عيد الحب في عيون الشباب .

عيد الحب في عيون الشباب .

نور حمادة

تحتفل مختلف بلدان العالم في الرابع عشر من شهر شباط من كل سنة بعيد الحب، فيتبادلون البطاقات والهدايا والورود ذات اللون الأحمر ومختلف أنواع الحلويات مع أحبائهم وعشاقهم للتعبير عن الحب الذي يشعرون به تجاههم، وأصبح هذا العيد كباقي أعياد السنة يحتفل فيه الناس بالحب ويفرحون بقدومه ويبذلون أموالهم لإثبات حبهم لعشاقهم، وباقتراب يوم 14 فبراير تجد الهدايا المتنوعة تغزو الشوارع والمحالات التجارية ويصبح اللون الأحمر هو اللون الطاغي في كل مكان باعتباره لون الاحتفال بهذا العيد، وتختلف أنماط الاحتفال بهذا اليوم من بلد إلى آخر باختلاف الثقافات والعادات .

( أصل عيد الحب )

بالرغم أن عيد الحب ارتبط باسم قديس روماني إلا أنه لا يوجد شيء ديني عن هذا اليوم مخصص للحب والعشاق، وتوجد إشارات تربط هذا اليوم بالمغازلة في العصور الوسطى مع ذلك لم يبدأ البريطانيون إرسال بطاقات معايدة لبعضهم البعض إلا بحلول القرن 18 ثم تبنى الأمريكيون هذه العادة وطوروها وجعلوا 14 شباط يوماً لشراء الشوكولاتة والبطاقات والزهور وتبادل الحب .

( الأغلبية لا تحتفل بعيد الحب !! )

العديد من الأشخاص لا يحتفلون بعيد الحب ويكرهون هذا اليوم بما في ذلك غير المرتبطين والمطلقين أو الذين يعانون من الاكتئاب، في حين يرفض البعض الآخر الاحتفال به بسبب ارتفاع أسعار الهدايا المبالغ فيها والمرتبطة بهذا اليوم .

إضافة على ذلك، تعرضت هذه المناسبة في عدد من البلدان العربية لانتقادات لاذعة لعدم ارتباطها بالثقافة العربية والإسلامية وعند طرح سؤال ماذا يمثل لك يوم 14 شباط على شريحة من فئة الشباب؟

أجابت 70% من العينة بأنه لا يمثل لها شيئاً و أن فكرة الاحتفال دخيل على الثقافة و ليس نابع منها أو ينتمي إليها فكيف يتنسنى الاحتفال به و هو ليس من الموروثات الثقافية التي تتداولها الأجيال، وكان رأي 15% أن الاحتفال بعيد الحب يمثل لهم ذكرى جميلة تترك أثرها في قلوبهم وتعتبر من الأيام المميزة لديهم، وأشاروا أنه لا مانع من الاستعانة بالثقافات الأخرى بما يدعو للإيجابية والتفاؤل فليس كل ما يتم أخذه من الثقافات الأخرى غير ملائم ويتحتم رفضه لأنه قد يكون إثراء للثقافة الوارد عليها
بينما أفادت 10% أنه لا يعرفن شيئاً عن هذا اليوم واعتبروه كسائر الأيام .

وعندما سألناهم عن آرائهم الشخصية بهذا العيد تنوعت التعابير بينهم واتفقوا بالمعنى فمنهم من قال : أنه كذبة كبيرة وأن انتشار القلوب الحمراء والدببة والورود في هذا اليوم يثير الغضب وكل ذلك دجل في دجل ووصفه آخرين فالنتاين سخيف وتافه وأنه تقليد أعمى للغرب وأنه بدعة لا يعترفون بها وحرام الاحتفال به .

ورأى الكثير أن الحب لا يجب أن يحتفل به بيوم وزمن محدد، فالحب ليس له وقت وهو موجود في كل زمان ومكان، بينما اختلفت بعض الآراء والإجابات حول هذا اليوم واعتبروه يوم جميل يعبّر الناس من خلاله عن مشاعرهم ويقدمون الهدايا لمن يكنون لهم الحب والمودة ويقرّب الأصدقاء من بعضهم وينسيهم لحظات الخلاف التي مرّوا بها خلال السنة، وأجمعوا على رأي أن هذا العيد يعجبهم رغم رفض المجتمع له .

وعند سؤالنا لهم هل يتابعون الاحتفالات الخاصة بهذا العيد التي تعرض في وسائل الإعلام تبين أنه بالرغم من رفض النسبة الأكبر الاعتراف بفالنتاين كعيد للحب إلا أن نسبة 68% منهم تحرص على متابعة ما يعرض على المحطات الفضائية من احتفالات، بينما نسبة 33% لا يرغبن بذلك و لا يعنيهم الأمر .

ولعل دخول العالم عصر جديد( عصر الانترنت) أثر هو الآخر بانتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع و بشكل متزايد، إذ يزداد عدد الأوربيين الباحثين عن علاقة عاطفية من خلال الانترنت يوماً بعد يوم، وفي مناسبة عيد الحب تزداد المواقع المتخصصة في تقريب الأشخاص من بعضهم وبالتالي يزداد عدد الأشخاص الذين يحاولون الدخول لهذه المواقع .

( اقتصاد عيد الحب )

ومع هذه الاختلافات فلا يزال عيد الحب يتصد قائمة أكثر المناسبات التي يحرص عليها الناس على الاحتفال بها، حيث كشفت دراسة أجريت حديثاً في أكثر من 53 دولة حول العالم عن نمو ما يسمى ( اقتصاد الحب) بمعدل 5 أضعاف مقارنة بنمو الاقتصاد العالمي، لترتفع نسبة الإنفاق خلال عيد الحب بنسبة 17% منذ عام 2017 .

وأضافت الدراسة أن التوجه نحو إهداء تجارب مميزة تفوق على الهدايا التقليدية مثل الزهور والمجوهرات على الرغم من أن المبالغ التي تم إنفاقها على الزهور ارتفع بنسبة 115% مقارنة بالعام الماضي، كما ارتفع معدل الإنفاق على المجوهرات 92% مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية، وارتفع حجم الانفاق على حجوزات الفنادق 43% .

كما كشفت أن بطاقات عيد الحب التقليدية لا تزال تحظى بشعبية إلى الآن حيث ارتفع معدل شرائها 85%، وأشارت الدراسة إلى زيادة الإنفاق في المطاعم وارتفع إجمالي الانفاق حوالي 88% .

( الحب للجميع )

أجمع خبراء علم النفس والاجتماع أن عيد الحب غير مخصص للمحبين والشباب فقط بل إنه لجميع الفئات حول العالم، وأنه تم تخصيص هذا اليوم لنشر المحبة والسلام بين جميع أفراد المجتمع، مؤكدين أن الحب عموماً لا يحتاج لوقت أو يوم معين فالإنسان يعبر عن مشاعره و يحرك المخزون المدفون من العواطف النبيلة في أي وقت فهو رومانسي بالفطرة وأن الثقافة الغربية حاولت فرض نفسها علينا بشكل يجعل النقاء الفطري الطبيعي مغيباً على الرغم من أن المجتمع العربي محبّ بفطرته ويتميز بالشهامة والإنسانية والترحاب ويستطيع التعبير عن مشاعره دوماً بغض النظر عن ما يسمى الفالنتاين، فهو يعطي الحب بسعادة ويتلقى الحب بسعادة وعطاؤه ليس له حدود ولن يتوقف العطاء على المشاعر الرومانسية فقط بل على كل أنواع المشاعر النبيلة .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر