائع المازوت عندما جاءه من الطرف الآخر صوت مستفسر عن المتصل.. ليبدأ صاحبنا بإعطائه العنوان قبل أن يعلوا الصوت من الطرف الآخر وهو يصرخ بغضب " يا عمي أنا مالي بياع مازوت.. صار 100 زلمة متصل فيني هالكم يوم منشان المازوت.. أنا مالي بياع ماةوت.."
وعندما اعتذر منه (ح،ي) وأخبره أن شركة تكامل هي من أرسلت له رسالة برقمه على أنه رقم موزع المازوت، قال له الرجل: لقد اشتريت هذا الرقم مؤخراً، ولم أكد أضعه في الجوال حتى راحت الاتصالات تنهال علي بطلب المازوت؟!...
مشهد آخر..
وقد اتصل (ح،ي) بشركة تكامل لإبلاغهم بالخطأ ردوا عليه بكل برود: ولا يهمك عزيزي المواطن.. فيك تقدم طلب جديد.. وتنطر دورك لنبعتلك رسالة جديدة!..
في مشهد آخر ولدى وصول رسالة المازوت للمواطن (ه،س) وبعد اتصاله بالموزع لاعطائه العنوان، سأله بائع المازوت: وين بدك تعبين بخزان واللا بيدونات؟، فقال له: بالخزان..
فاعتذر منه البائع وقال له: بعتذر منك أنا ما بعبي غير بيدونات!.. فقال له (ه،س): لايوجد مشكلة لدي "بيدونات"
وهنا طلب بائع المازوت منه أن يأتي إلى منطقة الفحامة مع العبوات كونهم أصبحوا مثل بائعي الغاز لهم مكان ثابت.. وفعلاً لم يكذب صاحبنا الخبر وأسرع إلى المكان المنشود بلهفة العاشق المتيم لاستنشاق عطر حبيبته.. لتمر الساعة الأولى والثانية وبائع المازوت يستمهل العشاق الذين اجتمعوا لرؤيته، قبل أن يقوم أحدهم بتهديده بإبلاغ الجهات المعنية عن كذبه، ليحضر إلى المكان ويعرض على المواطنين بيع مخصصاتهم..
وأخيراً.. حقيقة لا نعلم إن كان سيلحق بنا دور المازوت هذه الشتاء، أم حالنا سيكون كما الحال في توزيع السكر والرز؟!..
