عيرته برجولته فقام باغتصابها انتقاماً لكرامته..

عيرته برجولته فقام باغتصابها انتقاماً لكرامته..

حوادث - من ملفات القضاء

المشهد - محمد الحلبي

بعد أن توفي والدها أصر أخوتها على بيع منزل العائلة، وتوزيع الميراث على الورثة، لكن (لينا) 20 عاماً قررت أن تضم نصيبها من الميراث إلى نصيب والدتها، ولملمة ما لديها من قطع ذهبية لبيعه أملاً في الحصول على دار تأويها مع والدتها المسنة، وقد كان لها ما أرادت عندما ظفرت بمنزل عربي في جنوب العاصمة دمشق، لكن صعوبات الحياة ومتطلباتها كانت تفرض عليها البحث عن عملٍ ما، لأن ما يجود به أخوتها عليها وعلى والدتها كان بالكاد يسد الرمق، لهذا بدأت (لينا) بالبحث عن عملٍ بشهادتها "معهد سكرتاريا" حتى حصلت على وظيفة "سكرتيرة" عند أحد الأطباء في العاصمة وبراتب زهيد، وقد قبلت بهذا العمل ريثما تتاح لها فرصة عمل أفضل، وبدأت تلك الفتاة الشابة التي باتت تخرج كل يوم تلفت أنظار شباب حارتها الجديدة إليها، لتنهال عليها كلمات الإعجاب والإطراء بها وبأناقتها، إلا أن (لينا) كانت تضع ناظريها بالأرض وتسرع الخطا لتستقل "ميكرو باص" يقلها إلى عملها في وسط العاصمة، أما عزة النفس التي كانت تتمتع بها فلم ترق لشباب الحارة أبداً، وخاصةً المدعو (جهاد) الذي كان يعتبر نفسه "دنجوان" عصره وزمانه قبل أن يحاول التودد إلى (لينا) التي قابلته بالصد دون أن تعيره أي اهتمام، ما جعله أضحوكة بين رفاقه، لكن (جهاد) طلب فرصة لإيقاع (لينا) بحبائله ِواصطياد هذه الغزالة، واصفاً إياها بالنوع الصعب والذي يحتاج إلى نوع خاص من الإغواء للإيقاع بها، لتمر الأيام التي طلبها (جهاد) من رفاقه وتبوء جميع خططه ومحاولاته بالفشل في الحصول من (لينا) ولو على نظرة واحدة تعيد له ماء وجهه أمام أصدقائه، ما جعل منه محطّ سخرية بين أقرانه وخاصة عندما نال نصيباً وافراً من الإهانات من (لينا) في إحدى المرات إثر مضايقته لها ..

خطة شيطانية

تلك الضحكات والكلمات الساخرة التي سمعها (جهاد) من أصدقائه أشعلت النار في قلبه، فقطع عهداً على نفسه أمام أصدقائه أن يدنس رأس (لينا) في التراب كلما مرت من أمامه، وراح  يبحث عن خطة ليحفظ فيها ماء وجهه أمام أصدقائه، ورد الصاع صاعين لـ(لينا) التي أهانته، فكر كثيراً قبل أن يقرر الاستعانة  بابن خالته الذي يعمل سائق "ميكرو باص" فاتصل به، وأخبره عن خطته لاصطياد تلك الفتاة التي استباحت كرامته، وفي الموعد المنتظر خرجت لينا كعادتها عصراً، واتجهت إلى الشارع العام ليقترب منها ميكرو باص أشارت له بالتوقف، صعدت في الخلف قبل أن يسير "الميكرو" أمتاراً قليلة ليتوقف مجدداً وتصعد إليه سيدة تلبس عباءة سوداء وتضع نظارات سوداء على عينيها وتجلس إلى جانبها، لينطلق "الميكرو" بركابه إلى حيث كان مخططاً له...

لحظات مجنونة

ما إن فتحت (لينا) عينيها حتى وجدت نفسها مشدودة إلى سرير وهي عارية تماماً بعد أن غابت عن الوعي عندما ذ‘رّ في وجهها مادةً مخدرة من قِبل تلك السيدة التي صعدت إلى جانبها في "الميكرو"، حيث لم تكن تلك السيدة سوى (جهاد) متنكراً بزي امرأة، تقدم هذا الأخير من فريسته وجلس إلى جوارها على السرير، وراح يذكرها بشتائمها له، وبالإهانات التي وجهتها له أمام أصدقائه، و(لينا) تحاول أن تستجدي فيه رحمته وتناجي ضميره، وتستدر شفقته، وتعتذر له عما بدر منها، ولكن هيهات أن يستفيق العقل أمام نوازع الغريزة الحيوانية التي استيقظت في جوانح ذلك الوحش الكاسر ..وفي تلك الغرفة المظلمة صدرت صرخة مكتومة ممزوجة بألم الأيام وقسوتها، صراع غير متكافئ، بين وحشٍ كاسر وظبية جريحة استسلمت لقدرها بين أنياب مفترسها، وما إن انتهى ذلك الوحش من إرواء غرائزه من فريسته حتى نادى لابن خالته ليظفر بحصته من ذلك الصيد الثمين كما وعده... ساعات مجنونة عاشتها (لينا) قبل أن يُلقى بها على أعتاب حارتها مع عبارات التهديد والوعيد بقتل والدتها إن علم أحد بما جرى لها...

ضحكات ساخرة

فعلاً باتت (لينا) تخفض رأسها كلما مرت من أمام أولئك الشبان في حارتها، وكانت تحاول أن تصم سمعها عن تلك العبارات النابية والتلطيشات المخدشة للحياء التي تطالها، لتتطاير العبرات من عينيها دون أن تتمكن من فعل أي شيء... لكن الطبيب الذي تعمل عنده لاحظ شرودها المستمر وبكائها المتواصل دونما سبب، وهي تتذرع بمرض والدتها تارةً وبحزنها على أبيها المتوفى تارةً أخرى، حتى طلب منها الطبيب مصارحته بالأمر، وبعد تردّدٍ طويل باحت له ما كان من أمرها، ليقوم الطبيب باصطحابها إلى قسم الشرطة لتبوح هناك ما حل بها لرجال الأمن، وكيف استطاع (جهاد) أن يوقع بها عن طريق الحيلة من خلال تنكره بزي امرأة، ليقوم برشها بمادة مخدرة، وتغيب عن الوعي قبل أن تصحو وتجد نفسها في أحد المنازل وهي عارية تماماً، ليقوم باغتصابها مع سائق الميكرو بالتناوب...
تم إلقاء القبض على (جهاد) الذي لم يكن يتوقع أن تبوح (لينا) لأي شخص عما فعله بها، وفي قسم الشرطة لم يستطيع إنكار فعلته، فأحيل إلى القضاء بتهمة اختطاف فتاة واغتصابها بالعنف، وقد قررت محكمة الجنايات بدمشق معاقبته بالسجن مدة 21 عاماً مع الأشغال، فيما أذيع البحث عن ابن خالته المتواري عن الأنظار هرباً من المساءلة القانونية إيذاناً لتقديمه إلى القضاء لينال جزاءه العادل...

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني