وطن خارج التغطية

وطن خارج التغطية

في هذا الشهر أجرينا أكثر من مقابلة في المجلة وعلى موقع المشهد الإلكتروني، مع رجال أعمال في قطاعي الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى جهات حكومية ومحللين معنين بهذين القطاعين، وإذا أخذنا خلاصة هذه المقابلات نلحظ بكل سهولة مدى التباعد في التنسيق والتخطيط فكل جهة تعمل بمعزل عن الأخرى. لا الصناعي يجد نفسه بخير ولا التاجر ولا المواطن، والجهات الحكومية تقف في مكان لا ترى فيه حقيقة مايجري وتكتفي بدور الرقيب العذول الذي يصدر قرارات تخلق بيئة نابذة للإنتاج الذي يعد المنقذ للوضع الذي نمر به وللتاجر الذي نحتاجه لاستيراد وتأمين السلع الضرورية. 
التاجر يقول :” هناك جهتان فيما يخص استيراد السلع والمواد الاولية هما المصرف المركزي ووزارة الاقتصاد، يتم من خلال هاتين الجهتين ترشيد الاستيراد حتى لا يتم استنزاف غير مبرر للقطع الأجنبي. وهناك أيضاً وزارة التجارة وحماية المستهلك لمراقبة الأسواق بالإضافة إلى وزارة المالية والجمارك لتأمين إيرادات للخزينة. 
الصناعي بحاجة إلى كهرباء ومحروقات بشروط مناسبة، حتى يستمر وينتج سلعة أقل تكلفة ويستطيع المنافسة، 
على علمنا فقد قدم رجال الأعمال الكثير من المقترحات لتخفيف العبء على الحكومة ومساعدتها في إدارة الأزمة خلال السنوات الماضية ولكن الحكومة أغلقت خطوط التواصل الفعال وأصدرت دائما قرارات في غير محلها بعضها خلق كوارث وتسبب بدمار الثقة بين مختلف أطراف العقد الاجتماعي. 
والمعادلة الصعبة في سورية أن الجهات الحكومية من مصرف مركزي ووزارة اقتصاد وتجارة ومالية تعمل منفردة من دون تنسيق رغم الوجود الإسمي للفريق الحكومي . 
"سباق الجباية عند وزارة المالية يتفوق على منطق بناء الدولة" هذا ما تقوم به الحكومة، والمصرف المركزي يعتمد سياسات لا علاقة لها بالاقتصاد، وثبت دائما أنه لا يملك سياسة واضحة، أما وزارة التجارة فهي في نفس الطابور الذي خنق المواطن بسبب قراراتها الخاطئة والتعسفية،كل جهة من هذه الجهات الحكومية التي من المفترض أنها صمام الأمان يغني على ليلاه مع أننا نسمع ليل نهار عما يسمونه الفريق الحكومي الذي يمكنه التنسيق بين أطراف هذه المعادلة المعقدة، 
ولكن أي فريق حكومي هذا الذي لانراه حاضرا عندما تتوالى الكوارث وتشذ الأسواق عن أي قاعدة .
سباق إلى مميت إلى الهاوية لم يسبق له مثيل لانستطيع مجاراته، وحتى نستخدم أسلوب المبالغة قليلاً لم يره المواطن السوري قبل ذلك حتى ولا في أيام سفر برلك وهجرات القرن الثامن عشر. 
عندما لايمكنك الاستناد إلى جدار وعندما يغيب الأمل بأن جهة ما أو أحداً يمكنه أن يعينك أو تأمل بقدرته على العون، فأي قوة تجعلك تنهض إلا قوة الغريزة، حيث منطق الفهلوة والغش وفساد الهواء والماء وعذاب فقدان الأمل. 
لم يعد من الممكن سماع مصطلحات اللغة الترابية السامة التي يتلفظ بها المسؤولون عادة وهم يكذبون بوقاحة يطلقون وعوداً يتنكرون لها في أي لحظة دون رادع من ضمير.
ليل ينتشر بظلاله المالحة على جروح تتفتح في وقت ميت لا حياة فيه. 
ينتشر طوفان التفاهة كالطاعون مع الثواني الثقيلة التي تضاعف الألم المستبد، والمواطن غائب عن الوعي مشوه مثل غيوم خذلتها الريح ورمت بها فوق أرض يابسة .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر