بعد أن تناوبا على اغتصاب الفتاة القاصر وتقاذف التهم.. القضاء يفصل بينهما

بعد أن تناوبا على اغتصاب الفتاة القاصر وتقاذف التهم.. القضاء يفصل بينهما

 

حوادث - من ملفات القضاء

المشهد - محمد الحلبي
خطواتها المتعبة قادتها في نهاية يوم شاق قضته سيراً على الأقدام في شوارع دمشق إلى إحدى الحدائق العامة، اندست بين المزروعات والشجيرات لتتوارى عن الأنظار وغطت في نومٍ عميق قبل أن تستيقظ مذعورة وكأنها قد أصابها المس... فما الذي حصل  لها؟ وما حكاية هذه الفتاة؟... هذا ما سوف نعرفه في الأسطر القادمة.....
حياة صعبة
كانت إحدى الدوريات العاملة ليلاً تقوم بجولتها الاعتيادية عندما شاهدت فتاةً مستلقية على الأعشاب بين الشجيرات وحيدة قرابة الساعة الثانية صباحاً، فراعهم أمرها قبل أن يسألوها عن اسمها وعن سبب تواجدها في هذا المكان في ساعة متأخرة من الليل بمفردها... المفاجأة أذهلت الفتاة التي قالت إن اسمها (وجدان)، وقالت إنها تاهت عن أهلها ولا تعرف كيف تعود إليهم، وفي قسم الشرطة أفادت إن عمرها خمسة عشر عاماً، ولكنها قالت لضابط التحقيق إنها هربت من منزل أهلها الكائن في ريف دمشق بسبب سوء معاملة زوجة أبيها، وعدم اكتراث هذا الأخير لها، وقد تم الاتصال بذويها حيث حضر والدها لاستلامها، لكنه ما إن شاهدها حتى انهال عليها بالضرب وادعى أن أحد الشبان في حيهم قد غرر بابنته القاصر وقام بإغوائها، ونصب من نفسه مدعياً شخصياً بحقه، وطالب رجال الأمن بإلقاء القبض عليه، وإحالة ابنته إلى الطبابة الشرعية  للتأكد من سلامتها....
ما لم يكن في الحسبان
بعد البحث والتحري عن ابن الجيران المدعو (أيمن) والذي ادعى والد (وجدان) عليه باغتصابه لابنته تبين أن هذا الشاب خارج البلاد منذ مدة ليست بالقصيرة، لكن المفاجأة التي أذهلت الجميع هو تقرير الطبيب الشرعي الذي أشار إلى تعرض (وجدان) إلى ممارسة الفعل المنافي للحشمة حديثاً، ولدى سؤالها عن الفاعل قالت إنها بعد أن تركت منزل والدها نتيجة معاملة زوجة أبيها القاسية لها، هربت من المنزل لا تلوي على شيء، وأنها تعرفت على شاب يدعى (أدهم) شاهدها في إحدى الحدائق العامة ليلاً، فاقترب منها وسألها عن سبب تواجدها بمفردها، فباحت له ما كان من أمرها، فأبدى تعاطفاً كبيراً معها، وعرض عليها أن تذهب معه إلى منزله كونه يعيش بمفرده، وأفادت (وجدان) أنها بقيت معه قرابة الشهر حيث قام بالاعتداء عليها وممارسة الفعل المنافي للحشمة معها قبل أن يصطحبها إلى منزل صديقه (ماجد) حيث قام هذا الأخير بممارسة الفعل اللاأخلاقي معها أيضاً......
في المحكمة
هذا وبإلقاء القبض على المدعوين (أدهم وماجد) وسماع أقوالهما تبادل الاثنان تقاذف التهم فيما بينهما، حيث ادعى (ماجد) أن (أدهم) هو من أحضر (وجدان) إلى منزل عمته المسافرة ومارس معها الجنس خلافاً للطبيعة وأمام ناظريه، وطلب منه أن يصوره بواسطة جواله وهو يمارس الفعل اللاأخلاقي مع الفتاة، فيما قال (أدهم) أنه بعد أن أخبر (ماجد) أنه يأوي فتاةً ضالةً في منزله، وأنه يريد أن يسافر ويتركها كأمانة عنده ريثما يعود رحب بالأمر، لكنه بعد أن عاد أخبرته (وجدان) أن صديقه قد اعتدى عليها خلافا للطبيعة...
ولدى الاستماع إلى أقوال (وجدان) أنكرت أقوالها الأولية وأيدت أقوال (أدهم) وادعت أن (ماجد) هو من قام بالاعتداء عليها في منزل عمته المسافرة، لكنها في الجلسة الثانية للمحاكمة عادت وغيرت جميع أقوالها لتتهم (أدهم) بالاعتداء عليها أولاً ولتبرئ ساحة (ماجد)....
حكم العدالة
بعد الاستماع إلى إفادات أقطاب القضية رأت هيئة المحكمة أن القاصر (وجدان) تعرضت إلى الاعتداء من قبل كلا المتهمين على حدٍ سواء، وذلك استناداً إلى أقوالها الأولية في ضبط الشرطة المرفق مع الإضبارة الخاصة بها، ومالت إلى تجريم كل من المتهمين بجناية الاعتداء على فتاةٍ قاصرٍ لم تتم الخامسة عشرة من عمرها....
هذا وبإحالة المتهمَين إلى محكمة الجنايات بدمشق قررت المحكمة تجريمهما بالقرار الصادر عن  قاضي الإحالة في دمشق  بجرم الاعتداء على فتاة قاصر والحكم عليهما بسجن الأشغال الشاقة إحدى وعشرين سنة، وإلزامهما بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ مئة ألف ليرة سورية لذوي القاصر تعويضاً لهم عما لحق بهم من أضرارٍ معنوية، قراراً وجاهياً قابلاً للطعن بطريق النقض، صدر وأفهم علناً.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني