أحداث الساعة العاشرة ليلاً.. وجريمة مروِّعة تحت شعار الصداقة..

أحداث الساعة العاشرة ليلاً.. وجريمة مروِّعة تحت شعار الصداقة..

 

حوادث

المشهد - محمد الحلبي


صعبة هي تلك الطعنات التي تأتينا من الخلف، فكيف بها إذا جاءت من أناسٍ وهبناهم قلوبنا وملَّكناهم أسرار حياتنا..
حكاية العم أبو خلدون
العم (أبو خلدون) عاش وحيداً ومات وحيداً، لم يرزق بأطفال.. ماتت زوجته قبل أن يقاسي وحده من مرارة الحياة، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يكن يحسب له حساباً، ربما لطيبته، وربما لسذاجته، وربما شوقه إلى زوجته التي أحبها دوناً عن الناس دفعه إلى البحث عمَّن يضع حداً لحياته كي يقطع له تذكرة السفر إلى العالم الآخر عساه يلقى زوجته هناك..
البحث عن صديق
بعد وفاة زوجته بخطأ طبي قبل عدة سنوات، وكونه لم يرزق بأولاد كما ذكرنا آنفاً، كانت الوحدة تلون حياة العم (أبو خلدون) بألوانٍ شتى من العذاب.. كيف لا وهو يعرف أن من يزوره من الأقارب قد لا يكن له من الحب والود سوى للاطمئنان على حصته ونصيبه من الميراث ليس إلا، حاول أن يبحث عن زوجة علّها تعينه على ما تبقى له من أيام في هذه الحياة إلا أن البحث أضناه عن تلك السيدة التي ستأخذ مكان (أم خلدون) في قلبه، لكن قلبه رفض الجميع وأغلق بابه على ذكرى تلك الزوجة..
صداقة غير متوقعة
كان في زيارة لأحد أصدقائه في منطقة القصاع عندما أضناه البحث عن سيارة أجرة كي تعيده إلى منزله في منطقة البرامكة قبل أن تتوقف أمامه سيارة سياحية خاصة تسأله عن وجهته.. لحظات قليلة أمضاها في تلك السيارة حتى بدأت الضحكات تتعالى بين العم (أبو خلدون) والشابين اللذين تبرعا لإيصاله إلى حيث يشاء، وبما أن (أبو خلدون) من أولئك الناس الذين لا ينسون المعروف فقد ألحّ على الشابين أن ينزلا لاحتساء القهوة في منزله كرد جميل لهما وعربون صداقة رغم فارق السن بينه وبين هؤلاء الشابين..
كشف الأسرار
زيارتين أو ثلاثة كانت كافية لأن يكشف الشابين (علاء ورامي) كافة أسرار (أبو خلدون) وتفاصيل حياته حتى الصغيرة منها، وعلما منه أنه يملك مشغلاً للخياطة النسائية ومنزلاً في منطقة البرامكة يقوم بتأجيره، وبأنه يملك رصيداً لا بأس به من المال يحتفظ به في منزله المليء بالتحف الثمينة، بالإضافة إلى صندوق مجوهرات زوجته.. كانت نوايا (علاء ورامي) تختفي وراء ضحكاتهما وخلف الأطعمة والمشروبات التي يحضرانها بين الفينة والأخرى، وفي المقابل كان (أبو خلدون) لا يفتأ عن استضافتهما حتى توطدت أواصر الصداقة بينهم بشكلٍ كبير، وفي أحد الأيام كان (علاء ورامي) على علم أن العم (أبو خلدون) على وشك أن يقبض أجار بيته في منطقة البرامكة، فكما هي عادتهما اتصلا بـ(أبي خلدون) وأخباره بأنهما سيحضران معهما طعام العشاء.. وفي ذلك المساء الدامي وبقرابة الساعة العاشرة، وبعد أن فرغ ثلاثتهم من طعام العشاء همّ (أبو خلدون) لإعداد الشاي فتبعه الشابان إلى المطبخ وعاجلاه بضربة على رأسه بأداة صلبة (يد هاون) جعلته يهوي على الأرض، لكن بنية (أبو خلدون) القوية رغم تقدمه بالسن جعلته يقاوم قاتلاه ويصرخ بصوتٍ عالٍ (أتريد قتلي يا علاء ؟!!..) لكن هذا الأخير عاجله بضربةٍ أخرى على رأسه فيما انقض عليه (رامي) يكتم أنفاسه حتى أردياه جثةً هامدة..
اكتشاف الجثة
كان ذوو (أبو خلدون) كعادتهم يتصلون به للاطمئنان عليه، لكن جواله بقي يرن دون إجابة حتى أصبح خارج التغطية ما دفعهم إلى التوجه لمنزله الذي بقي بابه موصداً، في حين أفاد الجوار أنهم لم يشاهدوه منذ يومين ليتوجه أقاربه إلى رجال الشرطة الذين حصلوا على إذن النيابة العامة بدخول المنزل ليجدوا جثة (أبي خلدون) آخذة بالتفسخ والرائحة تعبأ بالمكان، وعلى الفور تم نقل الجثة إلى الطبابة الشرعية حيث أفاد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة عائد إلى تهتك المادة الدماغية في الرأس..
شرع رجال الأمن إلى القيام بالتحقيقات السرية والعلنية حيث أفاد أحد الجوار أنه سمع (أبو خلدون) يقول في التاريخ المشار إليه قبل اختفائه "أتريد قتلي يا علاء" فتم مراجعة سجل المكالمات الصادرة والواردة لـ(أبي خلدون) وفعلاً تم العثور على أحد الأرقام تبين أنه عائد لأحد الأشخاص ويدعى (علاء) حيث تم مراقبة جوال المذكور وتحديد مكانه حتى تم إلقاء القبض عليه وإحالته إلى القضاء بعد أن تم إلقاء القبض على شريكه المدعو (رامي) بدلالته، ليعترف الاثنان بما قاما به من جرم..
في المحكمة
حاول المتهمان أثناء محاكمتهما إنكار التهم المنسوبة إليهما وادعيا أن أقوالهما السابقة في محاضر التحقيق انتزعت منهما بالجبر والإكراه، لكن الأدلة والقرائن كانت تدينهما بما لا يدع مجالاً للشك بها، وبناءً عليه تم تجريمهما بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومعاقبتهما وفق أحكام المادة 535 من قانون العقوبات العام، صدر وأفهم علناً..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني