وسائط النقل الجماعي.. أصبحت وكر لممارسة الرذيلة والتحرش الجنسي.. قصص وحكايا من الواقع..

وسائط النقل الجماعي.. أصبحت وكر لممارسة الرذيلة والتحرش الجنسي.. قصص وحكايا من الواقع..

تحقيقات

دمشق - رولا نويساتي
لم أكن أتخيل أن يصل الانحطاط الأخلاقي في بلدنا إلى الحضيض، ولم أكن أتوقع أن تموت النخوة في قلوب من كانوا يوصفون برجال النخوة والشهامة، ليلعب أغلبهم ممن أصبحوا أشباه رجال دور الجمهور المتفرج على صراخ المستغيثات من براثن الذئاب البشرية الذين باعوا ضميرهم وتجردوا من انسانيتهم وانجرفوا وراء غرائزهم الحيوانية ليصبحوا عبدة" لها..
بأم عيني
الحكاية الأولى كنت شاهدة عليها عندما كنت متجهة إلى عملي، حين استقليت باص النقل الداخلي ( ميدان شيخ ) وجلست قبل المقعد الأخير حيث يحلو لي أن أجلس دائما" بعيدة عن الاكتظاظ داخل الباص، ما إن وصلنا إلى بحرة الفحامة حتى بدأت الفتاة التي تجلس خلفي ( أي في المقعد الأخير ) بالاستنجاد، طالبة من سائق الباص أن يتوقف وينزل الشاب الذي يجلس أمامها، وأمام تكرار طلبها للمرة الثالثة أمام استهجان كل من كان داخل الباص، إضافة إلى السائق الذي لم يعرها أي اهتمام.. علا صوت الشاب الذي يجلس أمامها وهو يطلب من السائق أن يقف وينزل تلك الفتاة التي كانت تستغيث، بعد أن قام هذا الأخير بتوجيه أشد العبارات النابية للفتاة رافضاً النزول، وأمام هذا اللغط واستنجاد الفتاة للمرة الخامسة بعد أن أعلنت على الملأ بأن الشاب يتحرش بها وسط صمت مطبق من قبل الجميع، لم نشاهد إلا شاب في الثالثة والعشرين من عمره تقريباً ينقض كالسبع على الشاب المتحرش ويسحبه من قميصه ليرمي به خارج الباص.. وعندما هدأت الفتاة قليلاً سألتها عن ما حل بها فأجابت على استحياء، أن الشاب الذي كان يجلس بجانبها كان يمارس العادة السرية داخل الباص، ولم تنتبه إليه إلا عندما أصاب ماءه يداها وثوبها.. وقد طلبت منها أن تتقدم بشكوى ضده وتعطي أوصافه لرجال الأمن، إلا أنها خافت من الفضيحة، وفضلت أن تتناسى الموضوع، علماً أن الشاب كان يجلس بين فتاتين وكان يضع قميصه في حضنه، وقد شعرت الفتاة باقترابه منها أكثر من مرة لكنها كانت تداري الموضوع حتى بلغ السيل الزبى ( حسبما قالت )..
قلة أخلاق
الحادثة الثانية كان في باص (دف الشوك) ورواها أحد الزملاء لي عنما راح سائق الميكرو باص (24 راكب) يحشر الناس في الممر الضيق بين صفي المقاعد، ويطلب من الركاب أن يرجعوا إلى الخلف، وكانت هناك فتيات يقفن في الممر المزدحم أصلاً، عندما طلب السائق من كل شاب أن يقف وبكل وقاحة خلف كل فتاة، حتى انبرى له زميلنا وعلا صوته على المعاون والسائق، الذي حاول أن ينال بالكلام البزىء من زميلنا، الذي عرف كيف يخرس السائق الذي ما عاد ينبس ببنت شفة..
على عينك ياتاجر
القصة الثالثة كانت عند جسر السيد الرئيس، وتحديداً في باصات مشروع دمر، عندما لفت نظري بضعة شبان يركضون خلف كل ميكرو باص ويصطفون خلف الفتيات دون أن يصعدوا، وقد لاحظت كيف أن أيديهم تطال أماكن العفة عند الفتيات دون أن يشعرن، حيث أن الهم الوحيد لهن يكون منصب على الفوز بمقعد داخل الميكرو، لكن فجأة علا صوت إحدى الفتيات عندما تمادى أحد الشباب وهو يلتصق بها أثناء صعودها إلى الميكرو، وبكل وقاحة يصرخ بوجهها ويتهمها أنها هي من تلتصق به ( وربما هي من تتحرش به أيضاً )، والغريب بالأمر أن بعض الرجال راحوا يؤيدونه ويقفون في صفه، لا بل يسعون لتهدئته، وسط ذهول الفتاة التي كفكفت دموعها وراحت تبحث عن ميكرو آخر بعد أن أصابها الخجل والحياء..
نقطة نظام
قد تطول الحكايا والقصص، وحقيقة" باتت وسائل النقل العامة بحاجة إلى رقابة من الجهات المعنية، وخصوصاً أن المدينة أصبحت تزدحم بأضعاف عدد المواطنين عما كانت عليه قبل الأزمة، ناهيك عن أزمة المحروقات التي تزيد الطين بلة، وسط صعوبة الحصول على مادة المازوت اللازمة لعملها..
رسالة إلى المعنين نتمنى أن تجد أذن صاغية.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر