متناقضان مفروضان على مبدأ "صحيح لاتقسم ومقسوم لا تاكل"!
متناقضان يفرضان نفسيهما بقوة على المواطن السوري ويصرخان معاً في وجهه "عيش إذا فيك"،كورونا من جهة وتحصيل لقمة عيشه وحياته في الجهة المقابلة وهو يغرق في كليهما متناسياً أن في تفادي الأولى جوعه وفي تحصيلةالثانية هلاكه.
ولشرح القصة-وهي بالأساس مشروحة وواضحة لأن كل واحد فينا هو الشخصية الرئيسية وهو الحدث فيها- لنفترض أن "س" وهو كما أسلفت أنت أو أنا أو هو أو هي، استيقظ صباحاً كالمعتاد وخرج من منزله بعد تدرعه بالكمامة والمعقم قاصداً خطواته اليومية لتأمين متطلبات أسرته أو الذهاب لعمله،وأول مكان يقصده وسائل النقل العامة لتباشر معركة التدافع والخوض وجهاً لوجه وكتفاً بكتف ليستقر في الحافلة ويتلاصق بزميله كالتوأم السيامي"متشابكاً ناسياً كمامته التي سقطت سهواً ومعقمه الذي ضاع في خاصرة جاره بالمقعد ليبتسم فايروس كورونا وهو يتجول في أرجاء السرفيس شامتاً.
ينزل"س"ويصل أول تجمع لتمتد الأيادي وتتدافع على كوة ما ولك الخيار في الاختيار لأنك ستزورها جميعاً فكل مستلزماتك باتت بالطوابير والتجمعات من رغيف خبزك لمحروقاتك لمؤونتك لمواصلاتك لراتبك لمقابلة مسؤولك ...لتنه مشترياتك أيضاً متناسياً إجراءاتك الاحترازية لتفادي العدوى ليبتسم كورونا مجدداً وهو يتنقل خلسة بين الجموع.
ويعود"س" لبيته محملاً بالعدوى المفروضة فرضاً والمدسوس بثيابه وما يحمل من أكياس ليبتسم أيضاً وثالثاً بخسة.
هو تحدٍ بين الالتزام والجوع أو عدم الالتزام والمرض، متلازمان كتفاً بكتف و"عيش إذا فيك"يا "س" فأين المفر فحكومتك الموقرة تقر القرارات الفاشلة لمصلحتك وأنت تتجاهلها عمداً أو جكراً فهي حاضرة لخدمتك ولمصلحتك وهي لا تضحك عليك حين تقول لك" صحيح لا تقسم ومقسوم لا تاكل وكول لتشبع" فأنت جاهل لا تفهم عليها و ترمي نفسك بالتهلكة وتسبح أو لنقل تغرق نفسك بجموع" السينات" أقرانك لتتلقف الفايروس وتجعله يبتسم بخسة وهو يتسلل إلى جسدك ليهلكك ومحبيك.