رجال أعمال من ورق يتباكون على أطلال الحكومة!...

رجال أعمال من ورق يتباكون على أطلال الحكومة!...

تحقيقات

دمشق - محمد الحلبي

يمكننا تشبيه علاقة الحكومة برجال الأعمال بعلاقة الأم الرؤوم بابنها المدلل، فهي كلما أسدلت له العطاء كلما ازداد طمعاً بها وبدلالها ولو على حساب إخوته. وبالنهاية نجد أن تعامل الأم بعاطفتها مع طفلها المدلل سيؤدي بالنهاية إلى إفساده، وتسلطه على إخوته، حتى ولو أنتهى به المطاف إلى سحب لقمة الطعام من أفواههم، وبالتالي.. وبعد أن تعي الأم أنها أفسدت ولدها بدلالها المبالغ فيه، ستجد أنه بات من المستحيل تقويمه، ومن الصعب إعادته إلى جادة الصواب.. إذ أن الأوان قد فات..

واقع مأساوي
باتت الحياة التي يعيشها المواطن تشهد واقع مترد اقتصادياً ومعيشياً على جميع نواحي الحياة دون استثناء، وذلك على وقع ضربات الغلاء الموجعة، وارتفاع أسعار المواد التموينية بشكل لا يتصوره العقل، حيث شكل هذا الارتفاع عبئاً على الناس المرهقة من سنوات الحرب أساساً، بالتزامن مع اقتصاد ضعيف هش يتحمل رجال الأعمال والتجار الجانب الأكبر منه، وطبعاً يتزامن هذا الواقع مع أجور متدنية، ومداخيل محدودة لا تجاري هذه الارتفاعات التي تشهدها الأسواق..
أما أصحاب رؤوس الأموال فصوبوا سهامهم نحو زيادة ومضاعفة أسعار سلعهم ومنتجاتهم، مستغلين أي طارئ وأي ظرف يصيب دوران عجلة الاقتصاد، وما ساهم بارتفاع معدلات التضخم وزيادة أسعار السلع في الأسواق هو القرارات الحكومية الأخيرة وعلى جميع الأصعدة، فمن قلة مصادر الطاقة إلى رفع أسعار البنزين مروراً برفع أسعار المازوت الصناعي، وهذا الأخير كان بمثابة الضربة القاضية لسقف أسعار كل ما يتعلق بعجلة دوران الاقتصاد، عندها تباكى التجار ورجال الأعمال في أحضان الحكومة من أن هذا القرار مجحف بحقهم، فأشاحت الحكومة بوجهها عنهم واتجهت إلى مواطنيها بتطمينات مبطنة  تخفي الكثير من النوايا تحتها - وهي تطبطب على ولدها "رجال الأعمال" - أن هذا القرار لن يؤثر على أسعار السلع في الأسواق، ومعللة الإجراء الذي اتخذته أن التاجر يشتري ليتر المازوت من السوق السوداء ب 1000 ليرة، لكن مافعله هؤلاء الأخيرين أنهم اتخذوا من القرار ذريعة لرفع الأسعار التي انعكست على المواطن، وذهبت التطمينات الحكومية أدراج الرياح.. وهنا يطل علينا السؤال البديهي الذي تعجز الحكومة عن الإجابة عنه، لا لأنها لا تعرف الجواب، بل لتبعد أصابع الاتهام عنها.. من دفع فاتورة رفع سعر المازوت الصناعي؟ ليغض المعنيين طرفهم عن هذا السؤال كما أسلفنا تاركين الحبل على الغارب لجشع رجال الأعمال والتجار الذين أطلقوا العنان لأسعار منتوجاتهم، وليدفع المواطن ثمن هذا القرار، أما الحكومة فراحت تلوح كعادتها بالعصا، وتستخدم لغة التهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه برفع أسعاره، دون أن تنسى تنظيم بعض المخالفات بحق صغار التجار الذين يسددون قيمة المخالفات عن طيب خاطر طالما أنها لا تشكل رادعاً حقيقياً يلجمهم عن زيادة أسعارهم، أما كبار التجار ورجال الأعمال فليبقوا في برجهم العاجي دون أن يقلق راحتهم أحد..
نقطة نظام
حالة من السخط والاستياء من الأداء الحكومي الذي عهده المواطن خلال العشر العجاف التي مرت على البلاد، وخصوصاً من السياسة الحكومية المتبعة - سياسة جباية الأموال - بدلاً من البحث عن مشاريع استثمارية وانتاجية كدعم المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر لتكون نواة لاقتصاد متين ومتماسك تنتشل البلاد والمواطنين من الحالة المأساوية التي وصل إليها الواقع المعيشي المتردي للمواطنين، الذين تراهم الحكومة مجرد دجاجة بياضة تبيض لها ذهباً مع كل قرار تتخذه..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر