بعد أن باتت السيارة حلماً للمواطن السوري.. سيارة "أودي" للبيع ب900 ألف ليرة سورية فقط..

بعد أن باتت السيارة حلماً للمواطن السوري.. سيارة "أودي" للبيع ب900 ألف ليرة سورية فقط..

تحقيقات

دمشق - محمد الحلبي
شهد سوق السيارات خلال سنوات الأزمة تأرجحات غير منطقية بأسعار السيارات، حتى وصل اليوم إلى أرقام وصفت بالفلكية، حيث بيعت إحدى السيارات في العام الماضي وبمزاد علني بمدينة الشباب في المزة بمبلغ 500 مليون ليرة سورية، بغض النظر عن سعرها الحقيقي، والحادثة كما قال البعض هو عبارة عن (تكسير عظم) بين التجار الذين أخذهم الحماس، أو إنهم كانوا يريدون السيطرة على أسواق السيارات والتحكم بأسعارها، حيث قال العديد من المواطنين الذين دخلوا المزاد على أمل الفوز بإحدى السيارات أن الأسعار والأرقام التي دفعت في المزاد فاقت بكثير أسعار السيارات الحقيقية المشابهة في السوق، حتى أن هناك سيارة على سبيل المثال نوع كيا ريو بيعت وقتها ب 13 مليون ليرة سورية في حين كان سعرها في السوق وبأحسن الأحوال 8 مليون ليرة سورية..
أسواق السيارات
كانت دمشق تحفل بعدة أسواق للسيارات، ولعل أهمها سوق الحجر الأسود، بالإضافة إلى سوق المزرعة الذي لا يزال قائماً حتى الآن، وكان هذان السوقان متخصصان ببيع السيارات المستعملة، فالأول للسيارات المتوسطة السعر، والثاني للسيارات الفارهة، أما السوق الأول فقد انتقل إلى منطقة الزاهرة الجديدة بدمشق خلال سنوات الأزمة، فيما بقي الثاني على حاله، ويضاف إلى هذين السوقين سوق ثالث في حرستا لبيع السيارات المستعملة أيضاً، أما وكالات السيارات الجديدة فكانت تمتد على الأوتوستراد  الدولي دمشق - حمص، وقد اختفى نهائياً بعد سنوات الحرب..
أسعار خيالية
المشهد زار سوق الزاهرة الجديدة لبيع السيارات المستعملة لاستجلاء حقيقة أسعار السيارات اليوم.. أسعار صادمة وغير واقعية نهائياً، سيارة نوع مازدا سنة الصنع 1982 بسعر 12 مليون ليرة سورية، غولف سنة الصنع 1977 ب8 مليون ليرة سورية، هذه السيارات أكل عليها الدهر وشرب، أما سيارة شام موديل 2009 فوصل سعرها إلى 15 مليون ليرة سورية، فيما سيارة بيجو 206 طلب صاحبها 18 مليون ليرة، أما سيارة كيا ريو 2010 فوصل سعرها إلى 33 مليون ليرة سورية، أما المفاجأة الكبرى فهي سيارة رينو، عندما طلب صاحبها 45 مليون ليرة مدعياً أنها بحالة الوكالة..
مع التجار
أبو خالد تاجر سيارات مستعملة قال للمشهد أن أسواق السيارات يشهد جموداً كبيراً، وقلة في البيع، وقد ساهمت القرارات الأخيرة للمعنيين والخاصة بعمليات نقل الملكية وتعقيداتها في الحد من عملية البيع والشراء، كما أن ارتفاع أسعار البنزين المدعوم وخروج السيارات ذات المحركات السعوية الكبيرة من شرائح الدعم زاد من جمود السوق، فيما عزا أبو العز - تاجر سيارات ارتفاع أسعار السيارات إلى عدم وجود البديل وقال: من النادر اليوم الحصول على سيارة خالية العلام تماماً، وقد كنا سابقاً نعتبر السيارة التي قطعت 80 ألف كيلو متراً أنها استهلكت، لكن بتنا اليوم نعتبر السيارة التي قطعت 150 ألف كيلو متراً أنها نظيفة، لعدم وجود البديل كما أسلفت، أما أبو جواد فقال أن حركة البيع شبه متوقفة، وينشط اليوم البيع فقط عن طريق المبادلة (الداكيشة) حيث يقوم أحدهم بمبادلة سيارته بأخرى مع دفع الفرق أو أخذ الفرق حسب نوع السيارة..
مع القانون
الأستاذ المحامي هاشم السائق قال إن القانون في المعاملات التجارية المتعلقة بالبيوع العقارية والسيارات ينظر إلى هذه السلع على أنها ملكيات خاصة، ولا يتدخل في وضع أسعار لها، فسيارتان من نوع واحد مثلاً تختلفان عن بعضهما بعدة نواحي، كالحالة الفنية مثلاً، ونظافة السيارة من الداخل والخارج، والمسافة المقطوعة، فلا يمكن وضع سعر واحد لهاتين السيارتين، حتى أن أسعار السيارات الجديدة كانت تختلف بالسعر من وكالة إلى أخرى..
أودي للبيع ب900 ألف ل.س
أما المضحك المبكي فهو ما رواه لي أحد الأصدقاء عن سيارة نوع أودي للبيع ب900 ألف ليرة سورية، فأخذ المبلغ كاملاً واتجه إلى حيث أشار له البائع، بعد أن أكد له أن الحالة الفنية للسيارة ممتازة، حيث ظن صديقي أن موديل السيارة قديم، لهذا طلب فيها هذا السعر الزهيد، وهو يعتبرها لقطة..

طبعاً كان ذلك في العام الماضي وقبل الارتفاع الجنوني الأخير لأسعار السيارات، وكان وقتها سعر السيارة نوع نيسان موديل 1982 يساوي مليون ومئتي ألف ليرة، ليتضح له أن السيارة المقصودة (الأودي) هي سيارة أطفال، تعمل على الكهرباء، فالتقط صورة تذكارية لها وعاد أدراجه وهو يتلمس ال 900 ألف ليرة في جيبه بحسرة، علماً أن هذا المبلغ كان يشتري قبل الأزمة سيارتان نوع كيا ريو من الوكالة..
ختاماً
وتبقى السيارة حلماً بالنسبة للمواطن السوري الذي يحلم أم يرى اسمه في سجلات المرور يوماً ما ولو على إيصال مخالفة..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر